العراق: «الوطنية» للطعن في جلسة رفض الجربا

TT

العراق: «الوطنية» للطعن في جلسة رفض الجربا

أكد رئيس كتلة «ائتلاف الوطنية» المنضوية ضمن «الإصلاح والإعمار» كاظم الشمري، أن الائتلاف «سيتجه للطعن لدى المحكمة الاتحادية وتقديم دعوى قضائية تتضمن جميع الأخطاء التي رافقت عملية التصويت على الوزراء الثلاثة» خلال جلسة البرلمان التي شهدت رفض مرشح الائتلاف لوزارة الدفاع الاثنين الماضي.
وقال الشمري لـ«الشرق الأوسط»: إن «المعطيات التي توفرت لدينا تؤكد بالدليل القاطع أن وزيرة التربية لم تحصل على التصويت الكافي ورغم ذلك تم تمريرها»، في حين «حصل المرشح لوزارة الدفاع فيصل الجربا على العدد الكافي من الأصوات، لكن رئيس البرلمان لم يمرره». وأوضح، أن «الوطنية شكلت فريقاً فنياً وعُرض القرص الخاص بالجلسة وانتهينا إلى حصول عملية تزوير في تنصيب الوزراء ولدينا الأرقام الحقيقية التي حصلوا عليها». واعتبر تحالف «الإصلاح والإعمار» الذي يضمن «ائتلاف الوطنية» مع قوى أخرى، أن «ما حصل في جلسة البرلمان كان تجاوزاً صارخاً على النظام الداخلي لمجلس النواب من قِبل رئاسة المجلس في آلية احتساب الأصوات لمرشحي الوزارات الشاغرة». وقال التحالف في بيان، أمس: إن «الهيئة السياسية للتحالف اعتبرت خلال اجتماع لها ما جرى حالة خطيرة تهدد استقرار الأداء النيابي، وتجعل مجلس النواب مرتهناً للإرادات الشخصية».
وشدد على «وضوح أحكام النظام الداخلي لمجلس النواب في أن حساب الأصوات يتم من قِبل مقرري مجلس النواب، وبعد ذلك تعلن الرئاسة نتيجة التصويت. ولا يمكن اعتماد عين الرئيس لتحديد الأغلبية». وأوضح، أن التحالف «حرص من خلال كتلته النيابية على التأسيس الصحيح لأداء برلماني ينسجم مع التغييرات السياسية والمطالب الجماهيرية في مغادرة المحاصصة الحزبية ونبذ التخندقات السياسية التي تعود بالبلاد إلى مرحلة الاحتقان الطائفي والسياسي».
ولفت البيان إلى أن «رئاسة كتلة الإصلاح والإعمار تجد في هذه الممارسة واستمرارها هدماً للنظام النيابي»، مؤكداً «حرص التحالف على إعادة الهيبة لمجلس النواب وفق السياقات القانونية». وأضاف: إن «الطريقة التي تم بها احتساب الأصوات تجعلنا أمام خيارات مفتوحة».
ودعا النائب عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» محمد شاكر إلى التحقيق في طريقة التصويت لتمرير الدكتورة شيماء الحيالي. وقال في تصريح صحافي، أمس: إن «التشكيك بصحة التصويت على مرشحي التشكيلة الوزارية، أمر خطير ويجب التحقيق فيه. وإذا استلزم الأمر يجب اللجوء إلى المحكمة الاتحادية وكان يجب تفعيل التصويت الإلكتروني».
في المقابل، قال القيادي في كتلة «المشروع العربي» عمر الحميري لـ«الشرق الأوسط»: إن «نواباً من القوى السياسية كافة اعترضوا في البدء على انتخاب الدكتورة شيماء الحيالي، لكن الغالبية أعطوا ثقتهم، وهذا هو المهم». ورأى أن «ما حصل خطوة مهمة في اتجاه دعم الكفاءات الوطنية لتولي مناصب وزارية تخلق نقلة نوعية من ناحية الأداء والكفاءة». وأضاف: إن «من حق أي نائب أن يعبّر عن رأيه بصراحة، ونحن نؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي، لكن المهم أن تخلق الحيالي نقلة نوعية في أهم وزارات العراق وأساس مستقبله}.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.