تركيا: توقعات بتحسن التضخم... لكنه لن ينزل عن معدل 20 %

تركيا: توقعات بتحسن التضخم... لكنه لن ينزل عن معدل 20 %
TT

تركيا: توقعات بتحسن التضخم... لكنه لن ينزل عن معدل 20 %

تركيا: توقعات بتحسن التضخم... لكنه لن ينزل عن معدل 20 %

توقع خبراء استمرار التراجع في معدل التضخم في تركيا خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، إلا أنه لن يهبط عن حدود 20 في المائة.
وسادت توقعات بأن يهبط معدل التضخم على أساس سنوي في تركيا إلى 20.52 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) ليواصل التراجع للشهر الثاني على التوالي من أعلى مستوى وصل إليه منذ 15 عاما والذي سجله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عندما بلغ 25.24 في المائة. ومن المتوقع أن تنشر هيئة الإحصاء التركية بيانات التضخم الخاصة بشهر ديسمبر (كانون الأول) في الثالث من يناير (كانون الثاني) المقبل، مع توقعات بانخفاض مؤشر أسعار المستهلكين 0.23 في المائة على أساس شهري وفقا لاثني عشر خبيرا اقتصاديا شملهم استطلاع أجرته «رويترز» أول من أمس.
كانت الحكومة التركية اتخذت تدابير عدة في مواجهة التضخم في مسعى لخفض معدله، واستحدثت تخفيضات في الضرائب على بعض المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك السيارات والأثاث، كما شجعت المتاجر على تطبيق خصومات بنسبة 10 في المائة حتى نهاية العام على أسعار السلع التي تؤثر على التضخم، لا سيما الغذائية. وفي وقت سابق، أعلنت حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان التي تواجه انتخابات محلية في مارس (آذار) المقبل عن خطة لزيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 26 في المائة وهو ما يتوقع أن يضيف 1.5 - 2.0 نقطة مئوية إلى التضخم.
وانهارت الليرة التركية بنحو 47 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، في الفترة من بداية العام حتى أغسطس (آب)، متضررة من مخاوف المستثمرين بشأن استقلالية البنك المركزي نتيجة إحكام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبضته على القرار الاقتصادي، والتدهور الذي ساد العلاقات مع الولايات المتحدة على خلفية محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون في تركيا بتهمة دعم الإرهاب قبل الإفراج عنه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتعافت الليرة تدريجيا بعد قرار البنك المركزي رفع أسعار الفائدة 6.25 نقطة مئوية في سبتمبر (أيلول) الماضي وتحسن العلاقات مع واشنطن.
وأظهرت مؤشرات اقتصادية تحسنا بعد تعافي الليرة، وأشارت أحدث قراءة إلى أن مؤشر الثقة الاقتصادية ارتفع إلى 75.2 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وهي الزيادة الشهرية الثانية منذ أن سجل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أدنى مستوى منذ 10 سنوات عند 59 نقطة، فيما يعكس المؤشر التفاؤل إذا زاد عن 100 نقطة.
في سياق متصل، انهارت استثمارات تركيا في الأذونات والسندات الأميركية حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما يظهر أن أنقرة قامت بتسييل استثماراتها في أزمة الصرف لتوفير حاجتها من النقد الأجنبي. وبحسب أرقام حديثة، صادرة عن وزارة الخزانة الأميركية، تراجعت استثمارات تركيا من السندات والأذونات بنسبة 83.4 في المائة على أساس سنوي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2017.
وبلغ إجمالي استثمارات تركيا في السندات والأذونات الأميركية حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2018 نحو 10.233 مليار دولار، نزولا من 61.46 مليار دولار في الفترة المقابلة من العام 2017. وكان الدولار الأميركي بدأ 2018 بتسجيل سعر صرف بلغ 3.75 ليرة للدولار واحد، بينما يبلغ سعره حاليا 5.26 ليرة مقابل الدولار. وبدأت استثمارات تركيا في السندات الأميركية بالتراجع التدريجي منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2017. لتغلق استثماراتها في السندات، عند 52.5 مليار دولار في ديسمبر (كانون الأول) 2017. وفي شهر الأزمة النقدية وأزمة الصرف (أغسطس الماضي)، تراجعت استثمارات تركيا في السندات والأذونات الأميركية، إلى 18.4 مليار دولار، مقارنة مع 29.6 مليار دولار في يوليو (تموز) 2018.
وخفض صندوق النقد الدولي، في أكتوبر الماضي، توقعاته بشأن النمو الاقتصادي لتركيا، ودعا إلى مزيج شامل من الإجراءات لحماية الاقتصاد بعد الاضطرابات الأخيرة في السوق وتراجع الليرة التركية.
وأثرت الأوضاع الاقتصادية على قدرة الحكومة على المضي قدما في المشروعات الكبرى على غرار مطار إسطنبول الجديد، الذي افتتح رمزيا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكان مقررا أن يبدأ تشغيله بالكامل في 28 أكتوبر، لكن تأجل إلى نهاية العام. ثم تأجل مرة أخرى إلى الثالث من مارس (آذار) 2019. ويجري حاليا تسيير عدد قليل من الرحلات بالمطار الذي تكلف إنشاؤه نحو 12 مليار دولار وهي رحلات داخلية إلى جانب رحلات إلى كل من أذربيجان والشطر الشمالي من قبرص.



