عروض الأزياء... سخاء ميزانياتها وسحر أماكن عرضها يعززان أهميتها تجارياً

مصمم دار «لويس فويتون» يفتتح عبر «إنستغرام» مجدداً ملف الـ«كروز»

سفينة «لابوزا» في عرض «شانيل»
سفينة «لابوزا» في عرض «شانيل»
TT

عروض الأزياء... سخاء ميزانياتها وسحر أماكن عرضها يعززان أهميتها تجارياً

سفينة «لابوزا» في عرض «شانيل»
سفينة «لابوزا» في عرض «شانيل»

نشر نيكولا غيسكيير، مصمم «لويس فويتون» في الأسبوع الماضي تعليقا على صفحته في «إنستغرام»، يعلن فيها أن عرض الدار الفرنسية من خط «الكروز» القادم، والمفترض أن يكون في الثامن من شهر مايو (أيار) العام المقبل، سيقام في نيويورك. ولمن لا يعرف أي شيء عن عروض «الكروز» فهي تقام سنوياً في شهر مايو، لهذا ليس غريباً أن يكون أول ما سيتبادر إلى الذهن بعد قراءة التعليق أن الوقت جد مبكر عن الإعلان عن مكان العرض. غير أن الأمر ليس بهذه البساطة، فقد يكون الأمر أيضاً تسويقاً، أو بالأحرى تذكيراً بأن الأزياء التي عُرضت في شهر مايو الماضي قد تم طرحها مؤخراً في المحلات لتنافس تشكيلات الخريف والشتاء التي أصبح وقتها محسوباً، لأنها ستتعرض قريباً إلى حملة تنزيلات كبيرة للتخلص منها لتحل محلها أزياء الربيع والصيف. خط الكروز في المقابل هو لكل المناسبات ولا يعترف بموسم أو فصل.
تعليق نيكولا غيسكيير يؤكد حقيقة باتت تعرفها أوساط الموضة جيداً، وهي أن البحث عن مكان مناسب لإقامة عرض الـ«كروز» بالنسبة لأي دار أزياء، أمر في غاية الأهمية. يبدأ قبل عام تقريباً من العرض إن لم يكن أكثر، بواسطة فريق متخصص، تقتصر مهمته على البحث عن وجهات تُلهب الخيال. الشرط أن تربطها بالدار علاقة ما، مثل وجود زبونات مهمات فيها، تريد استقطابهن أو الإبقاء عليهن، أو افتتاح محل رئيسي فيها وما شابه من أمور. فهذا الخط، كما تؤكده أرقام المبيعات، أصبح بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً لبيوت الأزياء والمصممين على حد سواء، وبالتالي لا يمكن التهاون فيه أو الاستهانة به.
لا تهم تكلفة عروضه حتى وإن تعدت الملايين من الدولارات، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل دار تستضيف نحو 600 ضيف أو أكثر على حسابها الخاص. من رحلات جوية من الدرجة الأولى إلى إقامة في فنادق فخمة من فئة الخمس نجوم، مروراً ببرامج ترفيهية لا تنتهي. فعندما أقامت «شانيل» عرضها في دبي لأول مرة، مثلاً، تردد أنها صرفت نحو 1.7 مليون دولار أميركي. المبلغ رغم ضخامته إذا أخذنا بعين الاعتبار أن العرض لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة تقريباً مُبرر لأنه يُرسخ مكانتها ويُشعل الحلم بمنتجاتها، لا سيما وأنها تعرف مُسبقاً أنها ستسترجع هذه الملايين أضعافاً مضاعفة. فهذا الخط يشكل حالياً نحو 70 في المائة من المبيعات بالنسبة لجميع بيوت الأزياء. ما يؤكد أهمية ذلك، تصريح سابق لرئيس دار «شانيل» التنفيذي برونو بافلوفسكي، أنه يأتي في المرتبة الثانية من حيث المبيعات، وأحياناً الأولى، من بين الثمان تشكيلات التي تقدمها الدار سنوياً.
ما يُحسب له أنه يبقى في المحلات مدة أطول من التشكيلات الموسمية الأخرى. فبالإضافة إلى مراعاته لتغيرات أحوال الطقس فإنه يأخذ بعين الاعتبار تغيرات الخريطة الاجتماعية والاقتصادية أيضاً.
