الذهب يجذب أنظار المستثمرين قبل بداية 2019

جاذبية الملاذ الآمن تزيد وسط توقعات متشائمة للاقتصاد العالمي

الذهب يجذب أنظار المستثمرين قبل بداية 2019
TT

الذهب يجذب أنظار المستثمرين قبل بداية 2019

الذهب يجذب أنظار المستثمرين قبل بداية 2019

قفز الذهب لأعلى مستوى في أكثر من ستة أشهر أمس الجمعة، وسط إقبال على الملاذ الآمن في ظل المخاوف بشأن نمو الاقتصاد العالمي والإغلاق الجزئي للحكومة الأميركية، رغم أن مكاسب الأسهم كبحت صعود المعدن الأصفر.
وارتفع الذهب إلى 1281.08 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، ويتجه لتحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي مع عدم وجود نهاية في الأفق للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والضبابية السياسية الأميركية.
وسجل المعدن الأصفر أعلى مستوياته منذ 19 يونيو (حزيران) عند 1281.39 دولار للأوقية في وقت سابق من جلسة أمس، وسط تفاؤل بمواصلة الصعود لمستويات 1300 دولار خلال الربع الأول من 2019.
وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.2 في المائة إلى 1283.2 دولار للأوقية أمس. نتيجة انخفاض مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة تضم ست عملات، مما زاد جاذبية الذهب بأن جعله أرخص ثمنا لحائزي العملات الأخرى.
ويمثل ارتفاع الذهب، عزوف المستثمرين عن المخاطرة قبل بداية العام 2019. الذي شهد قبل بدايته تراجع التوقعات بشأن معدل نمو الاقتصاد العالمي، بسبب الضبابية الشديدة والقضايا التجارية المتعلقة بين أكبر اقتصاديين في العالم، الولايات المتحدة والصين.
تأتي تحركات الذهب، بينما فشلت المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين الخميس بإنهاء إغلاق جزئي للحكومة الأميركية، وتأجّلت حتى الأسبوع المقبل أي آمال بإنهاء المأزق حول الميزانية بسبب طلب الرئيس دونالد ترمب تمويل جدار حدودي مع المكسيك لوقف عبور المهاجرين.
وبعد جلسة لمجلس الشيوخ دامت دقائق معدودة وكان الحضور فيها قليلا بسبب عطلة عيد الميلاد، تم تأجيل الجلسة حتى العاشرة صباحا من يوم الاثنين، لكنّ إكمال المداولات بشأن الميزانية سيتم فقط الأربعاء المقبل في اليوم الـ12 للإغلاق الحكومي.
ورغم الهدنة التي أعلنت عنها واشنطن وبكين، لمدة 90 يوما، والتي تقضي بعدم فرض رسوم حمائية من الطرفين، انضم البنك المركزي الأوروبي أول من أمس، لباقي المؤسسات المالية الدولية في قائمة المحذرين من تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد العالمي خلال العام 2019. بسبب تزايد السياسات الحمائية التي تعرقل نمو التجارة العالمية.
وذكر البنك في نشرته الاقتصادية الصادرة يوم الخميس، أنه في حين ما زال النشاط الاقتصادي العالمي مرنا، فإنه أصبح أكثر اضطرابا مع مؤشرات على تراجع قوة دفع الاقتصاد، مضيفاً أن معدل نمو التجارة العالمية تراجع، في الوقت الذي يتزايد فيه الغموض حول مستقبل العلاقات التجارية بين الاقتصادات الرئيسية في العالم.
وقال البنك «بالنظر للمستقبل، من المتوقع تراجع وتيرة النشاط الاقتصادي العام 2019 ليظل مستقرا بعد ذلك، ومن المتوقع تزايد الضغوط التضخمية ببطء مع تلاشي فوائض الطاقات التشغيلية». وهذا التقييم الحذر يأتي في ظل تذبذب أسواق الأسهم العالمية، مع استمرار تهديدات ترمب بزيادة الرسوم المفروضة على واردات أميركية قيمتها 200 مليار دولار سنويا من الصين.
وأشار المسح السنوي لمعهد «آي دبليو» في مدينة كولونيا الألمانية، الصادر أول من أمس، إلى تزايد تشاؤم الشركات الألمانية بشأن المستقبل نتيجة تصاعد الصراعات التجارية والنزاعات الحمائية في العالم.
أما عن الأسواق المالية، فقد أشار بنك التسويات الدولية إلى أن عمليات البيع الكثيفة التي شهدتها أسواق المال العالمية في الآونة الأخيرة لن تكون الأخيرة على الأرجح، مع تأقلم المستثمرين مع تنامي تشديد السياسات النقدية ومخاطر حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.
وشهد العام 2018 انخفاضات كبيرة في الأسهم الأوروبية والآسيوية وحتى الأميركية التي تحول أداؤها للعام الحالي إلى التراجع بعد ارتفاع لعشر سنوات. وشهد ربع السنة الأخير تنامي المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي وفي الولايات المتحدة، في الوقت الذي يتصاعد فيه ضجيج الحرب التجارية وتشدد فيه البنوك المركزية السياسات النقدية أو تجهز لسحب التحفيز الاستثنائي لفترة الأزمة.
ومن بين التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، احتمال ارتفاع التضخم والسحابة القاتمة لديون الشركات الأميركية منخفضة التصنيف في سوق مستنزفة، وفي ظل ضعف القطاع المصرفي الأوروبي.
وبنك التسويات الدولية هو مظلة تضم البنوك المركزية العالمية ويُنظر إلى تقاريره كمؤشر على التفكير السائد خلف الأبواب المغلقة لاجتماعاته الفصلية.


