أنقرة ترحب بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا

«قوات سوريا الديمقراطية» لوّحت بالتوقف عن قتال «داعش»

وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو (رويترز)
وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو (رويترز)
TT

أنقرة ترحب بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا

وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو (رويترز)
وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو (رويترز)

رحّب وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، اليوم (الجمعة)، بقرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، وقال إن واشنطن يجب أن تنسق الانسحاب مع أنقرة.
وأدلى جاويش أوغلو بالتصريح للصحافيين في مالطا؛ حيث يقوم بزيارة رسمية.
وفي وقت لاحق اليوم، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أنقرة ستؤجل عملية عسكرية مقررة في شمال شرق سوريا مضيفا أن الحملة ستبدأ في الشهور المقبلة فيما رحب «بحذر» بقرار واشنطن سحب قواتها من هناك.
وأضاف إردوغان خلال كلمة بأسطنبول «ليست لدينا مطامع في الأراضي السورية لكن لن نخاطر بالأمن».
وتركيا والولايات المتحدة على خلاف بشأن سوريا؛ حيث دعمت واشنطن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وفي سياق متصل، حذرت مسؤولة كردية اليوم (الجمعة) في باريس من أن «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية، قد تضطر للتوقف عن قتال المتطرفين في المنطقة إذا اضطرت لإعادة نشر قواتها لمواجهة هجوم تركي، في حال حصوله.
وقالت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، والتي حضرت إلى باريس لبحث الوضع في المنطقة بعد قرار الرئيس الأميركي سحب قواته من سوريا، للصحافيين: «عندما لم يكن الأميركيون موجودين في المنطقة كنا نحارب الإرهاب، سنستمر في مهمتنا هذه، لكن بمواجهة الإرهاب هذا سيكون أمراً صعباً؛ لأن قواتنا ستضطر أن تنسحب من الجبهة في دير الزور لتأخذ أماكنها على الحدود مع تركيا».
وتابعت المسؤولة الكردية السورية أن «قوات سوريا الديمقراطية» قد لا تتمكن من مواصلة احتجاز سجناء تنظيم «داعش» إذا خرج الوضع في المنطقة عن السيطرة.
من جانبه، رياض درار، الرئيس المشترك لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، الذي كان يتحدث بجانبها خلال مؤتمر صحافي، إنه يأمل أن تلعب فرنسا دوراً أكثر فعالية في سوريا بعد أن قرر سحب القوات الأميركية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.