المعارضة الجزائرية ترفض اقتراح {حمس} تأجيل الانتخابات الرئاسية

النقابة المركزية حشدت للتمديد للرئيس بوتفليقة

TT

المعارضة الجزائرية ترفض اقتراح {حمس} تأجيل الانتخابات الرئاسية

بينما دعا زعيم النقابة المركزية بالجزائر، نحو ثلاثة ملايين منخرط فيها إلى «الاستعداد للانتخاب على مرشح العمال والنقابيين، الرئيس بوتفليقة»، رفضت أربعة أحزاب معارضة دعوة الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» إلى اجتماع لبحث احتمال تأجيل «رئاسية 2019»، كان مقرراً عقده أمس.
وقال عبد المجيد سيدي السعيد، أمين عام «الاتحاد العام للعمال الجزائريين»، أول من أمس، خلال تجمع كبير للكوادر النقابيين بميناء وهران (غرب)، إن «الخير الذي ينعم به العمال يعود الفضل فيه إلى شخص واحد، هل تعلمون من هو؟ قولوا اسمه بصوت واحد وعالٍ... انهضوا من أماكنكم وصفّقوا له... صفّقوا له». وعندها صاح المئات بصوت واحد «بوتفليقة... بوتفليقة».
وشدد سيدي السعيد على «ضرورة أن يكون الجميع «جداراً قوياً ضد خصوم الرئيس... ينبغي أن يفوز مرشحنا بنسبة 200%، وليس فقط 100%». ويُعرف سيدي السعيد بكونه من أشد الموالين للرئيس بوتفليقة، وعندما يجمع كوادر النقابة لتجنيدهم لموعد سياسي مهم، فهذا يعني، حسب عدد من المراقبين، أنه تلقى إيعازاً بذلك من السلطات العليا في البلاد. علماً بأن بوتفليقة لم يعطِ أي إشارة تفيد بأنه يرغب في الترشح لفترة جديدة.
في غضون ذلك، رفض عبد الله جاب الله رئيس «جبهة العدالة والتنمية»، ومحسن بلعباس رئيس «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، والطاهر بن بعيبش رئيس «فجر جديد»، ومحمد حاج جيلاني السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، دعوة عبد الرزاق مقري رئيس «حركة مجتمع السلم»، إلى عقد لقاء كان منتظراً، أمس، لبحث تأجيل «رئاسية 2019».
والأحزاب الأربعة تشكل مع «مجتمع السلم»، «كتلة المعارضة» مقابل «كتلة الموالاة» التي تمثل الأحزاب التي تتبع للرئيس، وأبرزها «جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي».
وقال لخضر بن خلاف، برلماني وقيادي «جبهة العدالة»، لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه «لا يريد أن ينخرط في فكرة تأجيل الانتخابات لأن ذلك يخدم السلطة التي تواجه مأزقاً يتمثل في عدم إيجاد مرشح يخلف الرئيس. ونحن لا نرغب في مساعدتها على مخرج لهذه الورطة. فهذه ليست أبداً مهمة المعارضة».
من جهته ذكر ناصر حمدادوش، قيادي «مجتمع السلم»، أن الدعوة إلى تأجيل الانتخابات «نراها ممكنة ولكن فق شروط، هي أن يكون هذا المشروع المتكامل مشروع دولة، وذلك بمشاركة وموافقة جميع مؤسساتها، وليس مجرد مشروع جناح في السلطة أو المعارضة. وأن يكون الأجل متفقاً عليه مسبقاً، وليس مفتوحاً أو طويلاً، وقد اقترحنا ألا يفوق التأجيل سنة واحدة، وهي مدة كافية لوضع الأسس النظرية والقانونية للإصلاحات والرؤية السياسية والاقتصادية التوافقية الشاملة، وأن يكون ذلك في إطار من التوافق الوطني، وبمشاركة السلطة والمعارضة، ودون إقصاء أحد، إلاّ من أقصى نفسه».
وأضاف حمدادوش: «من الشروط أيضاً إطلاق إصلاحات خلال العام، الذي يستغرقه تأجيل الرئاسية، وذلك بتعديل الدستور تعديلاً جزئياً عبر البرلمان، لشرعنة ودسترة هذا الإجراء في البداية، ثم تعديلاً شاملاً من أجل الإصلاحات السياسية والدستورية، وذلك بتغيير طبيعة النظام السياسي الحالي (نظام برلماني أو نظام شبه رئاسي لضمان الفصل والتوازن والتكامل بين السلطات)، وتعديل قانون الانتخابات، وتجسيد المطلب الأساسي للمعارضة، وهو لجنة وطنية مستقلة تشرف على تنظيم الانتخابات، أو لجنة مختلطة بين الأحزاب والداخلية، أو تعزيز صلاحيات الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات الحالية». مشدداً على أنه «ينبغي أن يتم الإعلان عن هذه الإجراءات ومصارحة الجزائريين بها لتجسيد الإرادة السياسية العليا الصادقة، والمتبادلة بين الجميع... وهذه الشروط -كما يرى الجميع- ستكون في مصلحة البلاد ومصلحة المعارضة، ومصلحة السلطة... أمّا بخلاف ذلك فنحن غيرُ معنيين بتمديد ولاية الرئيس، أو التأجيل إذا لم تتوفّر هذه الشروط».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.