دور أزياء أخرى لم تُقصر في هذا المجال، مثل «ديور» و«غوتشي» و«لويس فويتون» و«برادا» وغيرهم ممن لهم الإمكانيات لإقامة عروض بإخراج ضخم. يؤكدون دائماً أن هذه العروض ليست عن الأزياء وحدها بقدر ما هي محاولة لتقديم تجربة يخصون بها ضيوفاً منتقين بعناية يريدونهم أن ينغمسوا في عالمهم الخاص، ولا بأس في الوقت ذاته أن يستقطبوا زبائن جدد لهم طموحات بدخول هذا النادي في يوم من الأيام. فحتى إن لم يتمكنوا من حضور هذه العروض، أو شراء قطعة أزياء باهظة الثمن، فإنهم سيُوفرون لشراء حقيبة يد أو حذاء أو حتى عطر، يحمل اسم الدار ويحملهم إلى عالم بعيد لا يربطهم به سوى الحلم والأمل.
المتعارف عليه في مايو من كل عام أن السفر إلى مكان بعيد وجديد مثل هافانا بكوبا أو لوس أنجليس أو اليابان أو جنوب كوريا وما شابه من وجهات، يعتبر جزءاً مهماً من التجربة ككل. هذا العام، وخلافاً للأعوام السابقة، كان اللافت أن أغلب بيوت الأزياء الفرنسية أو المملوكة لمجموعات فرنسية مثل «إل إف إم إتش» و«كيرينغ» اختارت البقاء في فرنسا، فيما أعطى انطباعاً بأنه حملة ترويجية للسياحة المحلية. بينما اختارت «شانيل» «لوغران باليه» وسط باريس، توجهت «غوتشي» إلى آرلز، جنوب فرنسا و«لويس فويتون» إلى «سانت بول دي فنس» أيضاً بجنوب فرنسا و«ديور» إلى «شانتيلي» شمال باريس. لا يمكن اتهام أي من هاته البيوت، بالتقشف أو بأنها تريد تقليص ميزانياتها، لأن هذا ليس وارداً. ما يمكن قوله إنه، وبكل بساطة، كان دعماً للاقتصاد الفرنسي، الذي تضرر في عهد فرنسوا هولاند، الرئيس الفرنسي السابق وانتعش في عهد الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون. وهكذا قدمت دار «غوتشي» عرضها في مقبرة رومانية قديمة، أشار إليها دانتي في كتابه «الجحيم»، الأمر الذي زاد من رهبة الأجواء ودرامية الأزياء. قالت الدار إن الحضور تعرفوا فيها على مكان تاريخي. لكن ما لم تتوقعه الدار أنها روجت بطريقة غير مباشرة للمنطقة التي لم يكن يضعها السياح ضمن أولوياتهم من قبل.
«ديور» هي الأخرى بقيت في فرنسا واختارت قصر شانتيلي، وتحديداً إسطبله الشهير الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، لكن أنظارها وروحها كانت موجهة نحو المكسيك. منذ الثانية الأولى التي بدأ فيها العرض، ظهرت فرقة مكسيكية مكونة من 8 فارسات على صهوة جياد وهن في فساتين بتنورات واسعة وطويلة تشدها من الخصر أحزمة عريضة من تصميم الدار في صورة أرادتها المصممة ماريا غراتزيا كيوري أن تكون امتداداً حملة نسوية بدأتها منذ توليها الإدارة الفنية للدار.
من جهتها، اختارت «لويس فويتون» الريفييرا الفرنسية. تبريرها أنها شهدت افتتاح أول محل لها فيها خارج باريس. كان ذلك في عام 1908، وقالت إنه كان تلبية لطلبات زبائن من أمثال الكاتب فرانسيس سكوت فيزتجرالد وفرنسواز ساغان وويليام سومرست موغام، ممن كانوا يعشقون المنطقة ومنتجات الدار على حد سواء. ولمزيد من التبرير، أشار مصممها غيكسيير أن اختيار متحف مايغت بالذات كمسرح للعرض يُمثل نوعاً آخر من السفر. أي السفر بمعنى الاكتشاف. رأي ربما كانت غابرييل شانيل ستختلف معه لو سمعته وهي على قيد الحياة، لأن فكرتها عن السفر هي البحر بمياهه اللازوردية وشعابه المرجانية والترحال من منطقة إلى أخرى برفاهية.
وهذا تحديدا ما احترمته الدار في عرضها لعام 2019. ظلت وفية لفكرة الـ«كروز» كما رسمت هي خطوطه في بداية القرن الماضي، إلى حد القول إن كارل لاغرفيلد ترجم هذه الخطوط بأسلوب شبه حرفي بتشييده سفينة أطلق عليها اسم «لابوزا» وصل طولها إلى 148 متراً. للدلالة على حجمها الكبير، فإنها استوعبت نحو 900 شخص استضافتهم الدار على حسابها. حينها صرح مصممها لاغرفيلد أنه كان ينوي أن يأخذهم في رحلة «كروز» حقيقية على شواطئ سانت تروبيه لمدة 24 ساعة، لكن لأسباب لوجيستية تم إلغاء الفكرة والاكتفاء ببناء سفينة تتوفر فيها كل عناصر الراحة، وتحاول المزج بين الإبهار والحقيقة، بإضافة مؤثرات مهمة مثل صوت طائر النورس والأبواق التي افتتح بها العرض، إضافة إلى الموج المتلاطم وما شابه من أمور.
