غيلان السياب: لميعة وأبي جمعتهما العاطفة وفرقتهما السياسة والدين

غيلان السياب: لميعة وأبي جمعتهما العاطفة وفرقتهما السياسة والدين
TT

غيلان السياب: لميعة وأبي جمعتهما العاطفة وفرقتهما السياسة والدين

غيلان السياب: لميعة وأبي جمعتهما العاطفة وفرقتهما السياسة والدين

لا يكاد أحدٌ يعرف شيئاً عن عائلة السياب، وما آلت إليه منذ رحيله عام 1964، ومنهم ابنه الكبير غيلان، الذي كتب عنه السياب قصيدته الشهيرة «مرحى غيلان»، التي بدأها:
بابا بابا
ينساب صوتك في الظلام إليَّ كالمطر الغضير
ينساب من خلل النعاس وأنت ترقد في السرير
ويسكن غيلان في السعودية منذ عشرة أعوام، حيث يعمل مهندساً مدنياً. و هنا حوار قصير معه:
> ما سبب اختيار السياب لاسمك «غيلان»؟
- أتساءل دائماً عن سر اختيار والدي لاسمي «غَيلان» (وهو بفتح الغين شجر السمُر)، ذاك الشجر الصحراوي، وهو بالمناسبة اسم الشاعر الأموي ذو الرُمّة الذي قال فيه أبو تمّام بيته المشهور:
ما ربعُ ميَّة معموراً يطيفُ بهِ
غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ويصفُ غيلان، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، حضور والده الرمزي في البصرة، حيث تمثاله الشامخ على ضفة شاطئها، فيقول: «رمز أبي في المكان امتداد طبيعي لما اشتهرت به تلك الأرض من الرغبة في تخليد أعلامها عن طريق النُصب والتماثيل منذ أيام جلجامش حتى عهد قريب قبل أن يدخل البلد عصر معاداة مثل هذه اللمسات الجمالية وتمتد يد التخلّف والقبح والخراب لتحطّم وتهدم بعضها». لكن، ماذا بقي من ذكريات البيوت والجيران والذكريات؟ يقول غيلان: بقي من الأسرة في العراق الأخوات: آلاء وغيداء ووالدتي. أما البيت، فهناك في الحقيقة بيتان عاش فيهما والدي؛ أولّهما بيت المولد وهو دار الجد، مرزوق السيّاب، الذي خلّده الوالد في قصيدة دار جدي:
مطفأة هي النوافِذُ الكثارُ
وبابُ جدّي موصدٌ
وبيتُهُ انتظارُ
ويذكر أن تلك الدار اشترتها وزارة الثقافة والإعلام العراقية أواسط السبعينات لتحويلها لمتحف إلا أن المشروع لم يرَ النور لسبب مجهول: «ما أسمعه أن هذه الدار قد رُممت مؤخراً من قبل الحكومة العراقية إحياءً لمشروع المتحف»، وأضاف أن الدار الثانية التي تعيش في ذاكرته هي الدار التي أمضى فيها بدر السياب سنواته الأخيرة، وهي التي وفرتها دائرة الموانئ العراقية لموظفها السياب، كما هو سائد آنذاك، وهي الدار التي أُجبرنا على إخلائها في يوم وفاة والدي نفسه، بسبب فصله من الوظيفة لاستنفاده كل إجازاته (بسبب مرضه الطويل) وهذه الدار هُدمت وأزيلت من الوجود للأسف.
نسأل غيلان عن عمله وكيف استقر في السعودية... وعن حياته فيها، فيجيب: «بدأت حياتي من العراق حيث الميلاد والنشأة الأولى حتى مطلع الشباب، ثم توجهت للولايات المتحدة (للدراسة الجامعية)، التي أمضيت فيها نحو 23 عاماً، ثم إلى دبي في الإمارات العربية لثلاث سنين، فعودة للولايات المتحدة مرة أخرى لثلاث سنين إضافية خُتمت بالمجيء للمملكة العربية السعودية التي أكملت فيها عشرة أعوام حتى هذه اللحظة، ولا أدري بعد هذا، إن كان في العمر بقية، أين سترسو بي مراكبي. وبالنسبة لحياتي في السعودية، فلستُ غريباً على المملكة، معظم صداقاتي منذ أيام الدراسة الجامعية كانت مع زملاء منها استمرت صداقتي بأكثرهم دون انقطاع منذ ذلك الحين حتى اليوم، وهم هنا صحبتي وسمّاري. منهم تعرّفت على مدن ومناطق المملكة المختلفة وعاداتها وتقاليدها وبهم أشعر بأني بين أهلي وأحبابي.
ولغيلان ابن سماه على اسم أبيه، بدر، انتهى من دراسته الجامعية، وبنت اسمهما لينة، وهي في التاسعة عشرة من عمرها، وهو يصفهما بأنهما «شجرتا نخيل».
ونعود نسأل غيلان إذا كان والده قد نال ما يستحقه من تكريم؟
يجيب: «علينا أن نعترف أننا كأمة نضن على الأصيلين والمميّزين حقاً من مبدعينا بتقديرهم بما يستحقون وهم أحياء، حتى إذا ما رحلوا فاز بعضهم بالحفاوة والتقدير، ومنهم من يظلم مرة أخرى. ووالدي من بين هؤلاء، وللأسف فإن ما يطلق عليه بالوسط الثقافي محكوم في هذا المجال بقواعد خفية وظاهرة تدخل فيها عوامل السياسة والاجتماع والعنصرية وحتى الحَسَد.. بالنسبة لوالدي فالمؤكد أنه حاز - خصوصاً بعد رحيله - على قدرٍ كبيرٍ من الحفاوة التي يستحقّها، سواءً أكانت حفاوة مخلصة أو مصطنعة يحاول عن طريقها البعض الصعود على كتفي السياب لكي يراه الناس. ويضيف غيلان أن والده حاز بعد رحيله على قدرٍ كبيرٍ من الحفاوة، مؤكداً أن ما يهُم حقاً هو احتفاء القارئ بالمبدع الذي يقرأ له ويحبه. «إنّ أرحب وأكرم مكان للشاعر هو قلب قارئه، لا المهرجانات والاحتفالات». أما ما يقال عن علاقة السياب بالشاعرة لميعة عباس عمارة، التي ذكرها بالاسم في إحدى قصائده:
«ذكرتك يا لميعة والدجى ثلج وأمطار/ ولندن نام فيها الليل مات تنفس النور»
وما مصير الرسائل المتبادلة بينهما، فيجيب: «لا علم لي بوجود رسائل بين الوالد والسيدة الشاعرة لميعة عباس عمارة، وما يعرفه الجميع الآن أنهما كانا زميلي دراسة جمعتهما العاطفة ذات يوم وفرقتهما دروب السياسة والدين، فمضيا كل في طريق، وبقي للشعر تلك القصائد التي خلّدت تلك العلاقة بعد موتها في دنيا الواقع».



دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
TT

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

ويعتبر ذلك تطوراً آخراً في التهديد الناشئ لفيروس H5N1، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره السبب الأكثر ترجيحاً للوباء المقبل.

اكتشف علماء من جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة أجساماً مضادة للفيروس في عينات دم مأخوذة من خيول تعيش في منغوليا.

وقال البروفسور بابلو مورسيا، الذي قاد البحث، لشبكة «سكاي نيوز» إن النتائج تشير إلى أن الخيول في جميع أنحاء العالم قد تكون عرضة للإصابة في المناطق التي يوجد بها إنفلونزا الطيور، وقد تنقل الفيروس إلى البشر.

وتابع: «من المهم للغاية، الآن بعد أن علمنا أن هذه العدوى يمكن أن تحدث في الطبيعة، أن نراقبها لاكتشافها بسرعة كبيرة... تعيش الخيول، مثل العديد من الحيوانات المستأنَسة الأخرى، على مقربة من البشر. وإذا استقر هذا الفيروس في الخيول، فإن احتمالية الإصابة البشرية تزداد».

ويعتقد الفريق في مركز أبحاث الفيروسات التابع لمجلس البحوث الطبية بجامعة غلاسكو أيضاً أن الخيول قد تكون وعاء خلط لسلالات جديدة من الإنفلونزا.

من المعروف بالفعل أن الخيول يمكن أن تصاب بإنفلونزا الخيول، التي يسببها فيروس H3N8. ولكن إذا أصيب الحصان في نفس الوقت بفيروس H5N1، فقد يتبادل الفيروسان المادة الوراثية ويتطوران بسرعة.

كان فيروس H5N1 موجوداً منذ عدة عقود، ويتسبب في تفشّي المرض بين الدواجن إلى حد كبير. ولكن في السنوات الأخيرة انتشر نوع جديد من الفيروس في جميع أنحاء العالم مع الطيور المهاجرة، وقفز مراراً وتكراراً بين الأنواع ليصيب الثدييات.

ينتشر الفيروس بين الأبقار في الولايات المتحدة؛ حيث أُصيب أكثر من 700 قطيع من الأبقار الحلوب في 15 ولاية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وقال الدكتور توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة للأوبئة والابتكار في جنوب أفريقيا، الذي اكتشف لأول مرة متحور «أوميكرون»، في جائحة «كوفيد - 19»، إنه يراقب الأحداث في أميركا بخوف.

وشرح لشبكة «سكاي نيوز»: «آخر شيء قد يحتاجون إليه في الوقت الحالي هو مسبِّب مرض آخر تطور وتحور... إذا أبقي فيروس H5N1 منتشراً لفترة طويلة عبر حيوانات مختلفة وفي البشر، فإنك تمنح الفرصة لحدوث ذلك. لا أحد يريد جائحة محتملة أخرى».