أميركا توافق على تزويد تركيا بصواريخ «باتريوت» وسط الجدل حول «إس 400»

أنقرة ربحت دعوى ضد قرار ترمب بشأن رسوم الصلب والألمنيوم

جنديان أميركيان قرب بطارية صاروخ {باتريوت} في غازي عنتاب في فبراير 2013 (أ.ف.ب)
جنديان أميركيان قرب بطارية صاروخ {باتريوت} في غازي عنتاب في فبراير 2013 (أ.ف.ب)
TT

أميركا توافق على تزويد تركيا بصواريخ «باتريوت» وسط الجدل حول «إس 400»

جنديان أميركيان قرب بطارية صاروخ {باتريوت} في غازي عنتاب في فبراير 2013 (أ.ف.ب)
جنديان أميركيان قرب بطارية صاروخ {باتريوت} في غازي عنتاب في فبراير 2013 (أ.ف.ب)

كشفت واشنطن، بشكل مفاجئ، عن أن وزارة الخارجية أخطرت الكونغرس بصفقة محتملة لبيع «أنظمة باتريوت» للدفاع الجوي والصاروخي إلى تركيا بقيمة 3.5 مليار دولار، وسط ضغوط تمارس على أنقرة من جانب المشرعين الأميركيين للتراجع عن صفقة صواريخ «إس 400» روسية الصنع التي وقّعتها مع موسكو في نهاية العام 2017.
وبحسب الإعلان الذي نشر الليلة قبل الماضية على الموقع الإلكتروني لوكالة التعاون الأمني الدفاعي، فإن الصفقة تضم 80 صاروخاً من طراز «باتريوت إم أي إي 104»، و60 صاروخاً من طراز «باك 3»، بالإضافة إلى المعدات المرتبطة به.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) هددت تركيا، الأسبوع الماضي، بعقوبات قاسية حال استمرارها في الحصول على منظومة «إس 400» الصاروخية الروسية. ودعا المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية لشؤون القيادة الأوروبية الأميركية إيريك باهون، أنقرة إلى عدم السير في إجراءات الحصول على نظام «إس 400». وقال إن مواصلتها تنفيذ آلية الحصول على هذه المنظومة الصاروخية، سيعرضها لمواجهة عقوبات قاسية، عملاً بالمادة 231 من قانون مكافحة أعداء أميركا عبر العقوبات.
وشدّد المتحدث العسكري الأميركي على أن دخول منظومة «إس 400» الروسية إلى الأراضي التركية، سيتسبب بنتائج كارثية على العلاقات العسكرية التي تربط الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسلطات أنقرة.
وأشار باهون إلى أن البنتاغون سيضطر في حال دخول هذه المنظومة إلى تركيا إلى إعادة مراجعة برنامج تزويد سلاح الجو التركي بمقاتلات «إف 35».
في المقابل، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا قررت شراء أنظمة «إس 400» الروسية للدفاع الجوي بدلاً من نظيرتها الأميركية، لأن «روسيا قدمت أفضل صفقة». وقال إن «صفقة (إس 400) أمر محسوم. وقد عقدنا هذه الصفقة وسنشتري هذه الأنظمة من روسيا بلا شك... خلال السنوات العشر الأخيرة حاولنا شراء أنظمة (باتريوت) من أصدقائنا الأميركيين، لكن لم نفلح في ذلك. وبعثنا بآخر رسالة إليهم قبل سنة ونصف السنة، لكننا لم نتلق جواباً». وأضاف: «في المستقبل، نحن مستعدون للعمل مع أي دولة، ولكن كانت لدينا ضرورة ملحة، ولذلك اشترينا (إس 400)».
وأكدت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» أمس تعليقاً على أنباء صفقة باتريوت، أن الصفقة لن تكون بديلاً عن صفقة «إس 400»، وأن تركيا تسعى لتنويع مصادر تسليحها وتقوية نظام دفاعها الجوي حتى يتسنى لها إنتاج منظومتها المحلية.
من جانبها، قالت موسكو إن بيع أنظمة صواريخ «باتريوت» الأميركية إلى تركيا لن يؤثر بأي حال من الأحوال في اتفاق موسكو وأنقرة بشأن صواريخ «إس400». وتعتبر الصفقة إذا تمّت هي الكبرى من نوعها بين أميركا وتركيا، ويتزامن الإعلان عنها مع توتر تعيشه الحدود الجنوبية لسوريا، بعد الدفع بتعزيزات عسكرية من قبل الجيش التركي لبدء عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها أميركا في شرق الفرات.
وحول التهديدات الأميركية بشأن عدم تسليم تركيا طائرات «إف 35» إذا مضت قدماً في تنفيذ صفقة «إس 400» مع روسيا، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا ستحصل على 20 طائرة من هذا الطراز كما هو متفق عليه، لافتاً إلى أن تركيا تشارك في إنتاجها.
على صعيد آخر، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، أن بلادها ربحت دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة، حول الرسوم الإضافية التي فرضتها واشنطن على واردات الصلب التركي. وقالت بكجان في تصريحات في إسطنبول، أمس، إن بلادها ربحت دعوى مرفوعة ضد واشنطن أمام منظمة التجارة العالمية، حول الرسوم المفروضة على واردات الصلب التركية.
وفي أغسطس (آب) الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن بلاده زادت الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية إلى الضعف (20 في المائة و50 في المائة على التوالي) بسبب قضية القس الأميركي أندرو برانسون الذي كان يحاكم بتهمة دعم الإرهاب قبل الإفراج عنه في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والسماح له بالعودة إلى بلاده. وأضافت الوزيرة التركية: «كما ربحنا دعوى سابقة ضد المغرب حول الصلب والحديد... لدينا فريق محترف، سنواصل القيام بأمور رائعة».



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.