تخريب قبر والد قاضي الادعاء في قضايا فساد موجهة لنتنياهو

TT

تخريب قبر والد قاضي الادعاء في قضايا فساد موجهة لنتنياهو

بعد يوم واحد من كشف تهديدات من قادة حزب «ليكود» للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيخاي مندلبليت، بأنه سيتعرض لهجوم كبير في حال قرر تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعرض قبر والد مندلبليت لتشويه وتخريب.
واعتبرت هذه الجريمة إشارة إلى أجواء ساخنة متوقعة في المعركة الانتخابية الإسرائيلية التي يفترض أن تستمر حتى يوم الانتخابات في التاسع من أبريل (نيسان) المقبل. وحاول رئيس حزب «العمل»، آفي غباي، أمس (الجمعة)، السعي إلى جعلها «معركة على مبادئ»، فأعلن أنه ينوي عرض مشروع قرار للانفصال عن الفلسطينيين، على أساس مبدأ الدولتين، على مؤتمر حزبه الذي سينعقد في الأسابيع القريبة «حتى يكون هذا الموضوع مركزياً في هذه الانتخابات».
وقال غباي الذي يعاني الحزب تحت قيادته من انهيار لشعبيته، إذ إن الاستطلاعات تشير إلى انخفاض عدد نوابه من 24 إلى 9 نواب، إن مشروعه يرمي إلى الانفصال، مقابل مشروع «ليكود» لضم الضفة الغربية. وحذر غباي رفاق حزبه، من المعارضة الداخلية، ودعاهم إلى الالتفاف حوله لتقديم قضية السلام. وكان يرد بذلك على الانتقادات الموجهة إليه في الأشهر الأخير، بعد سلسلة من التصريحات التي وجهها لمغازلة الناخبين في اليمين، وبينها تصريحه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بأنه «لن يكون من الضروري إخلاء المستوطنات كجزء من اتفاق سلام».
وقال إنه عقد سلسلة من الاجتماعات، في إسرائيل وخارجها، مع الأشخاص المشاركين في مبادرات السلام، وفي المفاوضات العامة والسرية بين إسرائيل والفلسطينيين، مثل موفد الرباعي الدولي توني بلير، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط سابقاً، ومستشار كبير للسلطة الفلسطينية شارك في اتصالات دبلوماسية سرية بين إسرائيل والفلسطينيين، ومبعوثين من الإدارة الأميركية، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي.
وحسب مصادر في الحزب، فإن القرار الذي سيطرحه في المؤتمر «يعكس مواقف ورغبة غالبية الإسرائيليين»، خلافاً لقرار الضم الذي اتخذه «ليكود» الذي «يتبنى سياسة خطيرة وغير مسؤولة قومياً، بدعوته إلى ضم ملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل». وقال غباي إن «مبدأ الدولتين هو مصلحة إسرائيلية علياً، وضرورة وجودية وأمنية لمستقبل إسرائيل، بينما يقود الجمود السياسي إلى فقدان الأمل في الجانبين، ومن شأنه أن يدهورنا إلى واقع أمنى صعب، وإلى دولة ثنائية القومية، وفقدان الغالبية اليهودية. هذه ليست الرؤية الصهيونية التي بنينا عليها الدولة».
ويذكر أن صحيفة «يسرائيل هيوم»، المقربة من نتنياهو، هي التي نشرت عن تهديدات «ليكود» للمستشار القضائي للحكومة، ولكن هذا لم يمنع قادة الحزب من اعتبار النشر «توجهاً يسارياً لحرف الانتخابات عن مسارها». ونفى الحزب أن يكون قد وجه أي تهديدات، واتهم اليسار باختلاق هذه الاتهامات.
كانت الصحيفة قد نقلت عن نتنياهو قوله، خلال محادثات مغلقة جرت في الأيام الأخيرة، إنه لا يعتقد أن مندلبليت «سيتجرأ» على الإعلان عن تقديم لائحة اتهام ضده خلال المعركة الانتخابية. كما نقل عنه قوله إنه في حال تقديم لائحة اتهام ضده بشكل نهائي، فإنه لا ينوي الاستقالة، مضيفاً أنه مع بدء محاكمته، ستُدار المحكمة بينما يشغل هو منصب رئيس الحكومة، في حال فاز في الانتخابات المقبلة. كما نقل عن زعماء كبار في «ليكود» قولهم للمستشار إنه سيتعرض لهجوم كبير في حال قرر تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو. وعلى أثر ذلك، كشفت الشرطة أنها تلقت شكوى من المستشار بأنه لدى زيارته قبر والده، قبل 10 أيام، وجد أنه تم تنفيذ عدة أعمال تخريب فيه، بواسطة مطرقة أو أداة ثقيلة أخرى، على ما يبدو. ويشير التحقيق الذي أجرته الشرطة إلى أن هذا الإجراء كان موجهاً ضد مندلبليت لأن القبور الأخرى المجاورة لقبر والده لم يتم تخريبها.
وأكد مقربون من المستشار أنه تزعزع من بشاعة هذا التخريب والرسائل التي يحملها، وأنه يتعرض منذ عدة أسابيع لحملة تحريض ومحاولات لنزع الشرعية، على خلفية التحقيقات ضد نتنياهو في ملفات الفساد. واعتبر التخريب في القبر تجاوزاً للخط الأحمر.
وبعد هذا النشر، اتصل نتنياهو بوزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، وطلب منه أن يفحص على الفور من قام بتخريب القبر. وقال نتنياهو: «هذا عمل مروع يجب إدانته بكل لغة»، وبعث برسالة إلى المستشار، يؤكد فيها نفيه لكل ما نشر على لسانه ضده من تهديدات.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».