فلوبير... العُصاب الجنوني والإبداع العبقري

غيّر مجرى مسيرة الرواية الفرنسية

فلوبير  -  تمثال فلوبير في مدينته
فلوبير - تمثال فلوبير في مدينته
TT

فلوبير... العُصاب الجنوني والإبداع العبقري

فلوبير  -  تمثال فلوبير في مدينته
فلوبير - تمثال فلوبير في مدينته

أولا: من هو فلوبير؟ من هو هذا الشخص الذي غير مجرى مسيرة الرواية الفرنسية فانتقل بها من الرومانطيقية إلى الواقعية القحة باعتراف معظم النقاد؟ وهو على أي حال أكبر روائي فرنسي في القرن التاسع عشر بعد بلزاك إذا ما استثنينا ستندال بالطبع. هؤلاء هم الثلاثة الكبار: ستندال، بلزاك، فلوبير. ولكن هناك شخصيات أخرى حفل بها ذلك القرن العظيم، ليس أقلها إميل زولا وغي دوموباسان وآخرون كثيرون. من المعلوم أن فلوبير كان يردد دائما هذه العبارة: لا أحب أن يهتم القارئ بشخصي المتواضع الذي لا أهمية له. الشيء المهم فقط هو أعمالي الأدبية وكفى. هذا ما قاله في رسالة إلى الكاتب الروسي الكبير تورغنييف. والواقع أن فلوبير كان يعتقد أن على الكاتب أن يختفي كليا وراء مؤلفاته. فهو عابر وزائل كشخص ولكن أعماله هي وحدها التي تبقى بعد رحيله. وهذا يعني أن فلوبير كان يقسم نفسه إلى شخصين: الشخص الواقعي الحقيقي كما هو معروف في الحياة اليومية من قبل الناس وأقرب المقربين منه، والشخص الحميمي الداخلي الذي لا يتوهج إلا عندما يختلي بنفسه في غرفته الصغيرة لمصارعة الإبداع الخلاق.
هل يعني ذلك أنه كان منفصم الشخصية؟ حتما، ككل أديب كبير. فحقيقة الأديب لا تتجلى فعلا إلا في إنتاجه: أي عندما ينقطع عن الناس ويتفرغ للإبداع. عندئذ يصبح شخصا آخر لا علاقة له بالشخص الواقعي المحسوس الذي نعرفه. ولكن هل يمكن الفصل الكامل بين الشخص الذي يعيش والشخص الذي يكتب ويبدع؟ بالطبع لا. في الواقع أن المسألة أكثر تعقيدا مما نظن. على أي حال فالشيء المؤكد هو أن فلوبير كشخص مات ولكن «مدام بوفاري» لا تموت. فلا تزال تقرأ حتى اليوم بل وتدرس في أرقى الجامعات العالمية. بل سنذهب إلى أبعد من ذلك ونقول: ألسنا نقرأ الإلياذة والأوديسة حتى الآن على الرغم أن هوميروس قد مات قبل نحو ثلاثة آلاف سنة؟ ألا تسحرنا مسرحيات شكسبير حتى بعد مرور أربعة قرون على وفاته؟ أليست خالدة أبد الدهر؟ من يستطيع أن يقتل شكسبير؟ والكوميديا الإلهية لدانتي أليست مقروءة الآن حتى بعد مرور سبعة قرون على كتابتها أو أكثر؟ وماذا عن شعر المتنبي؟ أو رسالة الغفران للمعري؟ الخ...الروائع الأدبية لا تموت...
لكن لنعد إلى نقطة البداية ولنطرح هذا السؤال: من هو صاحب مدام بوفاري؟ لقد ولد غوستاف فلوبير في مدينة «روان» الفرنسية عام 1821، أي في نفس العام الذي ولد فيه بودلير ومات فيه نابليون! وهو نفس العام الذي نشر فيه هيغل كتابه الشهير: قواعد فلسفة القانون. وقد أسس فيه للقانون الوضعي الحديث قاطعا بذلك مع القانون اللاهوتي أو الكنسي القديم. وقد زرت المدينة بعد وصولي إلى فرنسا بفترة قصيرة. ويقع بيت فلوبير في ضواحي المدينة، ومعلوم أنه تحول إلى متحف الآن. وهو مطل على نهر السين من فوق هضبة ومحاط بالطبيعة والأشجار والغابات. ومن نافذته كان فلوبير يستمتع برؤية القوارب الشراعية والسفن وهي تتهادى تحت البيت على سطح الماء. منظر ولا أروع! لكأني أراه الآن بعد كل تلك السنوات.
