أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أنه تم توقيع مرسوم سحب القوات الأميركية من سوريا الذي يريده الرئيس دونالد ترمب «بطيئاً ومنسقاً» مع تركيا. وترمي هذه الاستراتيجية إلى تفادي فراغ في السلطة بالمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد قد يستفيد منه نظام بشار الأسد.
وكتب ترمب في تغريدة على «تويتر» أنه «تحادث هاتفيا مطولا وبشكل بناء» مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن الرئاسة الأميركية، أنهما تباحثا في أمر تنظيم داعش «والالتزام المتبادل في سوريا، والانسحاب البطيء والمنسق للقوات الأميركية من المنطقة»، وفي العلاقات التجارية «المتزايدة». وفي تغريدة على «تويتر»، أكد إردوغان المحادثة، موضحا أنهما «اتفقا على تعزيز التنسيق حول موضوعات عدة؛ منها العلاقات التجارية، والوضع في سوريا».
وقال ترمب في تغريدة خلال نحو منتصف ليل الأحد - الاثنين، إن «رئيس تركيا إردوغان أبلغني، بقوة، أنه سيجتث كل ما تبقى من (داعش) في العراق وسوريا». وأضاف الرئيس الأميركي في تغريدته أن «قواتنا عائدة إلى الوطن!».
وأكد ترمب مجددا أن نظيره التركي قادر على الوفاء بهذا الالتزام. وقال إن إردوغان «رجل يستطيع القيام بذلك».
وكان ترمب أمر الأربعاء الماضي بسحب الجنود الأميركيين الألفين في أقرب فرصة من شمال شرقي سوريا حيث يقاتلون «الجهاديين» إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية»؛ التحالف العربي الكردي.
وسيشرف على خطط الانسحاب من سوريا نائب وزير الدفاع باتريك شاناهان، الذي أعلن ترمب أول من أمس أنه سيخلف ماتيس بالوكالة بدءا من 1 يناير (كانون الثاني) المقبل. وكان ماتيس، البالغ 68 عاما، أعلن أنه سيغادر منصبه في نهاية فبراير (شباط) للسماح بانتقال هادئ للمسؤول عن القوة العسكرية الأكبر في العالم، لكن ترمب الغاضب، وفق تقارير إعلامية، سرّع عملية رحيل ماتيس بشهرين.
وغرّدت الناطقة باسم البنتاغون دانا وايت، بأن ماتيس سوف يساعد في عملية التسلم والتسليم، وسيعمل مع شاناهان لضمان أن تبقى الإدارة «مركزة على الدفاع عن أمتنا خلال هذا الانتقال».
وعدّ ترمب الذي يعارض منذ زمن انتشارا أميركيا في نزاع مكلف، أن وجود القوات الأميركية لم يعد مفيدا لأن تنظيم داعش «هزم تقريبا». لكن هذا القرار سيترك «وحدات حماية الشعب» الكردية دون دعم عسكري في حين تهدد تركيا بمهاجمتها لأنها تعد المقاتلين الأكراد إرهابيين.
وتشهد العلاقات بين أنقرة وواشنطن؛ الحليفين في حلف شمال الأطلسي، توترا كبيرا، خصوصا بسبب الدعم الأميركي للأكراد، لكنها تحسنت منذ الإفراج التركي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن قس أميركي سجن لعام ونصف.
وأكدت الرئاسة التركية أول من أمس أن المسؤولين «اتفقا على ضمان التنسيق بين العسكريين والدبلوماسيين والمسؤولين الآخرين في بلديهما، تفاديا لفراغ في السلطة قد ينجم عن استغلال الانسحاب الأميركي والمرحلة الانتقالية في سوريا».
وكان نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية الممثلة لأطياف واسعة من قوى المعارضة السورية دعا واشنطن إلى التحقق من أن انسحابها لن يفضي إلى عودة نظام بشار الأسد إلى المناطق التي لا تزال بأيدي الأكراد.
وقال نصر الحريري إن هذا الفراغ قد يدفع الأكراد للتقرب من النظام السوري تفاديا لهجوم تركي والسعي إلى الحفاظ على حكم ذاتي نسبي.
وتخشى أنقرة قيام نواة دولة كردية على أبوابها مما يعزز التطلعات الانفصالية للأقلية الكردية في تركيا.
من جهتها، هددت «قوات سوريا الديمقراطية» بوقف محاربة تنظيم داعش للدفاع عن أراضيها، والإفراج عن مئات «الجهاديين» الأجانب المسجونين ويقلق مصيرهم الغرب.
ولا يزال للتنظيم بعض الجيوب، وهو قادر على شن هجمات دامية في سوريا والعالم، رغم تفتت «الخلافة» التي أعلنها في 2014 بسبب الهجمات المتكررة.
البنتاغون يعلن توقيع قرار سحب القوات الأميركية من سوريا
البنتاغون يعلن توقيع قرار سحب القوات الأميركية من سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة