أبرز الأحداث في العلاقات الأميركية ـ الأفريقية منذ انتخاب أوباما

أبرز الأحداث في العلاقات الأميركية ـ الأفريقية منذ انتخاب أوباما
TT

أبرز الأحداث في العلاقات الأميركية ـ الأفريقية منذ انتخاب أوباما

أبرز الأحداث في العلاقات الأميركية ـ الأفريقية منذ انتخاب أوباما

فيما يلي تذكير بالأحداث الرئيسة في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا منذ انتخاب باراك أوباما، الذي استقبل أمس في واشنطن نحو 50 من القادة الأفارقة في قمة غير مسبوقة:
- 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008: أثار الفوز الساحق لأوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، شعورا بالفخر لدى الكثير من القادة الأفارقة، وكتب نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا: «أثبت فوزكم أنه ينبغي ألا يخاف أحد من تغيير العالم لتحسينه».
أما السنغالي عبد الحي واد فدعا إلى الحذر معدا أنه على الأفارقة «ألا يتوقعوا انقلابا في العلاقات (مع واشنطن) وأن تُدر واشنطن، من خلال معجزة انتخاب (أوباما)، المال في أفريقيا لتغيير قارتنا».
- 11 يوليو (تموز) 2009: في استقباله في غانا بحماسة فائقة دعا أوباما أفريقيا إلى تقرير مصيرها بيدها، وقال: «يمكنكم قهر المرض، وإنهاء النزاعات، وتغيير الأمور من جذورها. يمكنكم فعل ذلك. نعم يمكنكم»، وأمام البرلمان الغاني، ذكر أوباما، نجل المهاجر الكيني الذي وصل إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته قبل العودة إلى بلاده، أن «دم أفريقيا» يجري في عروقه.
- 3 أغسطس (آب) 2010: استقبل أوباما أكثر من مائة شاب أفريقي في البيت الأبيض بمناسبة الذكرى الـ50 لأعياد الاستقلال الأفريقية، وحث الرئيس الأميركي ضيوفه على ترسيخ المبادئ الديمقراطية في بلدانهم وعدم التمثل بجيل شخصيات الاستقلال الذي تمسك بالسلطة، بحسبه. وقال لهم إنه «عندما يمكث المرء في الحكم فترة معينة يقول لنفسه: كنت قائدا جيدا جدا إلى حد بات عليّ البقاء، لصالح الشعب»، وأضاف: «هكذا يبدأ المرء بتعديل القوانين وتخويف المعارضين وسجنهم».
- 14 يونيو (حزيران) 2012: كشف باراك أوباما عن استراتيجيه لتنمية أفريقيا الهادفة إلى تعزيز الأمن والديمقراطية في قارة تواجه خطر القاعدة وهجمة اقتصادية صينية، ونصت الخطة على تركيز البيت الأبيض على أربع نقاط: تعزيز المؤسسات الديمقراطية، تحفيز النمو والاستثمارات، منح الأولوية للسلام والأمن والترويج للتنمية.
- 26 يونيو إلى 2 يوليو 2013: الجولة الفعلية الأولى للرئيس الأميركي في القارة الأفريقية، ففي السنغال زار أوباما جزيرة غوريه التي ترمز إلى تجارة العبيد، مقابل سواحل دكار، وصرح «أنها لحظة مؤثرة جدا، أعتقد أن القدرة على زيارة هذا الموقع تمنحني اندفاعا إضافيا للدفاع عن الحقوق حول العالم».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.