الشيء الذي لفت انتباهي في بيت فلوبير هو منظر مخطوطاته المعروضة من وراء الزجاج. يا إلهي كم هي مليئة بالتشطيبات والتصحيحات التي تجعل الصفحة عصية على الفهم تقريبا! ومعلوم أنه كان من عبيد الكتابة أو من «عبيد الشعر» كما تقول العرب. وكان ينتظر أحيانا عدة أيام لكي يصل إلى العبارة أو حتى الكلمة المناسبة وهو يئن ويتوجع. وعندما يصل إليها كان يصرخ بأعلى صوته: وجدتها! وجدتها! ولهذا السبب فلم يكتب كثيرا. في عام 1869 نشر فلوبير روايته الكبرى: التربية العاطفية. وهي رواية تصور حياة فرنسا السياسية والاجتماعية والأخلاقية في منتصف القرن التاسع عشر وقبل ثورة 1948 وما بعدها. إنها تصور الحياة الفرنسية من خلال شخصية البطل فريديريك مورو الذي يشعر بأنه محبط وعاجز عن فعل أي شيء. إنه إنسان مليء بالتناقضات والترددات أمام المصير والمجهول. ولذلك فإنه يترك الأحداث تتقاذفه من كل جانب وتفعل به ما تشاء. أنه كالقارب السكران الذي تحدث عنه رامبو في قصيدته العصماء... وهو الذي يجسد شخصية فلوبير كل التجسيد وليس مدام بوفاري على عكس ما يظن الناس وعلى عكس ما قال هو شخصيا: مدام بوفاري هي أنا! ولكن مدام بوفاري امرأة وليست رجلا لكي تمثله. كان ينبغي أن يقول: فريدريك مورو هو أنا! فهي روايته الوحيدة التي تشبه السيرة الذاتية المقنعة. والواقع أنه أمضى حياته كلها تقريبا في كتابتها. هل نعلم بأن تدبيجها استغرق منه ثلاثين سنة متواصلة مع بعض الانقطاعات؟ لكي نفهم السبب ينبغي العلم بأن فلوبير وقع وهو في الخامسة عشرة في حب امرأة بورجوازية متزوجة تجاوزت الثلاثين. وكان ذلك على شواطئ مدينة دوفيل أو تروفيل الساحرة. وهي أكبر قصة حب في حياته رغم أنه لم يلمسها. إنه حب أفلاطوني عذري على طريقة مجنون ليلى أو جميل بثينة أو ذي الرمة ومعبودته مي. وقد أسقط كل عواطفه المتأججة على بطل الرواية فريديرك مورو وجعله يقع أيضا في حب امرأة بورجوازية متزوجة بتاجر غني. بمعنى آخر فقد صفى حساباته على ظهر هذا الشخص، بطل روايته. والأدب كما تعلمون هو عبارة عن تصفية حسابات تاريخية مع نفسك أو مع العالم. في عام 1838 دبج فلوبير أول نص له بعنوان: مذكرات مجنون. وقد صفى فيها حساباته مع حبه المغدور أو المستحيل لتلك المرأة المتزوجة التي رآها على الشاطئ يوما ما وأصبحت حبه الأول والأخير إلى الأبد... وهي تحتوي على بذور روايته الكبرى التي لن تصدر إلا بعد ثلاثين سنة. وقد كتبها ثلاث أو أربع مرات قبل أن تنضج أخيرا ويرضى عنها. هذا هو الأدب: إنه تعب وجهد وصبر ومشقة. وفي النهاية قد يعطيك شيئا أو لا يعطيك. الأمور ليست مضمونة سلفا إلا للموهوبين العباقرة من أمثال فلوبير. ولكن حتى هو، فإنه لم يكن يخرج من كتابة روايته إلا منهكا، مستنزفا، مريضا! هل يعني ذلك أن النجاح في الأدب ناتج عن 90 في المائة جهد وتعب، و10 في المائة فقط موهبة وعبقرية؟
لقد عكست كتابات فلوبير روح العصر بكل قلقه وآماله ومخاوفه. ومن يريد أن يفهم الحياة الفرنسية في القرن التاسع عشر فما عليه إلا أن يعود إلى رواياته. وبهذا الصدد يرى النقاد أن رواية «التربية العاطفية» أهم من رواية «مدام بوفاري» رغم أن الشهرة العارمة كانت لهذه الأخيرة. ويرى عالم الاجتماع الشهير بيير بورديو أن رواية فلوبير تقدم لنا مادة ثمينة للتحليل السوسيولوجي أو الاجتماعي لتلك الفترة من تاريخ فرنسا. لكن لنعد إلى سيرته الذاتية. في نهايات عام 1849، أي وهو ما دون الثلاثين، قام فلوبير بأكبر سفرة له إلى الشرق لكي يتعرف عليه ويستلهمه في أعماله الأدبية المقبلة. وكان برفقة صديقه مكسيم دوكامب. وهناك تعرف على القاهرة والحياة المصرية في عهد المماليك. ثم غادر مصر في شهر يوليو (تموز) من عام 1850 إلى فلسطين أولا قبل أن ينتقل إلى سوريا، فلبنان، فتركيا، ثم أخيرا أثينا عاصمة اليونان. وهكذا دامت رحلته سنة كاملة أو أكثر قليلا. وبعدئذ عاد إلى فرنسا من اليونان عبر إيطاليا. وفور عودته تقريبا ابتدأ كتابة روايته الخالدة: مدام بوفاري. وقد أنهاها عام1857: أي إنها استغرقت منه سبع سنوات بالتمام والكمال.
وهذه هي الكتابة الحقيقية: أي الكتابة التي تستغرق وقتها الكافي ولا تستعجل الأمور أو تحرق الطبخة قبل أن تنضج. ولهذا السبب فإن فلوبير لم يكتب إلا خمس أو ست روايات طيلة حياته كلها. ولكن كل رواية كانت تشكل حدثا في تاريخ الأدب الفرنسي، كانت تشكل عالما بأسره. ولا يزال النقاد منشغلين بدراستها وتحليلها حتى الآن. وبالتالي فالعبرة ليست بالكمّية وإنما بالنوعية. وما ينطبق على الرواية ينطبق على الشعر أيضا. ولكن هناك استثناء واحدا هو: بلزاك. فقد كتب أكثر من ثمانين رواية معظمها من الروائع الأدبية. ولكن بلزاك هو بلزاك ولا يتكرر كل قرن ولا حتى كل عشرة قرون. بلزاك هو «وحش» الرواية الفرنسية، وربما العالمية!
أخيرا دعونا نقُل كلمة عن رأي جان بول سارتر بفلوبير. فسارتر لم يكن فيلسوفا فقط وإنما كان أيضا ناقدا أدبيا من أعلى طراز. والدليل على ذلك كتابه عن بودلير الصادر عام 1947، وكتابه ما هو الأدب؟ الصادر عام 1948، ثم كتابه الضخم عن جان جنيه: قديس وشهيد، الصادر عام 1952، ولكن كتابه عن فلوبير تجاوز كل ما سبق من حيث الأهمية والضخامة. فقد صدر في ثلاثة أجزاء تقارب الثلاثة آلاف صفحة! وأكل من عمر سارتر عشر سنوات بالتمام والكمال، ومع ذلك فلم يستطع إكماله... وقد انطلق في كتابه من الفضيحة المتمثلة بالسؤال التالي: كيف استطاع شخص أبله أن يتحول إلى عبقري؟ ففي رأيه أن فلوبير كان أغبى شخص في عائلته في البداية ولكن العُصاب النفسي الذي أصيب به هو الذي جعل منه عبقريا. ولذلك يدعى الكتاب: «أبله العائلة». وهذا يعني أن سارتر اتبع في تحليله نظريات علم النفس ولكن مطعمة بفلسفته الشخصية الوجودية. ومعلوم أنه دشن تيارا في النقد الأدبي الفرنسي يدعى بالتحليل النفسي الوجودي. وطبق هذه المنهجية على فلوبير لكي يكتشف سر عبقريته الأدبية أو كيف تحول من شخص عادي إلى شخص عبقري. وهذا يعني أنه لا إبداع من دون عُصاب نفسي. وكلما كان العصاب قويا كان الإبداع جارفا. ولا ننسى النواقص والعيوب: المعري كان أعمى وكذلك طه حسين. وبيتهوفين كان أطرش... كل ذي عاهة جبار! أما الأشخاص الطبيعيون السعداء المتصالحون مع أنفسهم ومجتمعهم وحياتهم فليسوا بحاجة لأن يصبحوا مبدعين أو عباقرة. وبالتالي فشكرا للعقد الشخصية، شكرا للعذابات النفسية، شكرا للدهاليز الداخلية! فلولاها لحرمنا من شخصيات كبرى ليس أقلها: بودلير، ودوستيوفسكي، ونيتشه، وهولدرلين، وجيرار دونيرفال، وعشرات الآخرين.



راما زوجة زهران ممداني أقامت في بيروت لتعانق جذورها

راما دوجي وزوجها زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك (رويترز)
راما دوجي وزوجها زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك (رويترز)
TT

راما زوجة زهران ممداني أقامت في بيروت لتعانق جذورها

راما دوجي وزوجها زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك (رويترز)
راما دوجي وزوجها زهران ممداني عمدة مدينة نيويورك (رويترز)

رغم محاولتها البقاء في الظل، فإن السورية راما دوجي زوجة عمدة نيويورك الجديد زهران ممداني تُثير الفضول، لظهورها الخاطف وصمتها المطبق، خصوصاً بعد فوز زوجها في الانتخابات، وصعودها المنصة مع والديه لتحية مناصريه، وهي تلبس فستاناً أسود عليه رسومات من التراث الفلسطيني.

وراما الفنانة التشكيلية الشابة، التي تبلغ من العمر 28 عاماً، وتمنعت عن إجراء مقابلات بعد ترشح زوجها، كانت تعيش قبل زواجها من ممداني هذا العام، حياة أي خريجة جديدة في كُلية الفنون، تبحث عن عمل بعد تنفيذها مهمات متفرقة هنا وهناك، إلا أنها كانت بالفعل في فترة التفكير بالمكان والطريقة التي تريد أن تُدير بها مستقبلها.

بعد تخرجها في الجامعة بأميركا راودتها فكرة أن تقيم في دبي مع عائلتها التي لا تزال هناك، بعد أن زارت لبنان وعاشت فيه لأشهر قليلة، رغبة في العودة إلى الجذور، كما أُتيح لها لاحقاً أن تزور دمشق.

راما دوجي («إنستغرام» راما)

في عام 2019 بعد تخرجها مباشرة، وصلت راما إلى بيروت، وبقيت فيها لأشهر عدّة، في إقامة فنية مع «هافين فور أرتيستس»، وجالت في العاصمة اللبنانية كثيراً بحثاً عن الوجوه التي تلهمها. وقد رسمت بالفعل 80 وجهاً عرضتها في معرض خاص أقيم في بيروت، في أغسطس (آب) من العام نفسه، تحت عنوان «وجهاً لوجه».

وتتحدث راما بحماسة شديدة عن تلك الإقامة في بودكاست سُجّل في السنة نفسها، تقول فيه: «تلك العودة جاءت بعد غربة 10 سنوات عن سوريا، وشعرت بفرح لأنها كانت قريبة جداً من بلادها».

وتُدرك أن البلدين ليسا متشابهين تماماً، لكن القرب الجغرافي كان مؤثراً. مضيفة: «تلك كانت إقامتي الفنية الأولى في بلد عربي. حملت كاميرتي، وكنت أطلب من الناس أن أوثق وجوههم، وأن أصورهم، أردت أن أصور كل شيء، لا أعرف لماذا؟ كنت بحاجة لأن ألتقط اللحظة بعد الغياب الطويل».

وتابعت: «أحسست أنني قريبة من عالم ينتمي إلى ذاكرتي، ليس المكان الذي نشأت فيه، لكنه يُشبه شيئاً عشتُه أو سمعته أو تخيّلته عن البيت. بيروت جعلتني أقترب من انتمائي الذي أبحث عنه».

لوحة لراما دوجي عن النساء الفلسطينيات («إنستغرام» راما دوجي)

وتشرح راما دوجي، كيف شعرت بأنها ترى أشياء تتذكر نصفها وتتعلم نصفها الآخر في الوقت نفسه. «كان ثمة ما هو جديد بالنسبة لي، ولم أكن أعرفه، خصوصاً من الناحية الجمالية والبصرية. الشيء نفسه حصل معي في دمشق. تغيّرت أشياء كثيرة بعد الحرب. كنت أحاول رسم كل شيء، وأحاول وضع الأشياء في كلمات وصور». كان الأمر مثيراً بالنسبة لها وهي تكتشف منطقتها وهويتها، ووجوه الناس فيها.

على «إنستغرام» في تلك الفترة، نشرت راما صوراً أرشفتها من شوارع بيروت، لمبانٍ قديمة، وأطباق فطور، وسيارة شحن مزدانة بعبارات شعبية، وصورة حائط كتب عليه «ضحكتك أمل بهالبلد التعبان».

اكتشفت في تلك الزيارة النساء العربيات اللواتي يشبهنها. «أعجبني أنني بينهن جسداً وصوتاً وحضوراً، وذلك جعلني أقترب من ذاتي، وأكتشف نفسي».

بعد تلك الفترة، تقول راما دوجي إن ألوانها أصبحت أكثر دفئاً، وعادت إلى رسم الخطوط اليدوية الحية، وأخذت ترسم تفاصيل الحياة اليومية. «من هناك بدأ اهتمامي بتوثيق اللحظات الصغيرة، المحادثات، اللمسات، النظرات».

فهي ترسم لفهم دواخلها والتعبير عنها لأنها لا تُجيد استخدام الكلمات، ولا تفعل ذلك من أجل مهنة اختارتها، وترسم منذ كانت صغيرة، ولم تكن تعرف أنها تمارس فنّاً أو تمهد لطريق. «أدركتُ فقط، أنه المكان الوحيد الذي أستطيع أن أكون صادقة فيه مع نفسي».

لوحة ورق عنب («إنستغرام» راما دوجي)

ولدت راما دوجي في هيوستن لأبوين سوريين، والدها متخصص في هندسة الكمبيوتر. انتقلت العائلة إلى دبي وراما في التاسعة من عمرها. بدأت دراستها الجامعية في التصميم بقطر في «فرجينيا كومنولث»؛ ومن ثمّ انتقلت بعد السنة الأولى إلى حرم الجامعة في أميركا (ريتشمون) لإكمال دراستها. حصلت على درجة الماجستير في الرسم التوضيحي من كلية الفنون البصرية في نيويورك.

