بوتين يتوعد بمواصلة «حرب بلا رحمة على الإرهاب» في سوريا

حذر من محاولات «انقضاض العصابات مجدداً»... وشويغو دافع عن مسار آستانة

TT

بوتين يتوعد بمواصلة «حرب بلا رحمة على الإرهاب» في سوريا

صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مفاجئ أمس، من لهجته تجاه الوضع في سوريا، وتعهد بمواصلة حرب «بلا رحمة» ضد من وصفها بـ«العصابات الإرهابية التي تحاول الانقضاض مجدداً» في رسالة بدت لافتة، بعد تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن موسكو «أنجزت مهامها الرئيسية» في سوريا، و«استكملت سحب الجزء الأكبر من قواتها».
وقال بوتين خلال اجتماع لقيادة وزارة الدفاع الروسية، جرت خلاله مناقشة مجريات عام 2018، والتحديات التي تواجهها روسيا في العام المقبل، إن الأوضاع في سوريا «تميل تدريجياً نحو الاستقرار، بعد القضاء على القوات الأساسية للمسلحين»؛ لكنه حذر من محاولات مستمرة تقوم بها «عصابات مسلحة» لتعزيز وضعها وشن هجمات جديدة، متوعداً بمواصلة الحرب على الإرهاب، و«تقديم كل المساعدة اللازمة للحكومة السورية في هذا الشأن».
ولفت بوتين إلى أن العسكريين الروس يقومون بمهام «متعلقة بحفظ السلام، وتقديم المساعدات الإنسانية، ويساعدون في استعادة السلام والاستقرار إليها، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا». وأعرب الرئيس الروسي عن رضاه عن مستوى التقنيات العسكرية الروسية والقوات من القطاعات المسلحة المختلفة التي خاضت الحرب في سوريا، وعززت من قدراتها بشكل كبير. وزاد أن تطوير جميع أنواع القوات المسلحة الروسية وتزويدها بأحدث أنواع الأسلحة والعتاد جرى في عام 2018 بشكل متوازن، وفقاً للخطط المطروحة، مضيفاً أن الأولوية في العام المقبل ستكون لتعزيز القوات النووية الاستراتيجية، وبدء تشغيل المنظومات الصاروخية المتطورة، القادرة على التصدي لأحدث أنواع المضادات للصواريخ.
وأشار إلى منظومة «أفانغارد» الصاروخية، التي من المقرر أن يبدأ إنتاجها التسلسلي وإمداد الجيش الروسي بها قريباً. كما شدد على أن بلاده أولت اهتماماً خاصاً خلال 2018 بمواصلة تعزيز «الثالوث النووي» الروسي (الطيران والصواريخ والغواصات الحاملة للأسلحة النووية الاستراتيجية)، موضحاً أن حصة الأسلحة الحديثة في هذه القطاعات بلغت 82 في المائة.
وأكد الرئيس الروسي أن موسكو أحرزت «نجاحات ملحوظة في إنتاج الأسلحة المتطورة»، موضحاً أن «خطط إنتاج هذه الأسلحة سوف تتضاعف بما يضمن أمن البلاد للعقود المقبلة، وسيعزز توازن القوى، وبالتالي الاستقرار في العالم»، محذراً من أن «منظوماتنا الجديدة تجعل هؤلاء الذين اعتادوا على الخطاب العدواني والحربي يفكرون جيداً».
وكان لافتاً أن بوتين تعمد وهو يمتدح أداء السلاح الروسي، أن يغمز قناة السلاح الأميركي في سوريا والعراق، إذ رأى أن «فعالية استخدام واشنطن للصواريخ المجنحة (توماهوك) في سوريا والعراق، لا تزيد على 30 في المائة». وزاد أن «هذه الصواريخ أصبحت قديمة بالفعل، وفقاً لبيانات خبرائنا العسكريين، وبالطبع تحتاج إلى تحسين».
وقدم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمام الاجتماع، تقريراً شاملاً عن الوضع العسكري في سوريا، وأعلن «استكمال انسحاب الجزء الأساسي من القوات الروسية المشاركة في عملية محاربة الإرهاب في سوريا، بعد تحرير 96 في المائة من أراضي البلاد، من سيطرة التنظيمات الإرهابية».
ورأى أن عمليات التقليص وصلت إلى «المستوى الكافي لتنفيذ العمليات المطلوبة راهناً»، مشيراً إلى أن «الوجود العسكري الروسي في سوريا، انخفض حتى المستوى المماثل لما هو في قرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا». وأضاف في تقريره أن «سلاح الجو الروسي خفض وتيرة عملياته القتالية في سوريا من 100 - 120 تحليقاً في اليوم، إلى 2 - 4 تحليقات أسبوعياً، وهي تهدف غالباً إلى جمع معلومات استخباراتية إضافية».
لكن شويغو أوضح في الوقت ذاته، أن القوات الروسية التي تم سحبها من سوريا «لم تكن أصلاً ضمن المجموعات العسكرية التي أرسلتها موسكو إلى قاعدتي حميميم وطرطوس». في إشارة إلى عزم موسكو الإبقاء على الوجود الكامل في القاعدتين.
وقال الوزير إن العمل جارٍ على تهيئة الظروف السياسية للحفاظ على سوريا كدولة موحدة، مؤكداً أن المفاوضات في إطار مسار آستانة قدمت «أقوى زخم إلى الحوار السياسي في البلاد»، بالإضافة إلى مؤتمر «الحوار الوطني السوري» الذي عقد في سوتشي أوائل العام الجاري، وأسفر عن إطلاق عملية تشكيل اللجنة الدستورية السورية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.