أعلنت وزارة الخارجية في ألبانيا ليلة الأربعاء الماضي عن طرد السفير الإيراني ودبلوماسي آخر «لإضرارهما بأمنها القومي»، فيما قالت «المقاومة الإيرانية (مجاهدين خلق)» إن السلطات الألبانية طردت الدبلوماسيين الإيرانيين على أثر تورط السفارة الإيرانية في مخطط اعتداء يستهدف معسكرها في ضواحي تيرانا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أدليرا بريندي للصحافيين في تيرانا إن الدبلوماسيين يشتبه في «تورطهما بنشاطات تضر بأمن البلاد»، مشيرة إلى اعتبارهما شخصين غير مرغوب بهما، وذلك دون أن تذكر السبب المباشر لطرد الدبلوماسيين الإيرانيين. لكن عضو «المقاومة الإيرانية» في ألبانيا حسين داعي الإسلام قال لـ«الشرق الأوسط» إن الطرد جاء على خلفية إحباط مخطط لمهاجمة احتفال لـ«مجاهدين خلق» بسيارة مفخخة في مارس (آذار) الماضي، فيما أشارت وسائل إعلام ألبانية إلى أن القضية تعود إلى إحباط اعتداء إيراني استهدف مباراة للمنتخبين الألباني والإسرائيلي في تيرانا ضمن تصفيات كأس العالم الأخيرة.
وأفادت وكالة «رويترز» نقلا عن الخارجية الألبانية بأنها تشاورت مع شركائها في حلف شمال الأطلسي بشأن القرار.
وامتنعت الخارجية الألبانية عن الإشارة إلى اسم الدبلوماسيين اللذين طلبت منهما مغادرة أراضيها. وبحسب داعي الإسلام فإن السلطات الألبانية قبل طرد الدبلوماسيين طردت إيرانيين على صلة بالسفارة الإيرانية في مارس الماضي يشتبه في ارتباطهما بالاستخبارات الإيرانية عقب إحباط العملية، وأضاف أن «(مجاهدين خلق) قدمت معلومات للسلطات الألبانية عن دور مسؤولين في السفارة وهم أعضاء في وزارة الاستخبارات» مشيرا إلى أن السفير الإيراني غلام حسين محمدنيا «شغل منصب مساعد وزير الاستخبارات الإيراني للشؤون الدولية قبل تكليفه بمهام السفير في 2016».
وتابع داعي الإسلام أن الدبلوماسي الآخر يدعى «مصطفى رودكي، وكان في دائرة الاستخبارات بالسفارة الإيرانية في النمسا سابقا، قبل الانتقال إلى ألبانيا في 2017».
في المقابل، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، بقرار ألبانيا طرد دبلوماسيين إيرانيين اثنين، وقال إن القرار يستند إلى «معلومات استخباراتية ملفقة» وتم اتخاذه بضغط من إسرائيل والولايات المتحدة؛ بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال قاسمي: «أعتقد أن هذه خطوة تهدف إلى الإضرار بعلاقات إيران مع أوروبا في هذا التوقيت الحساس» مضيفا: «من الواضح أنه إجراء اتخذ تحت ضغط من إسرائيل وأميركا... نتوقع من ألبانيا احترام استقلاليتها».
وجاء في بيان للوزارة: «هذا التصرف غير المبرر للحكومة الألبانية... يستند تماما إلى معلومات استخباراتية كاذبة وملفقة، وهو غير مقبول ومدان».
وقد يوجه الإعلان عن إحباط مخطط إرهابي آخر في أوروبا انتكاسة أخرى لمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي تقود حملة الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا لفتح قناة مالية مع إيران، وذلك بموازاة جهود روسية وصينية للبحث عن سبل لتخطي القيود الأميركية.
وقالت السفارة الأميركية في تيرانا أمس إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدم في رسالة الشكر لألبانيا لطردها دبلوماسيين إيرانيين، بينهما السفير.
ويعود تاريخ الرسالة إلى ما قبل 6 أيام من الإعلان رسميا عن خبر طرد السفير الإيراني.
وقدم ترمب الشكر لرئيس الوزراء الألباني إيدي راما في خطاب؛ «لجهوده القوية لمواجهة إيران وأنشطتها لزعزعة الاستقرار وجهودها لقمع المعارضة في أنحاء العالم».
وقال ترمب إن قرار الطرد بمثابة مثال على «جهودنا المشتركة لكي نظهر للحكومة الإيرانية أن أنشطتها الإرهابية سوف تكون لها عواقب وخيمة».
ورحب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بهذه الخطوة. وقال بومبيو إنه يثني على طرد الدبلوماسيين الإيرانيين. وأضاف في تغريدة عبر «تويتر»: «يجب أن يقف العالم معا لفرض عقوبات على نظام إيران حتى يغير سلوكه التدميري»، مشيرا إلى إحباط الدول الأوروبية 3 مؤامرات إيرانية هذا العام وحده.
وعبر بولتون عن تأييده قرار ألبانيا. وقال على «تويتر»: «طرد رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما السفير الإيراني تواً، ليوجه إشارة لزعماء إيران بأن دعهم الإرهاب لن يتم التغاضي عنه... نحن نقف إلى جانب رئيس الوزراء راما والشعب الألباني في مواجهة سلوك إيران الطائش في أوروبا وفي أنحاء العالم».
ألبانيا تعلن إحباط اعتداء إرهابي وتطرد السفير الإيراني
واشنطن ترحب بـ«جهود» تيرانا لـ«مواجهة الإرهاب»... وطهران تندد
ألبانيا تعلن إحباط اعتداء إرهابي وتطرد السفير الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة