إجمالي الدخل الوطني المتاح للمغرب يناهز 118.4 مليار دولار

ارتفع 4.7 % سنة 2017 حسب مندوبية التخطيط

إجمالي الدخل الوطني المتاح للمغرب يناهز 118.4 مليار دولار
TT

إجمالي الدخل الوطني المتاح للمغرب يناهز 118.4 مليار دولار

إجمالي الدخل الوطني المتاح للمغرب يناهز 118.4 مليار دولار

بلغ الناتج الداخلي الإجمالي للمغرب بالأسعار الجارية 1063.3 مليار درهم (112 مليار دولار) سنة 2017، وعرف ارتفاعاً بنسبة 4.9 في المائة مقارنة مع سنة 2016، حسب مذكرة إخبارية أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب (بمثابة وزارة التخطيط) أمس بالرباط.
وعرفت مساهمة الشركات (المالية وغير المالية) في الناتج الداخلي الإجمالي تحسناً طفيفاً، منتقلة من 43.1 في المائة سنة 2016، إلى 43.4 في المائة سنة 2017. أما مساهمة الأسر والمؤسسات غير الهادفة للربح في خدمة الأسر، فبلغت 29.7 في المائة في الناتج الداخلي الإجمالي، أي بزيادة 0.4 نقطة، مقارنة بالسنة السابقة لها. بينما بلغت مساهمة الإدارات العمومية 15.4 في المائة في الناتج الداخلي الإجمالي، مسجلة تراجعاً طفيفاً بـ0.5 نقطة، مقارنة مع سنة 2016، نتيجة ركود الأجور.
وعرف إجمالي الدخل الوطني المتاح بدوره ارتفاعاً قدره 4.7 في المائة سنة 2017، ليستقر عند 1124.8 مليار درهم (118.4 مليار دولار). وتوزع الدخل الوطني المتاح حسب القطاعات المؤسساتية إلى: 62.5 في المائة بالنسبة للأسر والمؤسسات غير الهادفة للربح في خدمة الأسر، و23 في المائة بالنسبة للإدارات العمومية، وحصة 14.5 في المائة بالنسبة للشركات (منها 2.3 في المائة تعود للشركات المالية).
وأشارت المذكرة إلى أن إجمالي الدخل المتاح للأسر ارتفع بنسبة 4.2 في المائة، ليبلغ 694.2 مليار درهم (73 مليار دولار) سنة 2017. وبتخصيص 88 في المائة من إجمالي الدخل المتاح للأسر لنفقات الاستهلاك النهائي، فقد تراجع معدل ادخار الأسر بنسبة 0.1 نقطة، ليبلغ 12.5 في المائة سنة 2017.
وبلغ الدخل المتاح للأسر حسب الفرد 19917 درهماً (2096.5 دولار) سنة 2017، عوضاً عن 19309 دراهم (2032.5 دولار) سنة 2016، مرتفعاً بنسبة 3.1 في المائة. ونتيجة لتراجع الأسعار عند الاستهلاك سنة 2017، الذي سجل نسبة 0.8 في المائة عوض 1.6 في المائة، تحسنت القدرة الشرائية للأسر بـ2.3 نقطة.
وبلغ الادخار الوطني 306.9 مليار درهم (32.3 مليار دولار) سنة 2017، مسجلاً تحسناً بـ6.7 في المائة. ويظهر توزيعه حسب القطاعات المؤسساتية أن الشركات المالية وغير المالية تساهم بنسبة 52 في المائة، متبوعة بالأسر والمؤسسات غير الهادفة للربح في خدمة الأسر بنسبة 29.3 في المائة، ثم الإدارات العمومية بنسبة 18.7 في المائة.
وبلغ إجمالي تكوين رأس المال الثابت من جهته 302.2 مليار درهم (31.8 مليار دولار) سنة 2017، منخفضاً بـ0.3 في المائة، مقارنة مع سنة 2016. وتظل الشركات المالية وغير المالية المساهم الأول بنسبة 56 في المائة، في إجمالي تكوين رأس المال الثابت، مقابل 57.8 في المائة سنة 2016. في حين عرفت مساهمة الأسر والمؤسسات غير الهادفة للربح ارتفاعاً طفيفاً، منتقلة من 25.2 في المائة إلى 25.6 في المائة، ومن 17 في المائة إلى 18.4 في المائة بالنسبة للإدارات العمومية.
وأشارت المذكرة إلى أن الحاجة إلى تمويل الاقتصاد الوطني بلغت 39.6 مليار درهم (4.17 مليار دولار) سنة 2017، وشكلت 3.7 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، بدلاً من 4.3 في المائة بالسنة السابقة.
وحول طريقة تمويل هذه الحاجة، أشارت المذكرة إلى أن الشركات غير المالية لجأت إلى القروض البنكية لتغطية حاجاتها إلى التمويل. وهكذا، بلغ صافي تدفقات القروض الممنوحة لهذه الشركات 38.5 مليار درهم (4.5 مليار دولار) سنة 2017، مشكلا 44.5 في المائة من التزاماتها.
وبدوره، عرف الدين الداخلي للإدارات العمومية انخفاضاً طفيفاً، مسجلاً تدفقاً صافياً قدره 24.4 مليار درهم (2.5 مليار دولار)، برسم صافي إصدارات سندات الخزينة لسنة 2017، مقابل 26.2 مليار درهم (5.7 مليار دولار) سنة 2016. بينما سجلت المديونية الخارجية للإدارات العمومية تدفقاً صافياً قدره 3.3 مليار درهم (347 مليون دولار)، مقابل 2.8 مليار درهم (295 مليون دولار) السنة السابقة عليها.
وسجلت مديونية الأسر لدى البنوك ارتفاعاً، منتقلة من 10.6 مليار درهم (1.11 مليار دولار) سنة 2016، إلى 17.6 مليار درهم (1.85 مليار دولار) سنة 2017. وهكذا، عرف صافي تدفق الودائع ارتفاعاً ملحوظاً، منتقلاً من 21.2 مليار درهم (2.23 مليار دولار) سنة 2016، إلى 53 مليار درهم (5.6 مليار دولار) سنة 2017.
وتحسنت مساهمة الشركات المالية في تمويل الاقتصاد الوطني. وهكذا، بلغ صافي تدفق القروض الممنوحة من طرف هذا القطاع 34.6 مليار درهم (3.6 مليار دولار) سنة 2017. وبالموازاة، سجلت الودائع لدى هذه المؤسسات تدفقاً صافياً قدره 77.5 مليار درهم (8.16 مليار دولار)، مقابل 66.6 مليار درهم (7 مليارات دولار) في السنة السابقة عليها.



اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

أظهر كثير من المؤشرات الرئيسية، يوم الأربعاء، أن اقتصاد منطقة اليورو، الذي ظل يتجنب الركود لأكثر من عام، أنهى عام 2024 على نحو ضعيف، مما يشير إلى أن التعافي المأمول منذ فترة طويلة لا يزال بعيد المنال.

وانخفض مؤشر المعنويات الرئيسي للمفوضية الأوروبية أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانخفضت الطلبيات الصناعية الألمانية وتراجعت مبيعات التجزئة الألمانية بشكل غير متوقع. كل ذلك يضيف إلى المؤشرات القاتمة بالفعل في كتلة العملة التي تضم 20 دولة. وتشير الأرقام إلى أن منطقة اليورو، التي تواجه تهديداً جديداً بفرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، المقبلة، بالكاد نمت في الربع الأخير من العام الماضي، وربما كان النمو الألماني سلبياً مرة أخرى.

جاء ذلك امتداداً لسلسلة كئيبة منذ ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أضر بالصناعة. وقال ليو بارينكو من «أكسفورد إيكونوميكس»: «يشكل مؤشر المعنويات الاقتصادية الكئيب اليوم خطراً واضحاً على توقعاتنا بنمو معتدل للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام. لا توجد نقطة مضيئة لاقتصاد منطقة اليورو».

وانخفضت القراءة الرئيسية للمعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى 93.7 خلال ديسمبر الماضي من 95.6 في نوفمبر (تشرين الثاني) الذي سبقه، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات بقراءة ثابتة. وتراجع مؤشر المناخ الصناعي، وانخفضت معنويات المستهلكين، بينما ارتفعت توقعات الأسعار. وجاءت هذه الأرقام بعد ساعات فقط من بيانات منفصلة أظهرت أن الطلبيات الصناعية في ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفضت بنسبة 5.4 في المائة عن الشهر السابق، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى عدم حدوث أي تغيير. وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6 في المائة بالقيمة الحقيقية عن الشهر السابق، مقابل توقعات بنمو بنسبة 0.5 في المائة. ويعاني القطاع الصناعي الألماني الضخم من الركود منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من آسيا، والمنافسة الرخيصة من الأسواق الأخرى، التي أثرت جميعها على القطاع. وقال كارستن برزيسكي، الخبير الاقتصادي لدى «آي إن جي»: «لا يوجد حتى الآن في الأفق أي انعكاس للاتجاه بالنسبة إلى الصناعة الألمانية. إنها في أدنى مستوياتها في أحسن الأحوال... تشير مبيعات التجزئة المخيبة للآمال إلى أن انتعاش الاستهلاك الخاص في الربع الثالث من غير المرجح أن يستمر في الربع الرابع».

ولطالما عوّل الاقتصاديون على الاستهلاك الخاص لدفع الانتعاش، حيث تتمتع الأسر الآن بنمو كبير في الدخل الحقيقي وسط تضاؤل التضخم. ولكن تشير دراسة صادرة عن «البنك المركزي الأوروبي» إلى أن الأسر ستستمر في ادخار جزء كبير غير عادي من دخلها لإعادة بناء الثروة التي فقدتها بسبب التضخم المرتفع، مما قد يربك آمال زيادة الإنفاق. ويرى الاقتصاديون أن هذا الاتجاه قد يتفاقم بسبب أي ضعف إضافي في سوق العمل، التي بدأت تعاني من ضعف النمو وتقلص هوامش أرباح الشركات وضعف الطلب على سلع وخدمات الشركات.