لكن القاسم المشترك بين كل هؤلاء كانت الأزياء، بأقمشتها وألوانها وخطوطها. فالزبون إلى أي محل من محلات هؤلاء، من الآن إلى شهر فبراير (شباط) المقبل، سيلمس مدى نعومتها وخفتها كما سيُنعشه تفتح ألوانها ودعوتها لمعانقة الصيف والحياة. سيكتشف كيف أنها مناسبة لكل الفصول والمواسم وبأنها قطع يمكن أن تبقى معه طويلاً إن تريث في اختيارها، لأنها مزيج جميل بين أزياء موسمي الخريف والشتاء وموسمي الربيع والشتاء.
رغم أن هذا الخط يشهد انتعاشا كبيرا في العقود الأخيرة، فإن البداية كانت في عام 1919 على يد الآنسة غابرييل شانيل. خلال عطلاتها في دوفيل والريفييرا الفرنسية، انتبهت أن هناك شريحة كبيرة من الناس تبحث عن الشمس في عز الشتاء، ولم تكن تجد أزياء ملائمة، من حيث الأقمشة والتصاميم. كان النساء يقضين إجازاتهن في الشواطئ الفرنسية أو على اليخوت بأزياء رسمية تُقيدهن وتحرمهن من الانطلاق، فما كان منها إلا أن طرحت مجموعة بأقمشة منتعشة مثل القطن والجيرسيه، علماً بأن هذا الأخير، أي الجيرسيه، لم يكن يستعمل من قبل في التصاميم الأنيقة. كان استعماله يقتصر على الملابس الرجالية الداخلية. لكنها بحسها المعهود، وحسبما يقول البعض أيضاً، لشح ميزانيتها آنذاك، استعملته في بنطلونات واسعة وجاكيتات مريحة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من خزانة المرأة الأنيقة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، التي وجدت فيها بُغيتها وراحتها. ومع ذلك لم تتبلور الفكرة كخط مستقل وقائم بذاته، بل ظلت فقط على شكل مجموعات جانبية ومحدودة جداً. بعد مرور قرن من الزمن، وتحديداً في عام 2000، أحيى كارل لاغرفيلد هذا التقليد. لكن شتان بينه في الماضي وبينه الآن. على العكس من غابرييل شانيل، حلق به كارل لاغرفيلد إلى عوالم بعيدة بلغة سلسة وراقية جعلت الكل ينتظره بلهفة. طبعاً لا ننسى أن الإمكانيات المتاحة له أكبر مما كانت تتوفر الآنسة غابرييل عليه في بداية القرن الماضي. بحس تجاري قوي، انتبهت الدار أن النتائج مضمونة ولا يمكن أن يستهان بها في عصر أصبحت فيه للموضة عدة أوجه تتطلب أدوات متنوعة لتجميلها وتلميعها حتى تتميز عن غيرها. منذ عام 2000 لم يعد هذا الخط يقتصر على من يتوفرون على يخوت أو إمكانيات عالية فحسب، بل أصبح يخاطب كل امرأة أنيقة تريد أزياء لا تعترف بزمان أو مكان. وهكذا زادت قوته سنة بعد سنة، خصوصاً مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وازدهارها. فقد قربت البعيد وحولت الصورة إلى أداة للتسويق. ومن هنا كان لا بد لهذه العروض أن تكون مبهرة شكلاً ومضموناً. الشكل من خلال الأماكن البعيدة التي تختارها والإخراج والديكورات وغيرها، والمضمون من خلال أزياء تجمع الكلاسيكي بالعصري مع بعض الابتكار الجريء الذي لا يتوفر في التشكيلات الموسمية التقليدية. كارل لاغرفيلد، الذي يمكن القول إنه كان عراب هذا الخط، شعر بأن الموضة بشكلها القديم، موسم للخريف والشتاء وموسم للربيع والصيف، لم تعد تكفي أو تُلبي حاجة أسواق عالمية متعطشة لأزياء لا تقل جمالاً وابتكاراً. مهم أن تكون بأسعار أقل مع الاستفادة منها في مناسبات ومواسم أكثر، بغض النظر عن أحوال الطقس. الآن قد لا يكون هذا الخط محتكراً من قبل النخبة فحسب، لكنه لا يزال يتضمن بين ثناياه وفكرته، كل معاني الرفاهية والفخامة. فهذا ما تريد هذه العروض الضخمة، التي تقام في أماكن بعيدة أن ترسخه.


مقالات ذات صلة

«تيفاني أند كو» تُشعل مجوهراتها بالنيران والشهب

لمسات الموضة أقراط أذن من مجموعة «شوتينغ ستار» من الماس والذهب الأصفر والجمشت (تيفاني أند كو)

«تيفاني أند كو» تُشعل مجوهراتها بالنيران والشهب

للكثير من بيوت الأزياء أو المجوهرات ولادتان: ولادة تأسيسية؛ بمعنى تاريخ انطلاقها، وولادة ثانية تكون في الغالب إبداعية تبث فيها روحاً فنية تغير مسارها وتأخذها…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة حشد من رجال الشرطة والجيش لتأمين العاصمة الفرنسية قبل افتتاح ألعاب باريس (رويترز)

ماذا أرتدي في الأولمبياد؟ كن أنيقاً وابقَ مرتاحاً

الإرشادات المناسبة للملابس لتحقيق التوازن بين الأناقة والراحة عند حضور الألعاب الأولمبية الصيفية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
لمسات الموضة من مجموعة "عريس صيف 2024" للمصمّم اللبناني نمر سعادة (دار أزياء نمر سعادة)

«عرسان» نمر سعادة يرتدون البدلة الملوّنة

ذهب مصمّم الأزياء اللبناني المتخصّص في الموضة الرجاليّة إلى أقصى الجرأة، عندما قرّر أن يُلبِس عريس الموسم بدلة ملوّنة.

كريستين حبيب (بيروت)
لمسات الموضة يقدر سعرها بأكثر من مليون دولار والأحجار هي السبب (فابيرجيه)

بيضة «فابيرجيه» الجديدة بمليون دولار… فمن يشتري؟

بيضة بمليون دولار.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أشرف على المشروع فريق  من الباحثين من مختلف المجالات وكبار الخبراء في الذكاء الاصطناعي، واستغرق العمل عليه 3 سنوات (برونيللو كوتشينيللي)

كيف زاوج برونيللو كوتشينيللي بين الأعمال اليدوية والتكنولوجيا

من المفترَض ألا يفاجئنا المصمم برونيللو كوتشينيللي، وهو يقدم لنا درساً عن الزواج المثالي بين الإبداع البشري وقدرات الذكاء الاصطناعي، وهو الذي يبيع لنا بدلات…

جميلة حلفيشي (لندن)

دار «ديور» تدافع عن نفسها

دار «ديور» تدافع عن نفسها
TT

دار «ديور» تدافع عن نفسها

دار «ديور» تدافع عن نفسها

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، واستنفرت وسائل الإعلام أقلامها في الأسابيع الأخيرة، تدين كلاً من «ديور» و«جيورجيو أرماني»، بعد إعلان هيئة المنافسة الإيطالية أنها بدأت التحقيقات في فروع شركتي الأزياء الفاخرة «أرماني» و«ديور» بشأن مزاعم حول استغلال العمال في سلاسل التوريد الخاصة بهما.

