الفلسطينيون يستعدون لاستقبال دفعة جديدة من أسراهم.. وتخوفات من معوقات

قبل أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط

الفلسطينيون يستعدون لاستقبال دفعة جديدة من أسراهم.. وتخوفات من معوقات
TT

الفلسطينيون يستعدون لاستقبال دفعة جديدة من أسراهم.. وتخوفات من معوقات

الفلسطينيون يستعدون لاستقبال دفعة جديدة من أسراهم.. وتخوفات من معوقات

يستعد الفلسطينيون، الاثنين، لاستقبال دفعة جديدة من الاسرى الذين تعتقلهم اسرائيل منذ قبل العام 1993، فيما تسود تخوفات لدى مسؤولين فلسطينيين من امكانية اعاقة اطلاق سراح الدفعة الرابعة والاخيرة، والتي تضم فلسطينيين من داخل الخط الاخضر.
وأعلنت اسماء 26 اسيرا فلسطينيا تحتجزهم اسرائيل منذ ما قبل العام 1993، من المتوقع ان يطلق سراحهم الاثنين، وهم الدفعة الثالثة من الاسرى الذين اتفق على اطلاق سراحهم بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتدخل اميركي، ما مهد لاستئناف المفاوضات الثنائية بين الطرفين في يوليو (تموز) بعد ان كانت توقفت منذ العام 2010.
وتواصل اذاعات محلية فلسطينية منذ مساء السبت بث اسماء الاسرى الـ26، وهم اربعة من مدينة القدس، وثلاثة من غزة، والباقون من مدن مختلفة في الضفة الغربية.
والاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين قضى باطلاق سراح جميع الأسرى الذين تعتقلهم اسرائيل منذ ما قبل توقيع اتفاقية اوسلو بين الحكومة الاسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، والبالغ عددهم 104 معتقلين.
ومقابل التزام اسرائيل باطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، تلتزم السلطة الفلسطينية بعدم التوجه للانضمام الى اي منظمة دولية في الأمم المتحدة، خاصة بعد قبول فلسطين في الامم المتحدة بصفة دولة غير كاملة العضوية.
ولم تتضمن الدفعات الثلاث أيا من المعتقلين الفلسطينيين من داخل الخط الاخضر البالغ عددهم 14 معتقلا، وهو الأمر الذي دفع مسؤولين فلسطينيين الى الاعتقاد بأن اسرائيل أبقتهم للدفعة الاخيرة لمساومة الجانب الاميركي على الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد المحتجز لدى الولايات المتحدة.
وقال رئيس نادي الاسير الفلسطيني "ان التقديرات تشير الى ان اشكالية ستواجه اطلاق الدفعة الرابعة والاخيرة"، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. واضاف "اسرائيل من اليوم الاول كانت اعلنت بان اطلاق سراح الاسرى من الضفة الغربية وغزة سيتم بناء على قرار يصدر عن لجنة وزارية خاصة، لكن الدفعة الرابعة ستخضع لقرار صادر عن الحكومة الاسرائيلية برمتها".
وقال "نعم نعتقد ان الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى، ستواجه اشكاليات تهدد تنفيذها، خاصة وان اسرائيل لديها غايات اضافية تنوي تحقيقها ومنها قضية الجاسوس الاسرائيلي في الولايات المتحدة".
وسيأتي اطلاق سراح الدفعة الثالثة من الاسرى قبل ايام من وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس الى الشرق الاوسط في عاشر زيارة له الى المنطقة منذ مارس (آذار) 2013.
من جهة ثانية، بدأ أهالي الاسرى الفلسطينيين المرتقب اطلاق سراحهم الاثنين بالاستعداد لاستقبالهم.
وتتذكر سامية التميمي حين اعتقل الجيش الاسرائيلي عمها سعيد قبل 21 عاما وكانت في السابعة من العمر.
وقالت سامية "لم نتوقع في البداية ان عمي سيكون مشمولا في هذه الدفعة، خاصة ان اسرائيل رفضت اطلاق سراحه في غالبية الصفقات التي تمت سابقا". واضافت " لكن بعدما قرأنا اسمه تأكدنا ونحن في غاية الفرح والسرور، وخرجت أنا وأفراد العائلة نطبل ونغني في القرية فرحا لأن عمي سعيد سيتم اطلاق سراحه".
وقامت العائلة بطباعة صور سعيد وتنظيف ساحة المنزل في قرية النبي صالح، قرب رام الله، التي تشهد كل يوم جمعة مواجهات مع الجيش الاسرائيلي احتجاجا على مصادرة اراضي، وذلك لاستقبال سعيد التميمي الذي بات عمره الآن 42 عاما امضى منها 21 عاما في السجون الاسرائيلية.
وفي بلدة قباطية في جنين، بدأت عائلة كميل بتجهيز نفسها للتوجه من صبيحة غد الاثنين الى مدينة رام الله لاستقبال ابنها احمد كميل.
وامضى كميل 21 عاما في السجون الاسرائيلية، ويخرج الاثنين وهو في الخمسين من العمر، كما يقول والده علي عوض.
واضاف والده "فرحتنا لا توصف لخروج ابننا احمد، حيث كنا ننتظر هذه اللحظة منذ سنوات عديدة".وقال "نعم جهزنا المنزل، وجهزنا كل شوارع قباطية لاستقبال ابننا البطل".



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.