تونس: تفكيك خلية إرهابية متخصصة في صنع المتفجرات

TT

تونس: تفكيك خلية إرهابية متخصصة في صنع المتفجرات

كشفت أجهزة الأمن التونسية في منطقة صفاقس (وسط شرقي تونس)، عن تفكيك خلية إرهابية خطيرة مبايعة لتنظيم داعش الإرهابي. وأكدت أن من بين عناصرها اثنان متخصصان في صنع المتفجرات. وأفادت وزارة الداخلية التونسية التي أعلنت الخبر، بأن الخلية الإرهابية خططت لتنفيذ أعمال إرهابية، وقد تولت تصنيع متفجرات لاستخدامها لاحقاً، وضبطت لديها كمية مهمة من مادة «الأمونيتر» المستعملة في صناعة القنابل والألغام التقليدية، ومواد أولية أخرى لتصنيع المتفجرات، وعدداً من الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام.
وأشارت إلى أن هذا يندرج ضمن عملية أمنية نوعية استباقية في إطار مكافحة الإرهاب. وألقت قوات الأمن التونسية القبض في البداية على ثلاثة عناصر إرهابية، كانوا متحصنين بأحد المنازل ويمارسون أنشطتهم التحضيرية لأعمال إرهابية، وأثبتت التحريات الأمنية الأولية تبنيهم للفكر التكفيري، وتواصلهم مع عناصر إرهابية تونسية تتبنى الفكر نفسه داخل تونس وخارجها. وتأكدت أجهزة الأمن من تنزيلهم مقالات ومقاطع فيديو تمجد التنظيمات الإرهابية، وتحرض على الإرهاب، وتحض الشباب التونسي ضد الدولة.
وبمواصلة التحريات تم الكشف عن ثلاثة عناصر إرهابية أخرى على علاقة بالمجموعة الأولى المكتشفة، وهو ما جعل العدد الإجمالي للعناصر الإرهابية التي تم القبض عليها يرتفع إلى ستة عناصر إرهابية، وجدت لديها مقاطع الفيديو نفسها، وهي الوسيلة التي كشفت عن علاقتهم بخلية «جند الخلافة» المبايعة لتنظيم داعش الإرهابي، الذي لا تزال مجموعة من عناصره متحصنة في الجبال الغربية للبلاد التونسية.
وتقدر أجهزة الأمن والجيش التونسي عدد العناصر الإرهابية المنتمية لهذا التنظيم ولخلية «عقبة بن نافع» الإرهابية، بنحو 185 عنصراً، على درجة كبيرة من التدريبات العسكرية، وتؤكد أن أغلبهم تدرب على استعمال الأسلحة المتطورة، وصناعة المتفجرات، في معسكرات تدريب في ليبيا المجاورة.
يذكر أن قوات الحرس التونسي قد قضت خلال الأيام الماضية على الإرهابي التونسي أيمن الجندوبي، وهو قيادي خطير في تنظيم «عقبة ابن نافع» المنضم لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب».
في غضون ذلك، نفذت الوحدات الأمنية والعسكرية عملية بيضاء في المجال الأمني، بميناء صفاقس التجاري، وهو المكان نفسه الذي تم الكشف فيه عن هذه الخلية الإرهابية. ودامت العملية نحو ساعة ونصف، وهي تحاكي سيناريو تعمد شخص مجهول الدّخول إلى الميناء للقيام بعمل مستراب، علاوة على اقتحام زورق مجهول حوض الميناء محاولاً الاصطدام بسفينة راسية بأحد الأرصفة.
وأشار أنيس كمون، مدير الميناء، إلى أن العملية الأمنية البيضاء هدفها التدرب على سرعة التدخل والتنسيق بين مختلف الهياكل والسلطات المدنية والعسكرية والأمنية والديوانية، بالإضافة إلى تحديث خطة أمن الميناء، بعد الوقوف على النقائص والتوصيات المنبثقة بعد عملية التقييم.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.