- اكتئاب ما بعد الولادة وجنس الجنين
يتعرض بعض النساء بعد الولادة لعدد من المضاعفات، منها «اكتئاب ما بعد الولادة». ولوحظ أن أكثر الإصابات بهذا المرض تحدث مع إنجاب أطفال ذكور. وهذا ما دعا العلماء للبحث والتقصي في هذه الحالة، ومنهم د. مايرز إس (Myers S) ود. جونز إس إي (Johns SE) من جامعة «كِنْت (Kent)» في بريطانيا.
استخدم في البحث التاريخ الأسري للتكاثر والإنجاب لـ296 امرأة لتقييم ما إذا كانت احتمالات الإصابة بمرض اكتئاب ما بعد الولادة قد ازدادت مع ولادات الأطفال الذكور أو حدثت أي مضاعفات أخرى للولادة. وقد تم التحكم في التأثيرات الفردية للأم وعوامل خطر الإصابة بالاكتئاب الأخرى المعروفة.
نشرت نتائج هذه الدراسة بتاريخ 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2018 في «مجلة العلوم الاجتماعية والطب (the journal Social Science and Medicine)»، وأشارت إلى أن النساء اللاتي ولدن طفلا ذكرا كن أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بنسبة وصلت إلى 79 في المائة مقارنة بالنساء اللاتي ولدن طفلة أنثى. يقول الباحثان إن النتائج تشير إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن إضافته إلى قائمة مضاعفات ما حول الولادة المرتبطة بحمل جنين ذكر.
علاوة على ذلك، فقد كانت النساء اللاتي عانين من مضاعفات الولادة أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من مضاعفات. وتشير التقديرات إلى أن 50 في المائة من حالات الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة في المملكة المتحدة لا يتم تشخيصها، وعليه؛ فقد تم التأكيد على الحاجة لمعرفة وتشخيص النساء المعرضات لخطر الإصابة بالاكتئاب.
يقول الباحثان إن التعرف على كل من ولادة طفل ذكر، ومضاعفات الولادة، أو أي عوامل أخرى، سوف يساعد العاملين في مجال الصحة في تحديد ودعم النساء اللاتي هن أكثر عرضة لتطور هذا المرض، كما يساعد في تأكيد ربط عدد من أدبيات أعراض الاكتئاب عموماً، مع تلك التي تحدث تحديداً في فترة ما بعد الولادة، مع استجابة مناعية التهابية عند المرأة.
- الإنعاش القلبي الرئوي للكبار
قد يواجه أحدنا حالة طارئة يتعرض لها قريب أو صديق أو زميل في العمل تنتهي بتوقف القلب عن العمل وتستدعي تدخلا إسعافيا سريعا من أحد الموجودين، وهو ما يعرف بـ«الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)» لإنقاذه من موت محقق. إن الطريقة التقليدية لعمل الإنعاش القلبي الرئوي تتم بعمل الضغط على وسط الصدر باليدين بمعدل 15 ضغطة، يليها إعطاء المصاب دفعتين من الهواء في فمه عن طريق فم المسعف (قبلة الحياة)، وتستمر عملية الإنعاش حتى حضور الإسعاف والمسعفين المختصين. وفي السنوات الأخيرة، أصدرت «جمعية القلب الأميركية (AHA)» دليلا جديدا للإنعاش القلبي الرئوي للكبار، تضمن تطويرا لعملية الإنعاش بحيث تتم باليدين فقط وإلغاء التنفس بقبلة الحياة، وذلك بهدف تبسيطها واختصار خطواتها وسرعة تطبيقها ورفع الحرج عن المسعفين بإلغاء «قبلة الحياة» وإعطاء الشخص المتطوع للإسعاف مزيدا من الثقة بالنفس والقدرة على الإنقاذ.
خضعت هذه الطريقة لعدة دراسات أظهرت دعما كبيرا؛ حيث وُجد أن فرص النجاة بتطبيق الطريقة المطورة تصل إلى ضعفين أو 3 أضعاف أكثر من الطريقة التقليدية. ومن بين الدراسات التي أجريت بهذا الصدد، دراسة عشوائية تسمى «DART» قارنت بين الطريقتين؛ التقليدية والمطورة، في مواقع الخدمات الطبية الإسعافية «EMS» في ولاية واشنطن. وجد الباحثون أن الضحايا الذين أجري لهم إنعاش قلبي رئوي بعمل ضغطات الصدر وحدها حظوا بفرصة أكبر للبقاء بنسبة 39 في المائة مقارنة مع أولئك الذين أعطوا كلا من الضغط الصدري والتنفس بالفم.
وخلصت هذه الدراسة وغيرها إلى أن فوائد التنفس بالفم التي يقوم بها العامة من الناس في حالات الطوارئ تظل موضع شك في أحسن الأحوال.
-- كيف تتصرف عند مشاهدة شخص توقف قلبه؟
- أولا: الاتصال فورا على رقم الطوارئ «911».
- ثانيا: عمل الإنعاش، بوضع راحة إحدى اليدين على منتصف الصدر (على عظمة القص الصدري) ووضع راحة اليد الأخرى فوق الأولى، ويتم الضغط بقوة وبسرعة بمعدل بين 100 و120 مرة في الدقيقة الواحدة، بهدف إيصال الدم من القلب إلى الدماغ عن طريق الضغط السريع القوى المتواصل على القفص الصدري وبالتالي على القلب. علما بأن الدم لحظة توقف القلب يكون حاملا كمية من الأكسجين تكفي لتغذية الدماغ لمدة 10 دقائق.
يذكر أن هذه الطريقة المطورة خاصة بالكبار فقط وليست للأطفال دون سن 8 سنوات. وما زالت «جمعية القلب الأميركية (AHA)» توصي بعمل الطريقة التقليدية (الضغط على القلب + قبلة الحياة) لإنعاش المصابين من المواليد، والأطفال، وضحايا الغرق، وضحايا المخدرات.
- استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]