آل جابر: تنازلات الحوثيين مهمة... والتحدي ضمان ثباتهم على التزاماتهم

السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر
TT

آل جابر: تنازلات الحوثيين مهمة... والتحدي ضمان ثباتهم على التزاماتهم

السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر

قال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إن «ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن قدمت تنازلات مهمة خلال محادثات السلام هذا الشهر (في السويد)، حيث وافقت على الانسحاب من مدينة الحديدة، وتسهيل وصول المساعدات إلى الملايين من اليمنيين». وأضاف أن «التحدي الآن يكمن في ضمان ثبات الحوثيين على التزامهم».
وأوضح السفير، في مقال رأي نشرته «وول ستريت جورنال»، أول من أمس الأحد، أن بلاده تريد «للشعب اليمني الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة للسلام. وهذا لا يعني القبول بأي تبرير لانتهاكات الحوثيين، سواء صدرت الأوامر لهم من صنعاء أو طهران».
وشدد آل جابر، الذي يدير أيضاً مركز «إسناد» للعمليات الإنسانية الشاملة، ويشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، على أن منتقدي السعودية «غالباً يخطئون عند فهم دور المملكة والتحالف لدعم الشرعية في اليمن، فلقد شكل العمل العسكري للتحالف الذي تقوده المملكة دافعاً أساسياً للحوثيين للتفاوض، كما ساعدت قيادة الدبلوماسية السعودية إلى جانب الأمم المتحدة و شركاء دوليين آخرين في رسم طريق إلى السلام».واعتبر السفير أن الأمل تجدد «في تحقق السلام بعد مشاهدة التقارب بين ممثلي الحكومة الشرعية في اليمن ووفد الحوثيين، حيث جلس طرفا الأزمة، التي بدأت بانقلاب ميليشيات الحوثيين المسلحة في عام 2014، لمدة 8 أيام من المشاورات في قلعة قرب عاصمة السويد استوكهولم، وصافح بعضهما الآخر وتبادلوا الابتسامات وتشاركوا الطعام، والأهم من ذلك الإعلان عن اتفاقيات ستحسن حياة اليمنيين بشكل كبير، وتقدم لهم السلام والأمن والاستقرار في حال الالتزام بتنفيذها».
وقال إن «هدف السعودية في اليمن هو استعادة وحدة اليمن واستقلاله وسيادته واستقراره في ظل حكومة شرعية معترف بها دولياً يمكن أن تخدم الشعب اليمني... وقد منح التقدم الدبلوماسي هذا الشهر مزيداً من التفاؤل لدى الجميع وإيماناً بأن نعمل معاً لإحلال السلام في اليمن». ووصف آل جابر اتفاق الحديدة، وهو أحد الاتفاقات التي تم الإعلان عنها خلال مشاورات السويد، بأنه «يشكل جزءاً أساسياً من الحل». وزاد: «فبموجب اتفاق المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث حول الحديدة سيتراجع الحوثيون عن الميناء والمدينة، وتعود سلطة الحكومة الشرعية لها، كما ستقوم الأمم المتحدة بدور ريادي في الميناء لتحسين تدفق المساعدات إلى الشعب اليمني، ما سيحد من تمكن الحوثيين من استغلال الحديدة لتهريب الأسلحة، والإساءة لموظفي الإغاثة، وابتزاز المدنيين، وتحويل اتجاه المساعدات الإنسانية من منطقة إلى أخرى».
ولفت السفير إلى وقوف بلاده «بفخر وحزم مع الحكومة اليمنية الشرعية منذ اليوم الذي طلبت فيه المساعدة». وقال: «لقد أنفقنا المليارات في سبيل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في اليمن جارتنا الشقيقة، أكثر من أي بلد آخر في العالم. إن مساعدتنا لحكومة اليمن الشرعية - في المسارات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية - أسهمت في تسهيل وإنجاح المشاورات الحالية، إذ إننا لو لم نفعل شيئاً، لأصبح اليمن دولة فاشلة مقسمة بين الميليشيات وكلاء إيران ومجموعات إرهابية أخرى كتنظيم القاعدة وتنظيم داعش».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».