الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ مع تييري هنري في موناكو

محاولات النجم القدير لإنقاذ الفريق من الهبوط بالدوري الفرنسي تصطدم بصعوبات جمة على كافة الأصعدة

تييري هنري يخرج منكس الرأس في مشهد بات متكرراً مع هزائم موناكو (أ.ف.ب)
تييري هنري يخرج منكس الرأس في مشهد بات متكرراً مع هزائم موناكو (أ.ف.ب)
TT

الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ مع تييري هنري في موناكو

تييري هنري يخرج منكس الرأس في مشهد بات متكرراً مع هزائم موناكو (أ.ف.ب)
تييري هنري يخرج منكس الرأس في مشهد بات متكرراً مع هزائم موناكو (أ.ف.ب)

كان موناكو قد سبق له إحراج باريس سان جيرمان باقتناصه بطولة الدوري الفرنسي الممتاز قبل نهاية الموسم بـ17 شهراً، ومع ذلك ومع مرور 11 دقيقة فقط من المواجهة التي جرت بينهما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان موناكو مغلوباً بفارق هدفين بالفعل.
قوبل هدف إدينسون كافاني الأول بصيحة ألم، ثم جاءت إصابة ناصر الشاذلي لتفاقم سحابة الاكتئاب التي خيمت على استاد لويس الثاني، وعندما تعرض بديله جوريد مبولا للطرد، بدا أن اليأس قد تملك تماماً من المدرب تييري هنري.
وفي أعقاب الهزيمة الكارثية التي مني بها موناكو على أرضه بنتيجة 2 - 0 من نادي غانغان الذي يقبع في قاع جدول ترتيب أندية البطولة، استقر موناكو عند المركز الـ19 قبل العطلة الشتوية، وسط تلاشي جميع الأجواء الإيجابية من النادي الذي يعاني من أزمة إصابات كارثية ومخاوف متزايدة من التعرض للهبوط.
وتشير الأرقام إلى أن موناكو خسر تسعا من آخر 12 مباراة خاضها في الدوري الفرنسي الممتاز ـ وهو رقم يكافئ إجمالي هزائمه على مدار المباريات الـ73 السابقة. وبعيداً عن روح الإثارة والصبغة الرومانسية الحالمة، لم يفلح هنري في إحداث تغيير يذكر خلال المباريات الـ14 التي قاد خلالها الفريق كمدرب. وبعد ثلاث مباريات فاز فيها، حتى تلك الإثارة والرومانسية الحالمة تلاشت. وتحطمت الآمال في هزيمة كل من كاين وأميان، اللذين يواجهان صعوبات كبيرة في مسيرتهما أيضاً، بفضل ركلة حرة من راداميل فالكاو ومجموعة من ركلات الجزاء. وشهد الأسبوع الأخير من ديسمبر (كانون الأول)، مزيدا من التردي في أداء موناكو.
اللافت أن موناكو تحول بمرور الوقت إلى تجسيد للمناخ السائد في موناكو. وقد تجلى الشعور باليأس والإحباط عندما وجه المدرب انتقادات لفريقه بعد الهزيمة المروعة أمام ليون بنتيجة 3 - 0. وقال هنري: «من دون رغبة، يصعب تحقيق الفوز»، في إشارة لادعاء سابق له بأن «اللاعبين يرفضون اللعب عن غير قصد» بسبب حالة غياب الثقة التي تشل حركتهم.
من جهته، شدد نائب رئيس النادي صاحب الوجه المتجهم دائماً، فاديم فاسيليف، والذي تشير مزاعم إلى أنه يحصل شخصياً على 10 في المائة من إجمالي أرباح صفقات انتقال اللاعبين التي ينفذها النادي تبعاً لما ورد في «ميديا بارت»، أن النادي: «لم يستعن بهنري كرجل إطفاء، وإنما هو هنا لفترة طويلة الأجل، وليست قصيرة». ومع هذا، فإن سحابة الكآبة المخيمة على هنري لا توحي بأنه سيستمر مع النادي لفترة طويلة، خاصة مع فقدان المدرب كثيراً لرباطة جأشه. يذكر أنه قال ليوري تيليمان أثناء الهزيمة أمام مونبيلييه: «مثلما كان الحال في الشوط الثاني في مدريد، ثلاثة رجال في منتصف الملعب، وغولو إلى اليسار. كم عدد المرات التي يتعين علي أن أكرر فيها هذا الأمر... بالإنجليزية وبالفرنسية، ما اللغة الأخرى التي ترغبون مني الحديث بها؟».
من ناحية أخرى، ثمة تصاعد ملحوظ في الانتقادات التي توجهها وسائل الإعلام الفرنسية لهنري في وقت يبدو على نحو متزايد كشخص وحيد يقف عند خط التماس. وقد وصفه أحد المعلقين الرياضيين في حديث بإذاعة «آر إم سي» بأنه «شخص مثير للأسى». والواضح أن هذه الحالة المزاجية المتعكرة والتي تميل إلى الانسحاب والانزواء التي يبديها هنري قد انتقلت إلى لاعبيه، حسبما اعترف هنري نفسه بعد الهزيمة أمام ريم الصاعد حديثاً للدوري الممتاز. وقال هنري: «لقد فازوا عملياً في جميع المواجهات الثنائية ولعبوا مثلما ينبغي عليهم. أما نحن، فلم تكن لدينا رغبة في اللعب». ورغم المكانة الأسطورية التي يتمتع بها هنري داخل إنجلترا، فإنه لا يحظى بالمكانة ذاتها داخل فرنسا ولا يزال نفوذه على مستوى الفريق الشاب محل شك. وبدت نظرته المليئة باليأس والصدمة تجاه بينوا باديشيل بعدما غادر المدافع الواعد مقعده في طريق هنري أثناء خروجهما من مؤتمر صحافي، معبرة للغاية عن إحباطه تجاه غياب عنصر الخبرة عن صفوف لاعبي الفريق.
أما الأداء فتراوح ما بين غياب الكفاءة والسذاجة والهشاشة. على سبيل المثال، تخلى تيليمان عن الاستحواذ على الكرة 34 مرة خلال المباراة التي تعرض فيها فريقه للهزيمة أمام غانغان، بينما أبدى لاعب قلب الدفاع جيرمسون، خاصة فيما يخص الهدفين اللذين سجلهما مونبلييه في شباك فريقه، مستوى أداء يوصف بالكارثي داخل الملعب. إلا أن هنري يشكل مجرد سبب واحد من الأسباب وراء هذا الوضع. جدير بالذكر أن المدرب السابق ليوناردو غارديم لم يتمكن من التغلب على مشكلة الفرار الجماعي للمهارات من صفوف الفريق هذا الصيف، بينما افتقرت سياسة الصفقات الجديدة التي صاغها مدير الشؤون الرياضية السابق في تشيلسي، مايكل إيمانيلو، إلى وجود بوصلة ترسم اتجاهها. وعليه، غابت جهود مماثلة للجهود السابقة بضم مهارات صاعدة مثل توماس ليمار وبنجامين مندي وبيرناردو سيلفا، ليحل محلها صفقات ضخمة بمبالغ تقدر قيمتها بسبعة أرقام مقابل مراهقين لا تزال موهبتهم في الصورة الخام.
إضافة لذلك، يواجه الفريق قائمة إصابات كبيرة لأسابيع قادمة، بينهم عدد من اللاعبين البارزين في صفوف الفريق الأول مثل حارس المرمى الكرواتي دانييل سوباسيتش ولاعب الظهير الصريح في المنتخب الفرنسي جبريل سيدي بيه ومهاجم مانشستر سيتي السابق ستيفان يوفيتيتش، وكذلك اللاعب الذي جرى ضمه خلال الصيف من ستراسبورغ، جان أهولو، والمهاجم الذي قدم أداءً متميزاً الموسم الماضي روني لوبيز. وبلغ الأمر حد توجيه فالكاو انتقادات إلى مستوى جودة الفريق، في وقت تركت الإصابات ورحيل اللاعبين هنري في مواجهة فريق من الناشئين عملياً. على سبيل المثال، أصبح كل من هانز نواه ماسينو وباديشيل أول لاعبين ولدا في القرن الـ21 يشاركان في التشكيل الأساسي بمباراة في بطولة دوري أبطال أوروبا.
من ناحية أخرى، تخيم الشكوك على مستقبل النادي ذاته. كان رئيس النادي ديمتري ربولوفليف، والذي تشير أقاويل إلى أنه يميل لفكرة بيع موناكو، قد استشاط غضباً بسبب القيود المتعددة التي فرضتها لجنة «اللعب المالي النظيف» والسلطات الفرنسية. وقد احتجزته الشرطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، بناءً على طلب من قاض محلي على صلة باتهامات بتلقيه رشوة وتورطه في فساد.
من جهته، شدد هنري على أنه «لا يفكر في موسم الانتقالات الشتوية»، لكن قيادات النادي بالتأكيد تفكر في سيسك فابريغاس وميتشي باتشواي وغاري كاهيل.
جدير بالذكر أنه في عام 2011 تعرض موناكو للهبوط واستقر في قاع دوري الدرجة الثانية بحلول أعياد الكريسماس قبل أن تأتي مليارات ربولوفليف لتنقذه. الآن، أصبحت الشكوك تخيم على استمرار رئيس النادي والمدرب واستمرار النادي نفسه في الدوري الممتاز، لكن هذه المرة ربما لا يظهر منقذون بتلك السرعة.


مقالات ذات صلة

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

أُغلق التحقيق في قضية «الاغتصاب» التي فُتحت بعد زيارة قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد الإسباني مبابي إلى ستوكهولم في أكتوبر الماضي، لعدم كفاية الأدلة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

مبابي: حبي لمنتخب فرنسا لم يتغير… مرهقون من كثرة المباريات!

قال كيليان مبابي إنه سيظل ملتزما باللعب مع المنتخب الفرنسي لكرة القدم رغم عدم استدعائه للمباريات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ماركينيوس (أ.ف.ب)

ماركينيوس يخوض مباراته رقم 300 بقميص سان جيرمان

خاض المدافع البرازيلي ماركينيوس المباراة رقم 300 بقميص فريقه باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لويس إنريكي (أ.ف.ب)

إنريكي: الإخفاق أمام نانت مؤسف... علينا المثابرة مستقبلاً

أبدى لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، أسفه لإخفاق فريقه في استغلال الفرص، في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 أمام نانت أمس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.