تذكر باريس، فتتبادر إلى الذهن أسماء كثيرة في مجال الجواهر، مثل «كارتييه» و«فان كليف أند أربلز» و«بوشرون» وغيرها. تذكر صناعة الجواهر في مصر فيقفز إلى الذهن اسم واحد هو عزة فهمي. فهذه المرأة التي تنحدر من سوهاج، استطاعت بإرادتها القوية أن تحول ما كان يعتبر حرفاً تقليدية إلى صناعة قائمة بذاتها تحظى بصدى عالمي. الجميل في كل هذا أنها لم تحتج أن تتنصل من إرثها المتجدر في هذه الحرف التقليدية لكي تصل إلى ما وصلت إليه. بالعكس، كان هذا الإرث مكمن قوتها.
لهذا ليس غريباً أن تغرف منه، أو على الأقل تعود إليه في كل موسم، حيث عودتنا أن تستلهم تارة من الفراعنة والحروف الهيروغليفية، وتارة من الطبيعة وكائناتها الحية أو فنون عمارتها. أطلقت على مجموعتها الأخيرة اسم «نوبيا» وكانت تحية نوبية حارة، فسرتها المصممة المخضرمة إلى حنين إلى جذورها، كون والدها مصرياً وأمها سودانية، وأيضاً إلى أول مجموعة قدمتها وكانت هي الأخرى تتناول «بيوت النيل»، وهو العنوان الذي أطلقته عليها حينها. لا تُخفي أنها كانت ولا تزال ضعيفة أمام جمال الطبيعة والحياة في جنوب مصر. تُضيف بأن حبها للثقافة النوبية زاد خلال دراستها في معهد الفنون الجميلة، لأنها اكتشفت أن ألوان البيوت النوبية من الخارج وديكوراتها من الداخل، بهيجة تشرح النفس. ورغم أن فكرة المجموعة وُلدت من حالة حنين، فإنها تبلورت في الهند، حين وقعت عينا عزة فهمي وهي تزورها على جوهرة زرقاء ذكرتها بالبيوت النوبية، التي كانت معظمها مغطاة بالذهبي والفضي. عادت وبدأت أبحاثها، وتقول إنها وجدت في أرشيف الفنان حسن فتحي من الصور الفوتوغرافية ما يُلهب الخيال. والنتيجة كانت قطعاً هندسية مثل خاتم أخذ شكل بيت بكل تفاصيله والتفاصيل المحيطة به، يطل على بحيرة ناصر من خلال حجرة فيروزية. ولا يختلف اثنان أن هذا الخاتم يُغني عن أي قطعة أخرى كما سيكون محور جذب وحديث، وربما هذا ما تأمله المصممة، التي ستحتفل في العام المقبل بمرور 50 عاماً على تأسيسها دار «عزة فهمي».، بشكله الهندسي هذا، يعتبر التصميم فريداً من نوعه. فحتى المهندس المعماري فرانك غيري، وعندما تعاون مع دار «تيفاني» من خلال مجموعة كان من المفترض أن تعكس أسلوبه في فن العمارة، اكتفى بالخطوط ولم يفكر في بناء بيت متكامل الأطراف على قطعة جواهر. عزة فهمي في المقابل، لا تعترف بالمستحيل بل تتعامل معه كتحدٍ، وهو ما جسدته في قلادات وخواتم أخرى تُمثل جدرانا وشبابيك وأبواب بيوت من الفضة والذهب والأحجار.
9:17 دقيقه
عزة فهمي تبني بيوتاً وأسواراً من الذهب والفضة
https://aawsat.com/home/article/1511461/%D8%B9%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%87%D9%85%D9%8A-%D8%AA%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%88%D8%AA%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B6%D8%A9
عزة فهمي تبني بيوتاً وأسواراً من الذهب والفضة
مجموعتها الأخيرة تحية صريحة للهندسة النوبية
عزة فهمي تبني بيوتاً وأسواراً من الذهب والفضة
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة