هلّ ديسمبر (كانون الأول) واقترب يناير (كانون الثاني) وأتت معه نسمات الشتاء، تؤذن باقتراب احتفالات «الكريسماس»، حتى نبدأ التخطيط لحفل صاخب أو سهرة رومانسية أو حتى حفل صغير يجمع العائلة. وفي كل الحالات لا تفكر أي امرأة في هدايا أو أي شيء أكثر من إطلالتها في ليلة رأس السنة، التي لن تتكرر قبل عام.
موضة هذا العام تميل إلى الصخب، خاصة وأنها أعادت صيحات الثمانينات التي تذكرنا بحفلات مادونا ومايكل جاكسون، كما استلهمت منصة عروض الأزياء بعض الاتجاهات من ألوان حقبة التسعينات، لذلك فالاختيارات جريئة تسمح بالاختلاف.
تقول هبة سراج الدين، وهي مستشارة موضة، لـ«الشرق الأوسط» إن احتفالات رأس السنة الميلادية لها طابع خاص، أكثر بهجة، أكثر صخباً، وأكثر أملاً في بدايات جديدة، مما ينعكس على اختيارات المرأة في هذا اليوم، فتقبل على تجربة صرعات غير مألوفة. وهذا العام متاح أمامها الكثير من الأناقة والجنون معاً.
«قطعة مرصعة بالخرز والترتر تضمن إطلالة مناسبة لحفل بداية العام الجديد» تقول هبة سراج الدين. «فقد كانت ولا تزال من أكثر الصيحات المناسبة لهذا الاحتفال»، وتابعت: «الملابس المزينة بصفوف من الترتر ورثناها من الثمانينات، وعادت للظهور مع بعض التطويرات فيما يخص الألوان. إذا كان الذهبي والفضي والدرجات المعدنية (الميتاليك) على رأس القائمة، فإن القطع المزينة بترتر زهري صريح أو أخضر عشبي أو حتى أزرق ملكي، جميعها اختيارات أنيقة تناسب ليلة الكريسماس».
أما عن أفضل قطعة يمكن اعتمادها من صيحة «الترتر»، فتقول منسقة الأزياء، نورهان حسام: «إن السترات أو البدلات الكاملة تتصدر الاختيارات العصرية لهذا العام مثل ما قدمته علامة (بالمان) وتاداشي شوتجي» ومايكل هالبرن. وتضيف: «أفضل بشكل شخصي درجات الفضي، خاصة مع تنسيق قطعة واحدة مرصعة بالترتر، سواء كانت سترة أو بنطلون متسع من أسفل مع قطعة محايدة باللون الأسود أو الأبيض».
ومن موضة الترتر الجريئة، إلى صيحة مُترفة عرفتها الموضة منذ آلاف السنين وهي المخمل الذي عاد بنعومته ليعانق القوام. تقول هبه سراج الدين، إن مصممي الأزياء أصبحوا يميلون إلى مزج الأنسجة المتباينة السُمك، مثل المخمل مع الشيفون أو التُل، لتقديم قطع فريدة لا تخضع لقانون الطقس، خاصة وأن المخمل وحده قد يكشف عيوب القوام، لكن المزج والتنوع في التصاميم يسمح بمزيد من الرواج.
كما ظهر المُخمل هذا العام أيضاً مزيناً ببعض التفاصيل مثل التطريز على الكتفين أو جزء محدود من الياقات وفتحة الصدر، حسب منسقة الأزياء نورهان حسام. أما عن الألوان فلم تعد الاختيارات مقتصرة على ألوان الشتاء الداكنة، بل يمكن اقتناء قطعة مخملية بألوان مستقاة من أجواء الربيع مثل البرتقالي أو الأصفر الخردلي، أو الأخضر والوردي وغيرها. وتنصح نورهان حسام المرأة الممتلئة بالابتعاد عن الفساتين المخملية، وتستعيض عنها ببنطلون فضفاض أو قطعة علوية طويلة تغطي الخصر، حسب مناطق البروز.
وفي هذا الصدد، قدمت دار «برابال غورانغ» مجموعة من الأزياء المخملية مزجت فيها ألوان الأصفر الخردلي مع الأزرق، ولهواة الألوان الداكنة قدمت دار «سانت لوران» مجموعة مخملية سيطر عليها اللون الأسود، أما دار «بالنسياجا» فقدمت فساتين بدرجات الأرغواني الفاتح.
ويبدو أن دعوات الموضة الأخلاقية بمقاطعة الفرو لم تحقق جدواها بعد، إذ تحتفظ النساء بالأزياء الفرو للمناسبات الهامة مثل رأس السنة، حسب ما تقول هبة سراج الدين. فالفرو موضة لم يعف عليها الزمن، وتعتبر إرثا تعتز به الكثيرات. وتضيف: «بالإضافة إلى القطع المترفة المصممة من الفرو الطبيعي، هناك صيحة الفرو الملون بالأخضر والأزرق والزهري، جميعها اختيارات عصرية تناسب الحفلات الصاخبة».