ما أبرز بنود الاتفاق على تخفيف «كبح الديون» في ألمانيا؟

فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)
فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)
TT

ما أبرز بنود الاتفاق على تخفيف «كبح الديون» في ألمانيا؟

فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)
فريدريش ميرتس زعيم «حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ» في ألمانيا يصل إلى اجتماع في المستشارية ببرلين (أ.ف.ب)

اتفقت الأحزاب المشاركة في المحادثات لتشكيل الحكومة الجديدة في ألمانيا، الثلاثاء، على محاولة تخفيف القواعد المالية المتعلقة بالدفاع وإنفاق الولايات الاتحادية وإنشاء صندوق خاص بقيمة 500 مليار يورو (529.95 مليار دولار) لتعزيز البنية الأساسية في البلاد.

وقال المحافظون (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، والديمقراطيون الاجتماعيون) إنهم سيطرحون خططهم على مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) الأسبوع المقبل قبل انعقاد البرلمان الجديد، وهم يسارعون إلى تمرير الخطط؛ حيث ستحظى أحزاب أقصى اليسار واليمين المتطرف بأقلية معطلة في البرلمان الجديد.

وفيما يلي تفاصيل هذا الاتفاق وفق «رويترز»:

  • الدفاع: لن يتم احتساب الإنفاق الدفاعي الذي يتجاوز 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ضمن نظام «كبح الديون» في ألمانيا، الذي يُحد من اقتراض الحكومة إلى 0.35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ما يعني أن الإنفاق الدفاعي لن يكون مقيداً بعد الآن. مع الناتج المحلي الإجمالي الذي يبلغ نحو 4.3 تريليون يورو في عام 2024، فإن 1 في المائة سيكون نحو 43 مليار يورو، وسيتم إعفاء جميع الإنفاق الدفاعي فوق ذلك من «كبح الديون». ويجب أن يمكِّن الإعفاء ألمانيا من زيادة موازنتها العادية للدفاع -التي تبلغ حالياً نحو 52 مليار يورو- للوصول إلى هدف حلف شمال الأطلسي، المتمثل في 2 في المائة من الناتج الاقتصادي.

لقد حققت هذا الهدف لأول مرة عام 2024، ولكن فقط بفضل صندوق خاص تم إنشاؤه بعد الحرب الروسية الأوكرانية الذي من المقرر أن ينفد قريباً.

ومن دون دعم الولايات المتحدة، ستحتاج ألمانيا إلى زيادة الإنفاق الدفاعي بشكل أكبر، حتى 140 مليار يورو من 80 ملياراً، أي ما يعادل 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أظهرت دراسة أجراها معهد أبحاث «بروغل» ومعهد «كيل» للاقتصاد العالمي الشهر الماضي.

وسيُقدم «المحافظون» و«الحزب الاشتراكي الديمقراطي» قانوناً لتسريع التخطيط والمشتريات للجيش الألماني وقائمة أولويات للأسلحة التي يمكن شراؤها بسرعة في غضون الأشهر الستة الأولى بعد تشكيل الحكومة.

  • البنية التحتية: سيتم إنشاء صندوق خاص للبنية التحتية خارج الميزانية، بقيمة 500 مليار يورو لمدة 10 سنوات للحكومة الفيدرالية والولايات والبلديات. يجب استخدام الأموال بشكل خاص للحماية المدنية والسكانية والنقل والطاقة والتعليم والرعاية والبنية التحتية العلمية، بالإضافة إلى استثمارات المستشفيات والبحوث والرقمنة.
  • الولايات الفيدرالية: يجب توفير نحو 100 مليار يورو من صندوق البنية التحتية للولايات الفيدرالية والبلديات التي كانت تُكافح العجز المالي. كما سيُسمح للولايات بتحمل مزيد من الديون، بما يصل إلى 0.35 في المائة من الناتج الاقتصادي كل عام، على غرار القاعدة المالية الفيدرالية.
  • إصلاح كبح الديون على المدى الطويل: ستعمل لجنة من الخبراء على تطوير اقتراح لتحديث كبح الديون لتعزيز الاستثمارات على أساس دائم. وستكون المقترحات بمثابة الأساس لمشروع قانون إصلاح كبح الديون الذي تُريد الأحزاب الانتهاء منه بحلول نهاية عام 2025.

اقتراح البنك المركزي

واقترح البنك المركزي الألماني في وقت سابق من يوم الثلاثاء إصلاحاً واسع النطاق يمكن أن يمنح الحكومة ما يصل إلى 220 مليار يورو من النقد الإضافي للدفاع، والاستثمار هذا العقد.

ووفق الاقتراح، ستُصبح نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي البالغة 60 في المائة في الاتحاد الأوروبي المعيار المركزي لنظام «كبح الديون».

وفيما يتعلق بزيادة نطاق الاستثمار، فإنه إذا كانت نسبة الدين أقل من 60 في المائة فيمكن للحكومة أن تتعهد بما يصل إلى 220 مليار يورو من الاستثمارات الإضافية الممولة بالديون بحلول عام 2030. أما إذا تجاوزت نسبة الدين 60 في المائة فسيتم تحديد نطاق الاستثمار هذا عند نحو 100 مليار يورو.