تسونامي يودي بحياة المئات في إندونيسيا

القيادة السعودية تعزي الرئيس ويدودو... والسلطات تواصل البحث عن المفقودين

جانب من دمار التسونامي الذي ضرب مضيق سوندا أمس (إ.ب.أ)
جانب من دمار التسونامي الذي ضرب مضيق سوندا أمس (إ.ب.أ)
TT

تسونامي يودي بحياة المئات في إندونيسيا

جانب من دمار التسونامي الذي ضرب مضيق سوندا أمس (إ.ب.أ)
جانب من دمار التسونامي الذي ضرب مضيق سوندا أمس (إ.ب.أ)

قتل أكثر من 220 شخصا وجُرح مئات آخرون عندما ضرب تسونامي بصورة مفاجئة مساء السبت سواحل مضيق سوندا الإندونيسي على إثر ثوران بركاني، مسببا حالة من الهلع بين السكان والسياح.
وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببرقية عزاء ومواساة للرئيس جوكو ويدودو رئيس جمهورية إندونيسيا، إثر موجات المد البحري الذي ضرب جزر جاوا وسومطرة وما نتج عنه من وفيات وإصابات.
وقال الملك سلمان في البرقية: «علمنا بنبأ موجات المد البحري الذي ضرب جزر جاوا وسومطرة في جمهورية إندونيسيا، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا إذ نبعث لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعب جمهورية إندونيسيا الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أحر التعازي وأصدق المواساة، لنرجو المولى سبحانه وتعالى أن يتغمّد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظكم وشعب جمهورية إندونيسيا الشقيق من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب».
كما أبرق الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع معزياً الرئيس الإندونيس، وقال ولي العهد: «بلغني نبأ موجات المد البحري الذي ضرب جزر جاوا وسومطرة في جمهورية إندونيسيا، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين كافة عن بالغ التعازي وصادق المواساة، سائلاً الله تعالى الرحمة للمتوفين، والشفاء العاجل لجميع المصابين، إنه سميع مجيب».
وجرفت المياه مئات المباني على السواحل الجنوبية لجزيرة سومطرة وغرب جزيرة جاوة. وحدث المد البحري على إثر ثوران بركان «آناك كراكاتوا»، كما قال سوتوبو بوروو نوغروهو الناطق باسم الوكالة الإندونيسية لإدارة الكوارث.
وصرح نوغروهو أن الحصيلة تشمل، حتى وقت كتابة هذه السطور: «222 قتيلا و843 جريحا و28 مفقودا»، متوقعا ارتفاعها مع وصول السلطات إلى جلّ المناطق المتضررة من هذه الكارثة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكشفت إدارة منظمة «أوكسفام» غير الحكومية التي حشدت عناصرها لتقديم العون، أن «سكان الجزر الصغيرة في مضيق سوندا قد يكونون الأكثر تضررا من هذا التسونامي». ولا يزال أفراد الإسعاف يبحثون عن مفقودين بين الركام.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي المياه تجتاح موقع حفل لفرقة البوب «سيفنتين» في الهواء الطلق. ودفعت المياه أعضاء الفرقة عن المنصة. وظهر مغني الفرقة في فيديو عبر «إنستغرام» وهو يعلن بتأثّر شديد وفاة كلّ من عازف الباص في الفرقة والقيّم على جولاتهم الموسيقية. وفي لقطات بثها التلفزيون المحلي، يظهر شاطئ كاريتا الموقع السياحي الشعبي على الساحل الغربي لجاوة بعدما ضربه التسونامي يغطيه حطام قطع خشبية وأسقف معدنية وأشجار اقتلعت.
وفي كاريتا، صرح محمد بينتانغ (15 عاما) أنه شاهد الموجة تضرب المكان في العتم. وقال: «وصلنا عند التاسعة مساء لقضاء إجازة، وانقضت علينا المياه فجأة. حلّ الظلام في كل مكان، وانقطعت الكهرباء، وعمت الفوضى في الخارج. ما زلنا لا نستطيع الوصول إلى الطريق».
وفي إقليم لامبونغ على الجانب الآخر من المضيق، روى لطفي الرشيد (23 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية كيف فر من شاطئ كالياندا لينقذ حياته. وقال: «لم أتمكن من تشغيل دراجتي النارية، فركضت (...) صليت وركضت بأسرع ما يمكن».
وقالت السلطات إن التسونامي حدث بسبب مد غير عادي مرتبط بالقمر الجديد، رافقه انزلاق في أعماق البحر بسبب انفجار بركان آناك كراكاتوا، الجزيرة الصغيرة الواقعة في مضيق سوندا. وصرح نوغروهو أن «التضافر (بين العاملين) سبب تسونامي مباغتا ضرب السواحل»، مشيرا إلى أن السلطات تدرس الأمر لمعرفة ما حدث بدقة. وأضاف أنه يرجّح أن ترتفع حصيلة الضحايا.
وظهر في تسجيلات فيديو وضعها نوغروهو على مواقع التواصل الاجتماعي سكان يهربون باتجاه المرتفعات في حالة من الهلع، وهم يحملون مصابيح يدوية. وكانت السلطات الإندونيسية ذكرت أولا أن الموجة لم تكن تسونامي بل مجرد مد، ودعت السكان إلى عدم الهلع. لكن نوغروهو كتب على «تويتر» بعد ذلك: «كان ذلك خطأ، ونحن آسفون».
وأشار مركز المعلومات الدولي للتسونامي إلى أن انفجار البراكين تحت البحر أمر نادر نسبيا، لكن يمكن أن يسبب التسونامي. وخلافا للأمواج العاتية الناجمة عن الهزات الأرضية، لا يتسنى للسلطات في مثل هذه الحالة الوقت الكافي لتحذير السكان. واشتدّ وقع التسونامي خصوصا على منطقة بانديغلانغ في جاوة، بحسب الحصيلة الأولية.
وذكر المركز الإندونيسي للبراكين وإدارة المخاطر الجيولوجية أن المؤشرات التي تدل على نشاط هذا البركان صدرت قبل أسبوع. واستمر ثوران البركان الذي بدأ قبل نحو 13 دقيقة، وأطلق سحابة كثيفة من الرماد. وآناك جزيرة بركانية صغيرة برزت فوق سطح البحر بعد نحو نصف قرن من ثوران بركان كراكاتوا في 1883. وهذا البركان هو أحد 127 بركانا ناشطا في إندونيسيا.
وإندونيسيا أرخبيل يتألف من 17 ألف جزيرة تختلف مساحاتها، وتقع على «حزام النار» في المحيط الهادئ حيث يؤدّي احتكاك الصفائح التكتونية إلى زلازل متكررة ونشاط بركاني كبير. وفي 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضرب زلزال بقوة 7.5 درجات أعقبه تسونامي مدينة بالو في جزيرة سولاويسي الإندونيسية ما أدى إلى مقتل أكثر من ألفي شخص، في حين لا يزال هناك خمسة آلاف في عداد المفقودين غالبيتهم طمروا تحت الأنقاض.
وروى المصور أويستن أندرسن عبر صفحته على «فيسبوك» أنه كان يلتقط صورا لبركان جاوة عندما ضرب تسونامي المنطقة. وكتب «رأيت فجأة موجة عاتية واضطررت إلى الجري. غمرت هذه الموجة بين 15 و20 مترا. ووصلت الموجة التالية إلى محيط الفندق حيث كنت أنزل».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.