وأضافت الهيئة أن الشركتين، في بعض الحالات، باعتا منتجات من ورش عمل، يتقاضى العاملون فيها أجوراً زهيدة، ويخضعون لساعات عمل طويلة، ويعملون وسط انتهاك قواعد السلامة، وبأن هذه الحقائب لا تُكلف سوى 57 يورو تقريباً، لتباع بأكثر من 3000 يورو.

تفند «ديور» الأكاذيب بأن المصنع مسؤول عن حقائبها النسائية وتؤكد أنها تتعامل معه لتجميع جزئي للسلع الرجالية فقط

بعد صمت، نشرت مجموعة «إل في إم آش» المالكة لـ«ديور» رسالة حصلت عليها «الشرق الأوسط»، تدافع فيها عن نفسها، وتشرح ملابسات القضية، مكذبة الادعاءات التي جرى نشرها، ومؤكدة بأنها تدين بشدة أي أفعال أو ممارسات غير عادلة في حق العمال.

وأشارت المجموعة إلى أن هذه الممارسات تتعارض تماماً مع قيم «ديور» وأسلوبها في العمل. فهي تحاول منذ زمن طويل إقامة علاقة صحية وطويلة المدى مع الحرفيين، ودعمهم أينما كانوا، ولا سيما في إيطاليا.

وبررت موقفها بأنها لا تتعامل مع العمال بشكل مباشر، بل من خلال موردين، نجحوا في إخفاء هذه الممارسات عليها، رغم عمليات التدقيق التي كانت تقوم بها بشكل منتظم.

وتتعاون «ديور» حالياً مع المسؤول الإيطالي المشرف على القضية والسلطات الإيطالية، مع تعهدها بأنها لن تتعامل مع هؤلاء الموردين في المستقبل.

وفنّد البيان أيضاً الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تداولتها وسائل الإعلام، وتفيد بأن الموردين المعنيين أنتجوا حقائب يد نسائية وبأسعار مخفضة لا تكلف سوى 57 يورو تقريباً لتباع بأكثر من 3000 يورو، بينما الحقيقة أن التعامل مع هؤلاء الموردين يقتصر على تجميع جزئي فقط للسلع الجلدية الرجالية، وهذه أسعارها أقل بكثير مقارنة بالحقائب النسائية، ومن ثم، فإن هامش ربح دار «Dior» يتماشى تماماً مع هامش الربح في صناعة المنتجات الفاخرة عموماً.

وتعهدت «ديور» بأنها ستتابع تطور منتجاتها الحرفية ولا سيما دمج الإنتاج في مشاغلها الخاصة وستستمر في تقديم أفضل ظروف العمل لجميع الذين يساهمون، بالتزام ومعرفة رائعة، لضمان منتجات عالية الجودة.

وكانت هيئة المنافسة الإيطالية قد فتحت تحقيقاً يستهدف مجموعة «جورجيو أرماني» للمنتجات الفاخرة والفرع الإيطالي من «ديور»، للاشتباه في إهمالهما ظروف عمل المتعاقدين معهما من الباطن.

وأشارت هيئة المنافسة إلى أن عمليات تفتيش أُجريت الثلاثاء الماضي بدعم من وحدة مكافحة الاحتكار الخاصة والحرس المالي الإيطالي، في مقرّي «جورجيو أرماني» و«ديور إيطاليا».

ولفتت إلى أن «الشركتين ركّزتا على الجودة والحرفية»، مضيفةً «لإنتاج بعض السلع والإكسسوارات، يشتبه في أنهما استخدمتا ورش عمل ومصانع توظّف أشخاصاً يتقاضون رواتب غير عادلة». وأضافت «أنّ هؤلاء الموظفين يعملون لساعات أطول من الحد الأقصى المسموح به قانوناً، وفي ظل ظروف صحية غير مناسبة، خلافاً لمعايير التميّز في التصنيع التي تفتخر بها الشركتان».

من جانبها، أكدت مجموعة «أرماني» في بيان نقلته «وكالة الأنباء الفرنسية» أن «الشركات المعنية ملتزمة تماماً بالتعاون مع السلطات»، معتبرة أن «الادعاءات لا أساس لها من الصحة»، وأن «التحقيق سيفضي إلى نتيجة إيجابية».