وقد نشرت أعمالها الفنية في «ذا نيويوركر»، و«واشنطن بوست»، و«فوغ»، وعلى «بي بي سي». وغالباً ما تتناول أعمالها الفنية موضوعات تدور حول النساء العربيات؛ حيث انشغلت طويلاً بالضغط النفسي الذي يمارس على النساء، وما يتعرضن له بإخضاعهن لمقاييس جمالية بعينها. «مثل كثير من النساء كبرت وسط صور مثالية للجسد تُفرض علينا من كل ناحية. أردت أن أرسم الجسد كما أراه أنا: حيّاً، ناعماً، هشاً، وقابلاً للتغيّر. ليس جسداً مصقولاً بالكامل، بل جسداً يتنفس».

الرسم الذي زين التيشرت التي يعود ريعها لغزة («إنستغرام» راما دوجي)

وراما دوجي ناشطة سياسية بامتياز، على طريقتها الفنية، تنشغل أعمالها بشكل كبير بالمضطهدين في العالم، رسمت المرأة السودانية، وطلبت جمع التبرعات لأهل السودان، وتجندت من أجل القضية الفلسطينية؛ حيث رسمت وكتبت على تيشرتات عبارة «خير يا طير» مقرونة برسوم يعود ريعها إلى غزة.

كما طالبت في منشوراتها بدعم غزة المنكوبة في مقابل المليارات التي تدفع لإسرائيل. وهي إذ تحب الرسم بالأبيض والأسود بعيداً عن الألوان فإنها ترسم أيضاً على السيراميك وجوه نسائها ملونة، وتحب الصور لأنها تسهل لها بناء الذاكرة التي تتمسك باستعادتها.

عبَّرت عن خوفها حين بدأ قمع التعبير للمدافعين عن القضية الفلسطينية في أميركا، وواصلت نشر رسوماته. وقالت «كل ما أملكه هو صوتي لأتحدث عمّا يحدث في أميركا وفلسطين وسوريا، بقدر استطاعتي».

عين على السودان ودعم فني من راما دوجي («إنستغرام» راما دوجي)

تعرفت على زهران ممداني من خلال تطبيق المحادثة «هينج» عام 2021، وكان قد انتخب للتو في جمعية ولاية نيويورك، والتقيا لأول مرة في مقهى يمني يدعى «بيت قهوة» في بروكلين، وتمت خطبتهما عام 2024، وتزوجا خلال العام الحالي في مانهاتن، وقيل إنهما نظّما حفلاً صغيراً في دبي، كذلك تسنّى لها حسب منشوراتها زيارة بلد زوجها، الهند.

وتقول إن «الفن يُصبح سياسياً عندما يتعامل مع الجسد، والذاكرة، والهوية». أما كيف تعيش حياتها فتشبّه نفسها بأنها تشعر كأنها تحضر فيلماً وتتفرج على مشاهده.


«بيست لاند» تستقبل زوار «موسم الرياض 2025» الخميس المقبل

تجمع منطقة «بيست لاند» بين الألعاب والمغامرات والعروض التفاعلية (موسم الرياض)
تجمع منطقة «بيست لاند» بين الألعاب والمغامرات والعروض التفاعلية (موسم الرياض)
TT

«بيست لاند» تستقبل زوار «موسم الرياض 2025» الخميس المقبل

تجمع منطقة «بيست لاند» بين الألعاب والمغامرات والعروض التفاعلية (موسم الرياض)
تجمع منطقة «بيست لاند» بين الألعاب والمغامرات والعروض التفاعلية (موسم الرياض)

أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، عن طرح تذاكر الدخول لمنطقة «بيست لاند» ضمن فعاليات «موسم الرياض 2025»، لتستقبل زوارها ابتداءً من يوم الخميس 13 نوفمبر (تشرين الثاني)، بتجربة ترفيهية ضخمة مستوحاة من أجواء التحدي والإثارة.

وتُعدّ «بيست لاند»، التي يقدمها صانع المحتوى العالمي جيمي دونالدسون المعروف باسم «مستر بيست»، واحدة من أبرز مناطق الموسم الجديدة لهذا العام، إذ تمتد على مساحة تتجاوز 188 ألف متر مربع، وتجمع بين الألعاب والمغامرات والعروض التفاعلية في بيئة مصممة بعناية لتناسب جميع الفئات العمرية.

وتضم المنطقة أكثر من 15 لعبة رئيسية و14 تجربة فريدة، إضافة إلى ألعاب كبرى مثل «فايكينغ كوستر، وفانتوم إكس إكس إل، وتوب سبن، وبنجي جامبِنغ» بارتفاع 50 متراً، لتوفّر أجواءً مليئة بالحماس والمنافسة.

وتشمل «بيست لاند» منطقة خاصة باسم «بيست أرينا» تُقدَّم فيها تجارب حماسية تفاعلية تجمع بين السرعة والدقة وردة الفعل، عبر أكثر من عشر ألعاب وتحديات واقعية مثل «تاور سيج، وباتل بريدج، وبيست سامِت، ولايتس آوت، ودروب زون، وإير ميل، وميز رَن، وريفوليوشن، وووريور تشالينج»، لتمنح الزوار تجربة منافسة فريدة تجمع بين المهارة والحركة في أجواء مليئة بالإثارة. كما تضم منطقة ألعاب للأطفال، ومجموعة متاجر تتجاوز 20 منفذاً للأطعمة والمشروبات، لتشكّل وجهة متكاملة من المغامرة والترفيه.

وتستقبل المنطقة الجديدة، الواقعة بالقرب من «بوليفارد سيتي» و«بوليفارد وورلد»، زوارها من الساعة الرابعة مساءً حتى الثانية عشرة منتصف الليل، وإلى الواحدة صباحاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، لتمنح الجميع فرصة خوض تجربة ترفيهية لا مثيل لها في قلب «موسم الرياض»، ويُمكن حجز تذاكر الدخول من خلال منصة «ويبوك».

ويأتي إطلاق «بيست لاند» لتضيف بُعداً جديداً إلى «موسم الرياض» الذي يواصل ترسيخ مكانته كأضخم وجهة ترفيهية في المنطقة، تجمع بين الترفيه والإبداع، والتقنية، والتجارب التي أصبحت معياراً لأبرز الوجهات العالمية.


سر الجمال الطبيعي... كيف تعتنين ببشرتكِ بزيوت وأقنعة من مكونات بسيطة؟

أصبح الكثير من الناس يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وطبيعية للعناية بالبشرة (بكسلز)
أصبح الكثير من الناس يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وطبيعية للعناية بالبشرة (بكسلز)
TT

سر الجمال الطبيعي... كيف تعتنين ببشرتكِ بزيوت وأقنعة من مكونات بسيطة؟

أصبح الكثير من الناس يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وطبيعية للعناية بالبشرة (بكسلز)
أصبح الكثير من الناس يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وطبيعية للعناية بالبشرة (بكسلز)

في زمنٍ تتعدد فيه منتجات العناية بالبشرة وتمتلئ الأسواق بمستحضرات تحتوي على مواد كيميائية معقّدة، أصبح الكثير من الناس يبحثون عن بدائل أكثر أماناً وطبيعية. فالبشرة كائن حيّ يحتاج إلى عناية ناعمة ومكونات نقية تعيد إليه التوازن والرونق بعيداً عن المواد القاسية.

العودة إلى الطبيعة ليست مجرد موضة مؤقتة، بل هي توجّه عالمي نحو استخدام الزيوت والمستخلصات الطبيعية التي تمنح البشرة الترطيب والتغذية والنضارة بطريقة صحية.

