مجلس الأمن وبريطانيا يندّدان بهجوم «داعش» على العاصمة الليبية

الجيش الوطني يتوعد الجماعات التشادية في الجنوب

TT

مجلس الأمن وبريطانيا يندّدان بهجوم «داعش» على العاصمة الليبية

أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الإرهابي الذي استهدف أخيراً مقر وزارة الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة الليبية طرابلس، بينما أعلنت بريطانيا، أمس، تضامنها مع ليبيا في مواجهة الإرهاب، وأدانت بدورها الحادث الإرهابي.
وقال المجلس في بيان له مساء أول من أمس، إنه «يدين بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي الشنيع والجبان»، معتبراً أن «الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين».
ودعا البيان إلى «تحميل مرتكبي أعمال الإرهاب هذه، ومنظميها ومموليها ومقدميها المسؤولية وتقديمهم للعدالة»، كما حثّ جميع الدول على التعاون مع حكومة السراج، لافتاً إلى أنه لا يمكن تبرير أي أعمال إرهابية بغض النظر عن دوافعها، وأينما ارتكبت وأياً كان مرتكبوها.
بدوره، أعلن أمس، أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، في اتصال هاتفي مع محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة السراج، أن بريطانيا تقف تضامناً إلى جانب ليبيا في مواجهة الإرهاب.
وقال بيان مقتضب لوزارة الخارجية البريطانية: إن بيرت، الذي قدم التعازي لسيالة ولموظفي الوزارة، أعرب عن صدمته لسماع نبأ الاعتداء على مقر وزارة الخارجية الليبية في طرابلس.
كما أعلن سيالة في بيان وزّعه مكتبه، أنه تلقى رسالة مساء أول من أمس من وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أدان خلالها هذا الاعتداء الغاشم، الذي استهدف أمن واستقرار ليبيا، وأكد استمرار تركيا في الوقوف إلى جانب ليبيا في مواجهتها للإرهاب.
إلى ذلك، أكد الجيش الوطني الليبي، أن قواته ستواجه الإرهاب في أي مدينة في ليبيا، معتبراً على لسان العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، أن التحركات العسكرية الأخيرة لقوات الجيش في منطقة السدادة تستهدف القضاء على الإرهاب وفرض الأمن.
ونفى المسماري في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس في بنغازي، أن تكون العمليات العسكرية الأخيرة تستهدف مدينة أو منطقة بعينها، قبل أن يطالب وسائل الإعلام المحلية بعدم نشر أي معلومات أو أخبار تتعلق بتحركات الجيش. موضحاً أن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر طلب من ضباط الجيش عدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية.
واعتبر المسماري، أن الهجوم الذي شنّته مؤخراً جماعات تشادية مسلحة على مقر اللواء العاشر، التابع للجيش في منطقة تراغن على بعد 130كلم جنوب مدينة سبها (جنوب البلاد)، هو بمثابة رد على الانتصار الذي حققته قوات الجيش في منطقة السدادة مؤخراً.
وكرر المسماري اتهاماته إلى تركيا بتهديد أمن واستقرار ليبيا، معتبراً أن شحنات الأسلحة التي ضبطتها السلطات مؤخراً في ميناء الخمس «لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة».
وكان الجيش الوطني قد أعلن أن الهجوم الإرهابي، الذي نفذته عصابات تشادية مسلحة وخارجة عن القانون، دخلت إلى شمال منطقة السدادة، أسفر عن مقتل ضابط برتبة مقدم وجرح 12 آخرين.
وندّد المجلس الرئاسي لحكومة السراج بما وصفه بالهجوم الغادر، الذي قامت به عصابات من المرتزقة، وقال في بيان له مساء أول من أمس: إن هذا الاعتداء يستهدف أمن واستقرار البلاد، ويعتبر انتهاكاً للسيادة.
معتبراً أن هذا «يستدعي الاستجابة إلى الدعوات المتكررة المطالبة بالإسراع بتوحيد الصف والجهود، وكل القوى العسكرية، وليكن الجنوب الليبي هو البداية لمواجهة الإرهابيين والمرتزقة مجتمعين، وإلى أن يتم القضاء عليهم وتخليص بلادنا من شرورهم».
من جانبه، رأى مجلس النواب المتواجد في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، أن الهجوم يعكس استمرار مرتزقة المعارضة في انتهاك حرمة التراب الليبي. وحثّ المجلس في بيان له مساء أول من أمس على الوقوف صفاً واحداً للتصدي لعصابات المرتزقة والجماعات الإرهابية، التي تستهدف أمن واستقرار البلاد من خلال استباحتها للجنوب الليبي.
على صعيد آخر، كشفت وزارة العدل بحكومة السراج، النقاب عن تعرض القاضي أبو بكر صالح، رئيس محكمة سبها الابتدائية، للتعذيب بعد اختطافه لمدة 3 ساعات من قِبل مجهولين. موضحة في بيان للوزارة، أن اختطاف القاضي، الذي يتلقى العلاج حالياً بمركز سبها الطبي، كان يستهدف إرغامه على اتخاذ إجراء مخالف للقوانين يخص الخاطفين، ومشيرة إلى أنه تعرّض للتعذيب والإكراه، إلا أنها لم تسفر عن حصول الخاطفين على مبتغاهم.
ودعت الوزارة السلطات الأمنية إلى حماية رجال القضاء، والقبض على المجرمين، وإحالتهم إلى النيابة العامة، ومحاسبة الجناة؛ نظراً لما تمثله مرافق القضاء من رمزية للسيادة والأمن.
وكانت الغرفة الأمنية المشتركة بالمنطقة العسكرية سبها، قد أعلنت رفع درجة الاستعداد، والتأهب القصوى بين عناصرها. وطالبت في بيان مقتضب بوضع خطة أمنية محكمة لتأمين وحماية المواقع والأهداف الحيوية المهمة بالمنطقة.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.