جنرالات وأكاديميون إسرائيليون ينصحون نتنياهو بتغيير سياسته تجاه الفلسطينيين

TT

جنرالات وأكاديميون إسرائيليون ينصحون نتنياهو بتغيير سياسته تجاه الفلسطينيين

في أعقاب سلسلة أبحاث معمَّقة، خرجت مجموعة من كبار الجنرالات والخبراء العسكريين والباحثين الأكاديميين في شؤون السياسات الاستراتيجية الإسرائيليين، بتحذيرات للحكومة بسبب سياستها الحالية، وتوصيات بتغيير هذه السياسة بشكل فوري.
وجاء في التوصيات التي وضعوها على طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن زبدة الأبحاث تشير إلى «ضرورة تغيير التوجه القائم، وتبني توجه جديد، لكي يستجيب بشكل لائق للمصالح الاستراتيجية الإسرائيلية، من دون الاكتفاء بالمصالح الآنية في كل مرة يندلع فيها التصعيد. فعلى خلفية التطورات التي تم تسجيلها خلال العام الماضي، لم تعد إسرائيل قادرة على الاتكاء على رؤية «الوضع القائم»، وهو وضع غير ثابت عملياً، وعلى فكرة أنها من خلال تحسين ظروف حياة السكان الفلسطينيين في الضفة، وفتح المعابر لإدخال البضائع والمنتجات الحيوية لسكان قطاع غزة، سيمكنها أن تحافظ على هدوء أمني، وأن تكسب المزيد من الوقت لكي تتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة في الشأن الفلسطيني، من دون أن تقوم بتحديد أهداف سياسية واضحة، ومن خلال تلافيها للمفاوضات.
وأضاف الخبراء في توصياتهم: «الفراغ السياسي القائم حالياً، يتيح أيضاً لزعماء الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الضغط على الحكومة بهدف دفعها لاتخاذ إجراءات يُنظر إليها باعتبارها إجراءات تسرّع عمليات الضم والإلحاق، وتمس نسيج الحياة المعقول للسكان الفلسطينيين في المنطقة، ونوعية التنسيق القائم مع أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. إن إسهام الأجهزة الأمنية الفلسطينية في خلق استقرار نسبي على مدار وقت طويل هو أمر لا يمكن التشكيك فيه، وقد ثبتت بالدليل القطاع نجاعته الفائقة على مدار الأيام الماضية، حين قامت تلك الأجهزة بقمع مظاهرات عنيفة مؤيدة لحماس، انطلقت في بلدات الضفة. وبنظرة استراتيجية، ليس من الصحيح الالتصاق بسياسات ترتكز على ردود الفعل فحسب، وتفضيل هذه السياسات على اتخاذ مبادرة تهدف لتصميم واقع أكثر استقراراً بالنسبة لإسرائيل. من المهم إدراك أنه وحتى في ظل غياب إعلان إسرائيلي رسمي يرتبط بتفضيل حل الدولة الواحدة، وحتى في ظل غياب خطوات حقيقية ساعية لضم أراضٍ من الضفة الغربية، فإن الواقع الذي يتشكل على الأرض هو واقع الدولة الواحدة. ولكي يمكن كبح الانزلاق نحو هذا الواقع، فإننا نقترح (خريطة طريق) استراتيجية تتكئ على أربع قوائم: الحفاظ على حرية الحركة الأمنية في كامل الأرض، مع الاهتمام بإجراء تقليص كبير لاحتمالات الاحتكاك بالسكان الفلسطينيين، واستمرار التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومساعدتها في فرض تمكين السلطة الفلسطينية، واستعراض الأفق السياسي: الاستعداد للدخول في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية على تسويات انتقالية، وينبغي العمل أولاً على معالجة قضايا يمكن حلها، وعلى تطبيق فوري للتفاهمات، والمساعدة الإسرائيلية للجهود الدولية والإقليمية في إعادة إعمار قطاع غزة، بشرط أن يتم الأمر من خلال السلطة الفلسطينية فور تجدد تمكينها في المنطقة».
ويحذر الخبراء الإسرائيليون من مغبة الاستمرار في المساس بمكانة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، ويؤكدون أن «مصلحة إسرائيل الاستراتيجية كامنة في استقرار السلطة الفلسطينية، في كونها قادرة على الفعل، وفي كونها عنواناً مسؤولاً، وسيكون من الخطأ، إسرائيلياً، السماح لـ(حماس) بإطلاق الإرهاب في الضفة الغربية، بالتوازي مع تمتعها بالتهدئة واحتمالات تعاظمها في القطاع».
ووقَّع على الوثيقة المذكورة كل من د. كوبي ميخائيل، الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي، المختص في مجال السلام والحرب والاستراتيجية والأمن القومي، الذي كان من المشاركين في صياغة وثيقة «استراتيجية جيش الدفاع» لعام 2015، والكولونيل في الاحتياط أودي ديكل، نائب رئيس معهد دراسات الأمن القومي الذي ترأس في الماضي دائرة المفاوضات مع الفلسطينيين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.