وفي ما يلي نظرة على أبرز هذه المكونات الطبيعية التي يمكن أن تُحدث فرقاً واضحاً في مظهر البشرة وصحتها، إذا تم استخدامها بانتظام وبالطريقة الصحيحة.

زيت الأرجان: الترطيب العميق والنضارة الدائمة

يُلقّب زيت الأرجان بـ«الذهب السائل»، وهو يُستخلص من حبوب شجرة الأرجان التي تنمو في المغرب. يحتوي هذا الزيت الثمين على نسبة عالية من فيتامين «إي» والأحماض الدهنية الأساسية التي تساعد على ترطيب البشرة بعمق، وتحسين مرونتها، ومنحها ملمساً ناعماً ومظهراً مشرقاً.

يمكن استخدام زيت الأرجان قبل النوم بوصفه زيتاً مغذياً للوجه، أو خلط بضع قطرات منه مع كريم الترطيب اليومي. ومع الاستخدام المنتظم، يساهم في تقليل جفاف البشرة وحمايتها من العوامل البيئية الضارة.

جل الصبار: تهدئة فورية للبشرة الحساسة

يُعد جل الصبار من أكثر المكونات الطبيعية فاعلية في تهدئة البشرة وعلاج التهيّجات. فهو يحتوي على مجموعة من الإنزيمات والفيتامينات التي تساعد على تجديد الخلايا وتقليل الإحمرار والالتهاب.

يُستخدم جل الصبار عادة بعد التعرض لأشعة الشمس أو عند ظهور التهيجات الجلدية، كما يمكن تطبيقه يومياً لترطيب البشرة الدهنية دون أن يسبب لمعاناً أو انسداداً للمسام. إنه خيار مثالي للبشرة الحساسة التي تحتاج إلى عناية لطيفة وفعّالة في الوقت نفسه.

زيت جوز الهند: تغذية من الجذور

يمتاز زيت جوز الهند بقدرته العالية على تغذية البشرة وتنعيمها بفضل احتوائه على مضادات الأكسدة والدهون الصحية. يعمل هذا الزيت على ترميم حاجز البشرة الطبيعي، مما يساعدها على الاحتفاظ برطوبتها وحمايتها من الجفاف والتشققات.

كما يمكن استخدامه مزيلاً طبيعياً للمكياج، أو مرطباً ليلياً يعيد للبشرة مرونتها ونضارتها. ومع أنه يناسب معظم أنواع البشرة، فإن أصحاب البشرة الدهنية يُنصحون باستخدامه باعتدال لتجنب انسداد المسام.

القناع الطبيعي بالعسل والشوفان: تقشير وتجديد البشرة

يُعتبر مزيج العسل الطبيعي والشوفان من أفضل الأقنعة المنزلية لتقشير البشرة بلطف وتجديد خلاياها. فالعسل يعمل مضاداً للبكتيريا ومرطباً فعّالاً، بينما يساعد الشوفان على إزالة الخلايا الميتة وتنقية المسام من الشوائب.

يُنصح باستخدام هذا القناع مرة إلى مرتين أسبوعياً، عبر مزج ملعقة من العسل مع ملعقة من الشوفان المطحون، ووضعه على الوجه لمدة 15 دقيقة، ثم غسله بالماء الفاتر. النتيجة: بشرة أكثر نعومة وإشراقاً من أول استخدام.

فيتامين «سي»: درع البشرة ضد الشيخوخة

يُعد فيتامين «سي» أحد أهم مضادات الأكسدة التي تساهم في حماية البشرة من أضرار الجذور الحرة وعلامات الشيخوخة المبكرة. كما يساعد على توحيد لون البشرة وتحسين ملمسها، ويمنحها إشراقة صحية بفضل دوره في تحفيز إنتاج الكولاجين.

يمكن الحصول على هذا الفيتامين من خلال المستحضرات الغنية به أو من خلال تناول الفواكه الحمضية مثل البرتقال والجوافة والفراولة، مما يعزز من إشراقة البشرة من الداخل والخارج في آن واحد.