باقري يتوعد القوات الأميركية في الخليج

باقري يتوعد القوات الأميركية في الخليج
TT

باقري يتوعد القوات الأميركية في الخليج

باقري يتوعد القوات الأميركية في الخليج

توجه رئيس الأركان الإيرانية محمد باقري، أمس، إلى جزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة وسط توتر إيراني - أميركي في مياه الخليج. وقال باقري: «يجب أن يعلم أعداؤنا الإقليميون أن لدينا حضوراً عسكرياً قوياً وسندافع عن سيادة أراضينا عندما يتطلب الأمر».
واتهم باقري دولاً في المنطقة بـ«تحريض» الولايات المتحدة، مضيفاً أنها «تتحمل مسؤولية التبعات المحتملة».
وتأتي تهديدات باقري بعد شهرين من دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مايو (أيار) الماضي، 12 شرطاً لإعادة التفاوض حول برنامج شامل مع طهران عقب انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي.
وتضمنت الشروط الأميركية توقف طهران عن تهديد دول الجوار، إضافة إلى وقف نشاط الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» (فيلق القدس) وتجربة الصواريخ الباليستية.
وزعم باقري أنه «يمكن ضمان أمن المنطقة بتعاون جميع الدول»، وأضاف: «حضور الأجانب يضر هذا الهدف».
وقال «سباه نيوز» الموقع الإعلامي الناطق باسم «الحرس الثوري»، إن باقري «تفقد جاهزية القوات الإيرانية في جزيرة أبو موسى». وقال باقري تعليقاً على الانسحاب الأميركي المحتمل من سوريا: «ينبغي على بعض الدول ألا تعوّل على الولايات المتحدة، لأن هذا البلد بعد سنوات من العنف والفوضى لم يجد إلا الانسحاب من سوريا».
وشكّكت أوساط إيرانية في إعلان الانسحاب الأميركي من سوريا وأفغانستان. وعد دبلوماسيون إيرانيون الخطوة الأميركية «دليلاً على خطة أميركية لشن هجوم على إيران».
ودافع باقري عن قيام بلاده بمناورات عسكرية في مياه الخليج، مشيراً إلى أن «إيران تسعى وراء الصداقة والسلام، وأن المناورات العسكرية تحمل هذه الرسالة».
ودخلت حاملة الطائرات «جون سي. ستينيس»، الخليج، قبل نحو عشرة أيام، بعد غياب طويل لحاملات الطائرات الأميركية في المنطقة. واقتربت زوارق سريعة تابعة لـ«الحرس الثوري»، تحمل راجمات صواريخ من حاملة الطائرات، في أثناء مرورها عبر مضيق هرمز في طريقها إلى الخليج العربي.
وكشف وكالة «فارس»، الناطقة باسم «الحرس الثوري»، اقتراب 30 زورقاً إيرانياً من حاملة الطائرات. وزعمت الوكالة أن طائرة «الدرون» كانت تقوم بعمليات تصوير لاقتراب الزوارق.
وكان نائب قائد الجيش الإيراني حبيب الله سياري، قد قال الأسبوع الماضي إن بلاده «لا تعتبر وصول حاملة طائرات أميركية إلى الخليج خطراً كبيراً»، مضيفاً أن «وجود هذه السفينة الحربية غير مهم بالنسبة إلينا».
وقبل ذلك، نفى رئيس منظمة الصناعات البحرية الإيرانية الأدميرال علي رستغاري، أن تكون حاملة الطائرات الأميركية هدفاً لقذائف صاروخية أطلقتها، الجمعة، طائرات «درون» إيرانية، ضمن مناورات «الحرس الثوري» قبالة جزيرة قشم قرب مضيق هرمز.
ويسود ترقب بعد وعود أميركية بتصفير إنتاجات النفط الإيرانية قبل نهاية النصف الأول من هذا العام عقب إعادة العقوبات. وحذرت طهران من أنها إذا لم تستطع بيع نفطها بسبب الضغوط الأميركية، فلن يُسمح لأي دول أخرى بتصدير النفط، مهددةً بإغلاق مضيق هرمز.



كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

في الوقت الذي يُجمع السياسيون الإسرائيليون على الشكوك إزاء سياسة القادة الجدد لسوريا ما بعد بشار الأسد، ويُحذِّرون من سيطرة الفكر المتطرف ويساندون العمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتحطيم الجيش السوري، ويعدّونها «خطوة دفاعية ضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات والأخطار»، بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.

وقال د. شيلون، وهو مؤلف عدة كتب في السيرة الذاتية لقادة إسرائيليين ومُحاضر في جامعات أميركية وإسرائيلية، إن «سقوط سوريا، إلى جانب وقف النار المحفوظ تجاه (حزب الله) المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة -وإن كانت جزئية- لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في موقف تفوق استراتيجي. فإذا كان يبدو في بداية الحرب أن الحديث يدور تقريباً عن حرب الأيام الستة للعرب وأن إسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال والجنوب والشرق... يبدو الآن أن الجرة انقلبت رأساً على عقب. السؤال الآن هو: ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي؟

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» (أرشيفية - وفا)

وأضاف شيلون، في صحيفة «هآرتس»، الخميس: «لقد سبق لإسرائيل أن وقفت أمام تفوق مشابه، وفي حينه أيضاً لم يُستغَل كما ينبغي. في 2011 بدأ الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها جزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. (حزب الله) أخذ يغرق في حينه في الحرب الأهلية في سوريا لكن بدلاً من استغلال الوضع ومهاجمته فضَّلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا. الربيع العربي جلب أيضاً فرصاً سياسية. لكن بدلاً من الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه، اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما سمّاه (العصر الذهبي) لإسرائيل، واتهم معارضيه بأنهم (محللون). المسألة الفلسطينية دُحرت بالفعل في حينه إلى الزاوية إلى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث إنه باستثناء (اتفاقات إبراهام)، التي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترمب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها».

ومن هنا استنتج الكاتب أن على إسرائيل أن تستغل هذه المرة ضعف المحور الإيراني والتطلع إلى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل إنهاء الحرب، بالتوازي مع تغيير حكم «حماس»، المنهار على أي حال، إلى سلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، إلى جانب وجود دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه إلى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الآن بالتحديد، حين يكون واضحاً للفلسطينيين أيضاً أن «حماس» فشلت وأعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما أن الأمر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم. ويمكن التفكير أيضاً في مبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة، فمنذ الآن الإيرانيون والروس والأتراك والأميركيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجأ نحن بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ فإذا كان هذا يبدو شيئاً من الخيال، فإنه يمكنه أيضاً أن يكون مبادرة حتى أهم من زيارة السادات، وذلك لأنه إذا ما استجاب الجولاني للدعوة فإنها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة سوريا.