عبد المهدي يشكل مجلساً أعلى لمكافحة الفساد في العراق

رئيس سابق لهيئة النزاهة: القرار مخالف للدستور

TT

عبد المهدي يشكل مجلساً أعلى لمكافحة الفساد في العراق

تعهد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بمكافحة الفساد هذا العام والتعامل مع الفاسدين بوصفهم لا يقلون خطرا عن تنظيم داعش. وقال عبد المهدي خلال الاجتماع الأول للمجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي أعيد تشكيله إن «الهدف من تشكيل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد هو تمكينه من اتخاذ الإجراءات الرادعة وتوحيد جهود الجهات الرقابية في سياق عمل جديد قادر على التصدي لأي جهة أو شخص مهما كان موقعه وأن نتصرف كدولة في كشف الفساد وحماية المجتمع والمواطنين والمال العام على حد سواء».
وأضاف عبد المهدي طبقا لبيان صادر عن مكتبه أن «هذا الإجراء يأتي تنفيذا لما تعهدنا به في منهاجنا الحكومي الذي صادق عليه مجلس النواب وأصبح واجب التنفيذ»، مبينا أنه «أمام ذلك يجب أن يتمتع المجلس الأعلى لمكافحة الفساد بالصلاحيات الإدارية والقانونية الكافية للسيطرة على ملف الفساد ومعرفة مواطنه ومكامن الخلل في المتابعة والتنفيذ». كما أكد على ضرورة «المضي بمسار واحد من أجل تحقيق مخرجات واضحة ومنع الضرر الفادح الذي أصبح يهز صورة الدولة والمجتمع وسمعة المواطنين بشكل عام، ولا بد من وضع حد لهذا التداعي واعتبار الفساد عدوا مثل عصابة (داعش) الإرهابية».
من جهته، أكد موسى فرج، الرئيس الأسبق لهيئة النزاهة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مكافحة الفساد في العراق لا تحل بمثل هذه الأساليب التي لم تعد حتى ترقيعية بل هي مخالفة للدستور أصلا الذي أقر بتشكيل هيئة متخصصة في محاربة الفساد هي هيئة النزاهة وهي مستقلة طبقا للدستور». وأضاف فرج أن «مشكلة الفساد في العراق تكمن في السلطة التنفيذية بالدرجة الأساسية التي تتدخل في سياق عمل الهيئات المستقلة وتصادر جهودها»، مبينا أن «هيئة النزاهة تحيل إلى القضاء ملفات الفاسدين بينما السلطة التنفيذية العليا تصدر أوامر عفو عنهم وهو ما يعني أن السلطة التنفيذية سواء ممثلة برئاسة الجمهورية أو الوزراء تريد لهيئة النزاهة العمل وفقا لرغبتها».
وأوضح فرج أن «السلطة التنفيذية لديها الكثير من سياقات العمل باتجاه محاربة الفساد والحد منه حيث إنها هي من تملك القدرة على استرداد الأموال أو إعادة الفاسدين من الخارج». واتهم فرج القضاء العراقي قائلا إنه «يعمل منذ 14 عاما على تبويب الكثير من ملفات النزاهة بوصفها مجرد إهمال وظيفي، وهذا يدل على عدم وجود إرادة حقيقية لمحاربة الفساد بصرف النظر عن تشكيل المجالس أو الهيئات». ولفت موسى إلى أن «هيئة النزاهة وبموجب الدستور العراقي هيئة مستقلة خاضعة لرقابة مجلس النواب، بينما جرى ربطها بمجلس الوزراء خلافا للدستور ومن ثم يأتي اليوم تشكيل مجلس آخر لمكافحة الفساد مخالفا للدستور أيضا».
إلى ذلك أعلنت لجنة النزاهة في البرلمان العراقي وجود نحو 13 ألف ملف فساد لم يحسم منذ عام 2003 ولغاية الآن. وقال عضو لجنة النزاهة صباح العكيلي في تصريح إن «13 ألف ملف معطل منذ 2003 وحان الوقت لإعادة فتحها ومتابعتها مع الجهات التنفيذية وكشف الجهات والشخصيات المدانة بقضايا فساد مهما كانت انتماءاتهم الحزبية». وأضاف أن «أولويات عملنا خلال المرحلة القادمة فتح جميع تلك الملفات دون خشية أو مجاملة سياسية على حساب سرقة أبناء شعبنا»، مشيرا إلى «وجود مشكلات وضغوطات تواجه عملنا في اللجنة».
وكان ممثل المرجعية الدينية العليا في النجف الشيخ عبد المهدي الكربلائي عد من جهته أن سوء الإدارة ووجود بعض القوانين التي شرعنت الفساد هو جانبٌ من الجوانب التي باتت تنخر جسد الدولة. وقالت هيئة النزاهة في بيان لها إن رئيسها «القاضي عزت توفيق جعفر التقى ممثل المرجع السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، وبحثا أبرز التحدِّيات التي تواجه عمل الأجهزة الرقابيَّة، وسبل دعم المرجعية الدينيّة لمنظومة مكافحة الفساد الوطنيَّة». وأضاف البيان أن «رئيس الهيئة استعرض، خلال اللقاء الذي حضره عن الهيئة المديران العامان لدائرتي القانونيَّة الوقاية ومعاون المدير العام لدائرة التحقيقات والملاك المُتقدِّم لمكتب تحقيق الهيئة في المحافظة، خطوات عمل الهيئة المستقبليَّـة واستراتيجيَّـة عملها للأعوام القادمة». وأشار جعفر إلى «استكمال مديريَّات ومكاتب تحقيق الهيئة في عموم المحافظات حصر المشاريع المُتلكِّئة في تلك المحافظات»، مُؤكِّداً أنَّ «العام القادم سيشهد تحديد المقصريَّة ومحاسبة المُتسببين بتلكُّؤ المشاريع الخدميَّة والاستثماريَّة تلك».
من جانبه أكد الكربلائيُّ، دعم المرجعيَّة لـ«جهود هيئة النزاهة»، مُبيِّـناً أنَّ «هذا الدعم مُستمرٌّ وتمثل في تضمين الكثير من (خطبنا) في صلاة الجمعة المفردات السليمة لمكافحة الفساد وتأكيدنا ضرورة توفُّر الجديَّة والنيات الصادقة لمحاربته، وتمكين النزاهة والأجهزة الرقابيَّة الأخرى من خلال سدِّ الثغرات القانونيَّة التي ينفذ الفساد من خلالها». ومضى قائلا إن «سوء الإدارة ووجود بعض القوانين التي شرعنت الفساد هو جانبٌ من الجوانب التي باتت تنخر جسد الدولة، وتنهك الميزانيَّة العامَّة وتهيِّئ الأرضيَّـة الخصبة للفساد».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.