ومن جهتها، تقول نورهان حسام إن موضة الفرو الملون، وهو بالطبع من الخامات الاصطناعية المرحب بها عالمياً، لأنه اتجاه يدعم الموضة الأخلاقية. فهو رسالة إنسانية تؤكد أن الأناقة القائمة على خامات من صنع الإنسان أفضل من تعذيب الحيوانات باسم الرفاهية، لذلك تؤيد اقتناء قطعة من الفرو الملون، بشرط تنسيقها مع لون داكن حتى لا تبدو المرأة بإطلالة رديئة. كما تقول عن الفرو: «أميل إلى المعاطف الفرو، بالطبع ليس بألوان صارخة، لكن معطفاً من الفرو حتى إن كان اصطناعياً، مع حزام أنيق، يضمن إطلالة استثنائية في أي مناسبة».
ويبدو أن الاختيارات العصرية لن تقف عند الفرو الملون أو مزج الخامات، بل ذهبت إلى صيحة أخرى هي «الشراشيب» التي أكدت نورهان حسام على قوتها هذا العام وظهرت في تصاميم خاطفة على منصة عروض أزياء دار كل من «ألكسندر ماكوين» و«ميسوني».
في هذا الصدد، تقول: «ظهرت الشراشيب على استحياء خلال العامين الماضيين، ولكن يمكن القول إنها أقوى هذا العام». تنصح باقتناء فستان مزين بالشراشيب أو الاكتفاء بقطعة علوية مع سروال بسيط، وتؤكد أن اختيار مكان الشراشيب في التصميم يتوقف على شكل القوام، بحيث تبتعد تماماً عن أماكن البروز في الجسم.
الأزياء المطبوعة بنقوش الحيوانات هي الأخرى رائحة هذا الموسم. وتظهر في بدلات جد أنيقة قدمها توم فورد ومعاطف وفساتين من «جولتشي أند غابانا» أو «مايكل كورس»، ولا مانع من اعتمادها في حفلات المساء والسهرة، وإن كانت ليست الأكثر أناقة، لا سيما وأنه يمكن ارتداؤها خلال أيام السنة وفي أي وقت، ولكن من لا تروق لها الاختيارات السابقة، يمكن أن تختار قطعة مرقطة بنقشة النمر أو أخرى مُطبعة بنقشة جلد الثعبان أو الحمار الوحشي. وتقول نورهان: «لا أميل إلى تنسيق نقشة الحيوانات من الرأس إلى أخمص القدمين، لأنها تكون مبالغاً فيها ولا تخدم المرأة دائماً»، ولكن يمكن الاكتفاء بفستان قصير مع حزام ومعطف أنيق، أو قطعة واحدة بشكل عام.
وأخيراً تظهر صيحة الجلد التي جاءت هذا العام بتصاميم متجددة بعيدة عن سترات الدراجين التقليدية، حيث شاهدنا على منصة عروض الأزياء فساتين من الجلد وهي قطعة غير معتادة، مثل ما قدمته دار «سان لوران» وألكسندر وانغ وغيرهما، ممن قدموا تصاميم من هذه الخامة بألوان غير تقليدية مثل الأزرق الفاتح، شملت الكثير من البنطلونات والتنورات، بعضها من جلد لامع وأخرى بجلد غير طبيعي، يخضع لمعايير أخلاقية مثل ذلك الذي تطرحه ستيلا ماكارتني، بألوان فاتحة ومُغرية. كل المطلوب هنا للارتقاء بها لمناسبة مسائية مهمة تنسيقها مع قطعة مطرزة من الترتر أو قميص شيفون بنقشة الحيوانات.
وتقول هبة سراج الدين عن مدى ملائمة هذه الصيحات إلى حفل رأس السنة إنه «حتى وإن كان الاحتفال حميمياً وسط أفراد العائلة، فإن هذه الليلة لها طابع خاص يسمح بتنسيق كل الصيحات السابق ذكرها دون قلق»، وتوافقها نورهان حسام الرأي لكنها تضيف أنه «إذا كان مجرد حفل صغير ورومانسي، فمن الأفضل التخفيف من النقشات والمبالغات لإطلالة ناجحة وأنيقة».
> لا تكتمل إطلالة رأس السنة إلا بعد اختيار حذاء وحقيبة وقطع من الحُلي القيّمة، علماً أنه ليس بالضرورة أن تكون من الألماس لتكتسب الإطلالة أناقة وفخامة. فهناك تصاميم عصرية تحقق النتيجة نفسها والأهم من هذا تمنح المرأة الراحة وحرية الحركة. أليكسا تشانغ، المصممة وفتاة المجتمع البريطانية تؤكد أهمية هذا الأمر بقولها إن الحذاء المريح هو الأساس.
«فلا علاقة لجمال الحذاء بعلو الكعب بقدر ما له علاقة بالتصميم والتفاصيل وطريقة تنسيقه.
فقد يكون من تصميم الباليرينا، ومع ذلك يبدو رائعاً ما دمت مرتاحة فيه».
أزياء الحفلات... ترف لا يخلو من صرعات الموضة
أزياء الحفلات... ترف لا يخلو من صرعات الموضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة