مصر: نشاط سياحي مكثف لتخطي آثار «تفجير المريوطية»

القاهرة تواصل استقبال آلاف الزائرين

منطقة الأهرامات بالجيزة تأثرت قليلاً بتفجير المريوطية (تصوير: الشرق الأوسط)
منطقة الأهرامات بالجيزة تأثرت قليلاً بتفجير المريوطية (تصوير: الشرق الأوسط)
TT

مصر: نشاط سياحي مكثف لتخطي آثار «تفجير المريوطية»

منطقة الأهرامات بالجيزة تأثرت قليلاً بتفجير المريوطية (تصوير: الشرق الأوسط)
منطقة الأهرامات بالجيزة تأثرت قليلاً بتفجير المريوطية (تصوير: الشرق الأوسط)

تسعى مصر إلى التعافي سريعاً من آثار «تفجير المريوطية»، حفاظاً على ما حققته من انتعاشة سياحية لافتة في الآونة الأخيرة، بجانب محاولة اجتذاب مزيد من آلاف السيّاح في الموسم السياحي الشتوي الحالي، عبر تنظيم برامج سياحية وثقافية مكثفة في عدد من المدن السياحية المصرية الشهيرة، بالإضافة إلى إقامة كثير من حفلات وأنشطة رأس السنة الجديدة في مدينة القاهرة. وحرصت وسائل الإعلام المصرية خلال اليومين الماضيين على نشر أخبار تتعلق باستقبال السائحين في الموانئ الجوية، وزيارتهم المعالم الأثرية في البلاد، وعدم تأثير تفجير المريوطية الذي وقع مساء الجمعة الماضية على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
وأعلنت السلطات المصرية قبل يومين، استقبال مطار القاهرة الدولي نحو 4 آلاف و299 سائحاً عربياً وأجنبياً من المدن السياحية المصرية والعواصم العربية والعالمية؛ لزيارة المعالم السياحية والأثرية في القاهرة الكبرى والمحافظات المصرية خلال الساعات الأخيرة، عبر 158 رحلة دولية وداخلية، على متنها المجموعات السياحية، التي ضمت جنسيات من دول الصين، وروسيا، واليابان، وتايوان، وإندونيسيا، والمجر، وأوزبكستان، والولايات المتحدة، وفرنسا، والتشيك، بالإضافة إلى وصول مجموعات سياحية أخرى قادمة من شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم والأقصر وأسوان، وعدد من دول الخليج والمغرب العربي. ويعد فصل الشتاء الموسم السياحي الأبرز في مصر، بسبب اعتدال الطقس في المدن الأثرية في جنوب البلاد.
من جانبه، قال النائب عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة والطيران المدني، بمجلس النواب المصري لـ«الشرق الأوسط»: «المؤشرات تؤكد أن القطاع السياحي لم يتأثر بحادث تفجير المريوطية، وأن الحجوزات السياحية الخاصة بعطلة رأس السنة لم تشهد تغييرات ملحوظة». وأضاف: «السائح الأجنبي اعتاد على وقوع حوادث دهس وقتل في المدن الأوروبية الكبرى، وبالتالي بات يؤمن أن كل الأوضاع الأمنية في البلاد السياحية متشابهة تقريباً، بل إن الوضع الأمني في القاهرة أفضل من عواصم أجنبية أخرى». ولفت إلى «صعوبة إلغاء الحجوزات السياحية بإجازة رأس السنة في مصر بسبب ضيق الوقت وعدم وجود بدائل أخرى سريعة، لأن السائحين يقومون بالحجز مبكراً». وأوضح أن «الإجراءات التي اتخذتها وزارتا السياحة والصحة عقب وقوع حادث المريوطية ساهمتا في عبور الأزمة بشكل سريع جداً».
ونظّمت مصر عدداً كبيراً من الحفلات الغنائية في ليلة رأس السنة بفنادق القاهرة، والمدن السياحية الأخرى، أحياها كبار نجوم الغناء في مصر والخليج والعالم العربي. كما أشاد خبراء السياحة والمهتمون بالقطاع بتجاهل عشرات السائحين «تفجير المريوطية» وزيارة المتحف المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة، بجانب زيارة منطقة الأهرامات الأثرية، وسط حالة من التشديدات الأمنية المكثفة.
واستقبل معبد أبو سمبل بأسوان (جنوبي مصر)، يوم الجمعة، نحو 2500 سائح أجنبي. وشهد المعبد توافد مئات السائحين من جنسيات متنوعة، عبر رحلات جوية دولية وترانزيت، بالإضافة إلى رحلات نهرية بالبواخر النيلية.
وأسفر «حادث المريوطية» عن تفجير أتوبيس سياحي بالقرب من منطقة الأهرامات الأثرية، ووفاة 4 أشخاص، بينهم 3 سائحين فيتناميين، ومرشد سياحي مصري، وإصابة 10 آخرين.
إلى ذلك، قام سياح من دولة فيتنام برفع علم دولتي فيتنام ومصر لدى رحلتهم بالبالون الطائر صباح أول من أمس، في مدينة الأقصر (جنوبي مصر)، وصرّح الوفد الفيتنامي لوسائل إعلام محلية، أنهم «يعلمون جيداً أن مثل تلك الحوادث طبيعية، وتقع في كل دول العالم». وأكدوا أن «مصر بلد جميل، وهم يعشقون الاستمتاع فيها بالشتاء، وخاصة في الأقصر وأسوان».
كما استقبلت وزارة السياحة، يوم الأحد، أيضاً عدداً من أسر السائحين الفيتناميين المتوفين، والمصابين الذين أصيبوا إثر حادث المريوطية الذي وقع مساء الجمعة الماضية، وذلك بالتنسيق مع سفارة فيتنام في القاهرة والسفارة المصرية في هانو، ونقلت الوزارة تعازيها إلى أسر المتوفين.
من جانبه، قال سامح الحفني، رئيس سلطة الطيران المدني بوزارة الطيران المصرية، إن «هناك مؤشرات جيدة على زيادة الإقبال على زيارة مصر، وعودة نشاط السياحة لما كان عليه قبل عام 2010».
وأضاف الحفني في مداخلة تلفزيونية على قناة Ten»»، قبل يومين: «حجم حركة السياحة على مطاراتنا ضخم جداً، ونبشر المصريين بقرب عودة السائحين الروس في الفترة المقبلة، بعد الإشادة التي أبداها الوفد الروسي بحجم التأمين في المطارات المصرية». ولفت إلى أن «مطارات مصر تستقبل في المتوسط من 8 آلاف إلى 12 ألف سائح يومياً».
وأكد الحفني أن الفترة المقبلة ستشهد إقبالاً سياحياً ضخماً، وهناك مؤشرات قوية على استعادة حركة الطيران نشاطها مع رجوع السياحة إلى معدلات عام 2010.
في السياق نفسه، يتوقع خبراء السياحة أن يتجاوز عدد السائحين الأجانب في مصر حاجز 10 ملايين سائح بنهاية الموسم السياحي الحال، وتسجيل إيرادات السياحة 9 مليارات دولار (الدولار الأميركي يعادل 17.8 جنيه مصري). وقفزت إيرادات السياحة المصرية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018 نحو 77 في المائة، في حين زادت أعداد السياح الوافدين إلى البلاد نحو 41 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، وفق ما أعلنته وزارة السياحة في وقت سابق.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.