مقالات ذات صلة

الذهب قُرب أعلى مستوى في أسبوعين وسط تركيز على بيانات التضخم الأميركي

الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع ببيت الذهب «برو أوره» بميونيخ (رويترز)

الذهب قُرب أعلى مستوى في أسبوعين وسط تركيز على بيانات التضخم الأميركي

ظلت أسعار الذهب قُرب ذروة أسبوعين، بدعم من تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتوقعات إقدام مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» على خفض آخر لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في مكتب «غولد سيلفر سنترال» بسنغافورة (رويترز)

توقعات باستمرار تألق الذهب حتى 2025 ليصل إلى 2950 دولاراً

مع عودة دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، من المحتمل أن يكون هناك مزيد من عدم اليقين بشأن التجارة والتعريفات الجمركية، مما سيدعم أيضاً سعر الذهب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع «أويغوسا» لفصل الذهب والفضة في فيينا (رويترز)

ارتفاع طفيف لأسعار الذهب مع ترقب بيانات تضخم أميركية

ارتفعت أسعار الذهب يوم الاثنين مع ترقب المستثمرين بيانات تضخم أميركية هذا الأسبوع، تلمساً لمؤشرات على السياسة النقدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مقر بنك الشعب الصيني في بكين (رويترز)

بعد توقف لـ6 أشهر... الصين تستأنف شراء الذهب في نوفمبر

استأنف البنك المركزي الصيني شراء الذهب للاحتياطيات النقدية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد توقف استمر 6 أشهر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سبائك ذهبية في أحد البنوك بزيوريخ في سويسرا (رويترز)

الذهب يتجه نحو الانخفاض بانتظار تقرير الوظائف الأميركي

ارتفعت أسعار الذهب قليلاً، يوم الجمعة، لكنها تواصل التوجه نحو ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، في وقت يترقب فيه المستثمرون بيانات الوظائف الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)
يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)
TT

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)
يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب، والذي عَدَّ أن هذا المشروع سيكون إضافة نوعية لسوق العقارات الفاخرة في السعودية.

وعبّر إريك ترمب، في كلمة له، عن فخره وسعادته بإطلاق هذا المشروع، وقال: «نحن متحمسون جداً لتقديم مشروع يجسد معايير الفخامة والابتكار، ويعكس التزام منظمة ترمب بالجودة العالمية».

برج ترمب جدة هو مشروع سكني فاخر يقع في منطقة استثنائية على كورنيش جدة، ويتميز بإطلالات مباشرة على البحر الأحمر، مع قربه من أبرز معالم المدينة مثل النافورة الملكية، والمارينا، وحلبة سباق الـ«فورمولا 1».

ويضم البرج، وهو بارتفاع يصل إلى 200 متر على 47 طابقاً، 350 وحدة سكنية تتنوع بين شقق فاخرة من غرفة إلى أربع غرف نوم، إضافة إلى بنتهاوس فاخر بثلاث وأربع غرف نوم.

وجرى تصميمه بلمسات تجمع بين الأناقة العصرية والرقيّ الكلاسيكي، حيث جرت مراعاة أدق التفاصيل لتوفير تجربة سكنية فاخرة بإطلالات ساحرة على البحر الأحمر، مما يجعله أحد أبرز معالم جدة المستقبلية.

تبدأ أسعار الوحدات السكنية في برج ترمب جدة من مليونيْ ريال، وتصل إلى 15 مليوناً. وقد بِيعت جميع الوحدات التي بلغت قيمتها 15 مليون ريال، مع بقاء عدد محدود من الوحدات بأسعار تبدأ من 12 مليوناً.

إريك ترمب ابن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ومن بين أبرز مبيعات البرج، جرى بيع وحدة سكنية مميزة تحتل مساحة كامل الدور، بسعر قياسي بلغ 50 مليون ريال، ما يعكس الطلب الكبير على العقارات الفاخرة في السوق السعودية وجاذبيتها للمستثمرين المحليين والدوليين.

جرى تنفيذ هذا المشروع بالشراكة بين منظمة ترمب وشركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري، المُدرجة في بورصة لندن.

تُعد «دار غلوبال» من الشركات الرائدة عالمياً في مجال العقارات الفاخرة، حيث تدير مشاريع بقيمة إجمالية تتجاوز 5.9 مليار دولار في 6 بلدان تشمل الإمارات، وعمان، وقطر، وبريطانيا، وإسبانيا، والبوسنة.

يأتي هذا المشروع ضمن طفرة عقارية تشهدها المملكة، حيث جرى الإعلان عن مشاريع بقيمة 1.3 تريليون دولار في السنوات الثماني الماضية.

ويُعدّ برج ترمب جدة جزءاً من «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز قطاع السياحة والترفيه، وجذب الاستثمارات الأجنبية.