وزير الدفاع التركي وقادة الجيش تفقدوا الوحدات العسكرية على الحدود

أنقرة تجدد عزمها على منع تأسيس «ممر إرهابي» شمال سوريا

خلوصي أكار وزير الدفاع التركي تفقد أمس الوحدات العسكرية في المنطقة الحدودية مع سوريا (غيتي)
خلوصي أكار وزير الدفاع التركي تفقد أمس الوحدات العسكرية في المنطقة الحدودية مع سوريا (غيتي)
TT

وزير الدفاع التركي وقادة الجيش تفقدوا الوحدات العسكرية على الحدود

خلوصي أكار وزير الدفاع التركي تفقد أمس الوحدات العسكرية في المنطقة الحدودية مع سوريا (غيتي)
خلوصي أكار وزير الدفاع التركي تفقد أمس الوحدات العسكرية في المنطقة الحدودية مع سوريا (غيتي)

جددت تركيا عزمها على منع تأسيس ما تسميه «ممراً إرهابياً» على حدودها الجنوبية مع سوريا.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده لن تسمح بتأسيس ممر إرهابي شمال سوريا، من شأنه تهديد أمن تركيا واستقرارها، مشيراً إلى أن «الممر المزعوم» باء بالفشل إلى حد كبير بفضل جهود القوات المسلحة التركية.
وقام أكار بزيارة للوحدات العسكرية والجنود العاملين في منطقة الحدود مع سوريا، حيث أجرى زيارة تفقدية لقيادة القوات الخاصة المشتركة، وضريح «سليمان شاه» على الحدود مع سوريا في الساعات الأولى من صباح أمس (الثلاثاء)، وتهنئة الجنود بحلول العام الجديد، ورافقه رئيس الأركان يشار جولار، وقادة القوات البرية أوميد دوندار، والبحرية عدنان أوزبال، والجوية حسن كوتشوك أكيوز.
وقال أكار: «نحترم وحدة أراضي دول الجوار، والعمليات العسكرية التي نقوم بها في سوريا والعراق ليست اختيارية، إنما هي ضرورة من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية المتمركزة في هذه المناطق».
وأشار إلى أن الجيش التركي تحمّل مسؤولية ومهمة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وأنه سيلتزم بذلك بشكل فاعل خلال الأيام المقبلة.
وتلقى أكار، والقادة العسكريون المرافقون له، معلومات من الضباط عن فعاليات القوات التركية المتمركزة قرب الحدود السورية، واجتمع مع قادة الوحدات العسكرية العاملة قرب الحدود السورية، حيث استمع إلى تقييم للتطورات العسكرية والسياسية في المنطقة.
وشدد أكار على أن تركيا تراقب تطورات الأحداث في المنطقة عن كثب، وأنها تعمل ما بوسعها من أجل إنهاء المأساة، وحالة عدم الاستقرار السائدة في المنطقة، مضيفاً أن «الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الوضع في محافظة إدلب، بين الرئيس رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي، في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، بشأن إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح تفصل بين النظام والجماعات المسلحة في المدينة، حال دون وقوع مأساة إنسانية جديدة في سوريا».
وخلال الجولة، أجرى أكار اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي أشاد بما حققه الجيش في محاربة التنظيمات الإرهابية في جرابلس وعفرين السوريتين، عبر عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» اللتين استهدفتا «داعش» و«وحدات حماية الشعب» الكردية، وأكد أن هذا الكفاح سيستمر.
وفي السياق ذاته، قال إردوغان، في كلمة خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة أمس، إن تركيا «ستستمر في القضاء على التنظيمات الإرهابية المدعومة مما سماها (قوى الظلام)».
وقالت وسائل إعلام تركية، أمس، إن عدداً من العناصر التابعة لـ«جيش الثوار»، أحد المكونات العسكرية لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية، انشقوا عن صفوفه، ولجأوا إلى إحدى القواعد التركية القريبة، في واقعة هي الأولى من نوعها، شمال مدينة منبج بريف حلب الشرقي. وتتعرض الأجزاء الشمالية من منبج إلى قصف متقطع من جانب «الجيش الوطني»، المؤلف من مجموعات موالية لتركيا، يستهدف مواقع الوحدات الكردية، المكون الأكبر في مجلس منبج العسكري.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر في المكتب العسكري لمدينة منبج، التابع للجيش الوطني، أن 3 من عناصر جيش الثوار في قرية عرب حسن (التي تعرضت لقصف مكثف من الجيش الوطني خلال اليومين الماضيين)، وصلوا إلى إحدى أكبر وأهم القواعد التركية في الشمال السوري أول من أمس. وتواصل تركيا تعزيز قواتها في المناطق التي تسيطر عليها، استعداداً لشن عملية عسكرية ضد الأكراد في منبج وشرق الفرات، بينما بدأت طائرات «إف - 16» تركية بتحليق جوي فوق المدينة الكردية السورية أول من أمس.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.