الانقلابيون يهددون «اتفاق استوكهولم» بـ138 انتهاكاً

«التحالف»: إصدار 362 تصريحاً لتأمين تحركات المنظمات الإنسانية

TT

الانقلابيون يهددون «اتفاق استوكهولم» بـ138 انتهاكاً

حذر تحالف دعم الشرعية في اليمن من محاولات حوثية لتقويض تطبيق اتفاق استوكهولم الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية ودخل حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، كاشفاً عن 138 انتهاكاً من الميليشيات الحوثية للاتفاق حتى أول من أمس.
وأوضح العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أنه منذ الدقائق الأولى لموافقة الأطراف على اتفاق استوكهولم وحتى أول من أمس بلغت الانتهاكات الحوثية 138 انتهاكاً.
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي الذي عقد في الرياض أمس: «كان هناك 24 انتهاكاً للميليشيات الحوثية أمس فقط، شملت كثيرا من المناطق؛ منها التحيتا، وحيس، والجراحي، والحديدة، وقرية الصالح، إلى جانب أعمال عدائية ضد الجيش اليمني والمقاومة، مستخدمة أسلحة (آر بي جي)، و(الكاتيوشا)، و(الهاون)، والأسلحة الخفيفة».
رغم كل هذه المحاولات الحوثية لإجهاض الهدنة الهشة في الحديدة، تحفظ العقيد المالكي عن وصف ذلك بـ«الانهيار» في الاتفاق، وقال: «لا نستطيع القول إن هنالك انهيارا للاتفاق، هناك محاولات من الحوثيين لتقويض اتفاق استوكهولم. كما نعلم الميليشيات الحوثية لديها سجل حافل بنقض العهود والمواثيق؛ حيث لم تلتزم بأكثر من 75 اتفاقاً سابقاً وقعتها مع الحكومة الشرعية».
وتابع قائلاً: «الميليشيات اليوم تحت الضغط الدولي والاختبار الحقيقي لتطبيق اتفاق استوكهولم. هناك دول ضامنة وراعية وأيضاً الأمم المتحدة، وبالنسبة للقرار الجديد (2451) فإنه يأتي في سياق القرار السابق، والذي أكد على أن مرجعية الحل السياسي هي المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن (2216)».
وشدد المتحدث باسم التحالف على أن «الحكومة الشرعية اليمنية أعلنت التزامها التام بتطبيق اتفاق استوكهولم». لافتاً إلى أن «ما نشاهده اليوم من إصرار على تماسك الاتفاق يوضح مدى جدية الشرعية في التمسك بوقف إطلاق النار وتطبيق الاتفاق. القرار ملزم، وأصبحت الميليشيات الآن على محك حقيقي أمام المجتمع الدولي».
وفي رده على سؤال حول وجود معدات عسكرية وآليات تابعة للأمم المتحدة في الحديدة، أشار العقيد المالكي إلى أن القوات المشتركة «في تنسيق مستمر مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإغاثية، ولدينا تفويض من الشرعية اليمنية لإدارة المجالين الجوي والبحري اليمنيين».
وأردف: «هناك طلبات من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية. الجميع يعلم أن الحوثيين لديهم سجل إجرامي، وكانت هناك محاولة اغتيال للمبعوث الأممي السابق في صنعاء، ومع وصول فريق المراقبة ولجنة الانتشار للحديدة قد تكون من متطلباتهم، وقد تم تأمين تحرك رئيس فريق المراقبة من صنعاء إلى الحديدة من قبل القوات المشتركة، ونتفهم استخدام مثل هذه السيارات من الأمم المتحدة، وقد تكون لديهم مخاوف من الحوثيين أصحاب السجل الإجرامي في هذا الجانب».
في حين كشف عن مناظير ليلية بصناعة إيرانية تم العثور عليها بحوزة الميليشيات الحوثية، محذراً من استمرار الميليشيات الحوثية في استخدام مطار صنعاء الدولي ثكنة عسكرية لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار.
في الجانب الإنساني، بيّن المالكي أن القوات المشتركة أصدرت 362 تصريحاً لتأمين تحركات المنظمات الإغاثية والإنسانية خلال الأسبوع الماضي، مشيراً إلى وجود 22 سفينة في جميع الموانئ اليمنية تحمل مواد غذائية ومشتقات نفطية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.