مصر تتجه لتصدير العقار لإنعاش السوق المحلية

الحكومة تستهدف 200 مليار جنيه في 5 سنوات... وبطء الإجراءات أكبر المعوقات

مصر تسعى لتصدير العقار لتحقيق مكاسب مادية في الفترة المقبلة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر تسعى لتصدير العقار لتحقيق مكاسب مادية في الفترة المقبلة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تتجه لتصدير العقار لإنعاش السوق المحلية

مصر تسعى لتصدير العقار لتحقيق مكاسب مادية في الفترة المقبلة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مصر تسعى لتصدير العقار لتحقيق مكاسب مادية في الفترة المقبلة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

في محاولة لإنعاش سوق العقارات الداخلية، التي تشهد تباطؤا في حركة البيع والشراء أخيراً، اتخذت مصر خطوات فعلية نحو تصدير العقار وبيعه للعرب والأجانب، متوقعةً تحقيق عائد مالي كبير يصل إلى 200 مليار جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة، وعلى الرغم من المشروع الطموح الذي تتبناه الحكومة المصرية وتأييد المطورين العقاريين للفكرة فإن هناك بعض المعوقات تقف في طريق تنفيذ المشروع وتحقيق العائد المنتظر منه، أهمها بطء إجراءات تملُّك العقارات، وعدم جاذبية منطقة الشرق الأوسط كمكان إقامة للمستثمرين الأجانب.
ويرى الدكتور ماجد عبد العظيم، الخبير العقاري وأستاذ الاقتصاد، أن «مصر لديها مقومات كثيرة تؤهلها للنجاح في مجال تصدير العقار، على رأسها المناخ والمزارات السياحية المهمة، والأسعار التنافسية الناتجة عن انخفاض سعر الجنيه المصري مقابل الدولار»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «أسعار العقارات في مصر منخفضة مقارنةً بأسعار العقارات في الدول المجاورة، ويمكن أن تكون سواحل البحر الأحمر مدناً جاذبة للمواطن الأوروبي مثل الغردقة، وشرم الشيخ، بينما تعد القاهرة والإسكندرية ومدن الساحل الشمالي جاذبة للمواطن العربي».
لكنّ الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، كان له رأي مختلف، إذ قال لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة تصدير العقار مستهلكة وقديمة، تعتمد على الترويج للعقارات في المعارض الخارجية بهدف استقطاب استثمارات غير مباشرة في العقارات، عبر إقناع المستثمر بتحويل أوعيته الادّخارية من البنوك إلى العقارات لأن العائد أكبر»، موضحاً أن «هذه الفكرة كانت صالحة قبل سنوات، لكن مع التضخم الذي تعانيه منطقة الشرق الأوسط، وانهيار سوق العقارات، أصبح الترويج لهذه الفكرة صعباً، بالنسبة إلى المستثمر العربي، أما المستثمر الأجنبي من شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة فهو يفضل زيارة مصر للسياحة لا للإقامة».
وأملاً في دعم خطة تصدير العقار، وقّعت الحكومة المصرية ممثلةً في وزارة الإسكان، مذكرة تفاهم مع إحدى شركات تنظيم المعارض العقارية في الدول العربية والأوروبية، وفي هذا الإطار شاركت مصر في معرض «سيتي سكيب» بدبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كما شاركت في معرض عقاري في لندن نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، افتتحته السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مؤكدةً أن «المعرض هو نافذة للترويج للعقارات المصرية في العواصم الأوروبية، في إطار خطة الدولة للتوسع في مشروع تصدير العقار»، ووفقاً للخطة من المنتظر أن تشارك مصر في معارض في كلٍّ من جدة وأبوظبي في أبريل (نيسان) المقبل، ولندن في يونيو (حزيران) المقبل، وهونغ كونغ في نوفمبر المقبل، ليكون عام 2019 هو عام تصدير العقار وفقاً للتصريحات الرسمية المصرية.
من جانبه قال عبد العظيم إن «المعارض الدولية إحدى وسائل التسويق المهمة للعقارات، لكنها لن تكفي وحدها، ولا بد من استغلال وسائل التسويق الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تصل إلى شريحة عريضة من المواطنين حول العالم، وأن تستهدف المعارض الخارجية الأجانب لا المصريين المقيمين في الخارج فحسب».
وأضاف أن «أهم معوقات نجاح خطة تصدير العقار هي صعوبة وبطء إجراءات تسجيل العقارات»، مطالباً الحكومة «بتبسيط الإجراءات والعمل على توفير منتج عقاري متميز يلبي حاجة المستثمر العربي والأجنبي حتى تحقق خطة تصدير العقار العائد المرجو منها»، مشيراً إلى أن «الوضع الأمني قد يشكل أحد المعوقات، ولكن ليس بدرجة كبيرة، حيث اتخذت الحكومة إجراءات متعددة لحل المشكلات الأمنية».
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري ووزير الإسكان، أكد في تصريحات صحافية أخيراً «نية الدولة التوسع في سياسة تصدير العقارات عبر المؤتمرات والمعارض الدولية في الدول المستهدفة»، مشدداً على «دعم الوزارة، واستعدادها لتقديم كل التسهيلات في هذا الإطار، لتحقيق استثمارات أجنبية مباشرة في قطاع العقارات»، وقال إن «تصدير العقار يمكن أن يدر عوائد ضخمة على مصر، ويجذب استثمارات تعادل إيرادات قناة السويس».
وقال المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان للمشروعات القومية، في تصريحات صحافية، أخيراً، إن «وزارة الإسكان تستهدف تحقيق مبيعات للأجانب من خلال خطة تصدير العقار، بمساعدة المطورين العقاريين، تتراوح ما بين 150 مليار جنيه و200 مليار جنيه، خلال السنوات الخمس المقبلة»، مشيراً إلى أن «القانون الجديد يتيح للأجانب الحصول على الإقامة في مصر مقابل شراء العقارات».
وبموجب قانون الإقامة للأجانب، الذي تتولى وزارة الداخلية المصرية حالياً إصدار لائحته التنفيذية، فإنه يمكن للأجنبي الحصول على إقامة لمدة خمس سنوات، مقابل شراء عقار بقيمة 400 ألف دولار، أو إقامة لمدة 3 سنوات مقابل شراء عقار بقيمة 300 ألف دولار، وإقامة لمدة عام لمن يشتري عقاراً بقيمة 100 ألف دولار.
لكن النحاس يرى أن «الفئة الوحيدة التي يمكن أن ترحب بشراء العقارات في مصر في إطار هذه الخطة، هم المصريون المقيمون في الخارج، والذين يرغبون في تحقيق روابط مع دولتهم الأم»، مشيراً إلى أن «المستثمر العربي أو الخليجي قد تملك وحدته أو مسكنه في مصر بالفعل، والدليل على ذلك أنه رغم زيادة السياحة العربية هذا العام بنسبة 50% فإن إشغالات الفنادق ما زالت منخفضة، لأن السائح العربي أصبح يقيم في شقته داخل مصر».
وقال النحاس إن «السوق العقارية المصرية تعاني من بالونة عقارية، نتيجة ارتفاع الأسعار، وتحول وزارة الإسكان إلى مطور عقاري، وزيادة المعروض على الطلب على مدار السنوات الأربع الماضية»، وأوضح أن «السوق المحلية قبل عام 2011 كانت تحتاج إلى 276 ألف وحدة سنوياً، وفقاً للتقديرات في ذلك الوقت، لكن اليوم وبعد بناء 40 مليون وحدة سكنية في الفترة الأخيرة، تشبع السوق إلى درجة وجود 10 ملايين وحدة سكنية فارغة»، مشيراً إلى أن «وزارة الإسكان أنشأت 276 ألف وحدة سكنية خلال السنوات الأربع الماضية، بينما أنشأ المطورون العقاريون ما يقرب من 25 ألف وحدة، أي أن عدد الوحدات التي تم إنشاؤها في 4 سنوات يعادل الطلب في عام واحد قبل عام 2011»، مؤكداً أن «معطيات السوق تغيرت، ولا بد من التفكير في السوق بالمعطيات الحالية».
وأضاف أن «البالونة العقارية انتفخت في السنوات الأربع الماضية، ونتيجة الأعباء المعيشية المتزايدة، وارتفاع الأسعار تخلى كثير من المصريين عن استثماراتهم العقارية، وبدأ عدد من المطورين العقاريين يضاربون في الأسواق بتخفيض أسعار الوحدات، حيث انخفضت أسعار العقارات في المدن الجديدة بمعدل 25%».
ووفقاً لتعداد السكان في مصر عام 2017، والذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن هناك نحو 12.5 مليون وحدة سكنية مغلقة، أي نحو 29% من ‏عدد الوحدات السكنية في مصر، بينها 9 ملايين وحدة سكنية خالية تماماً، من بينها نحو 4 ملايين ‏و662 ألف وحدة فارغة ومكتملة التشطيب، والباقي من دون تشطيب، ومليونان و887 ‏ألف وحدة سكنية مغلقة لوجود مسكن آخر للأسرة، ومليون و159 ألف وحدة مغلقة لسفر الأسرة خارج مصر.


مقالات ذات صلة

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)
عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.


«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.