رحلة مع الفنان المصري أحمد عبد العزيز: أبهرني الشعب الألماني بنظامه وفيينا بمعمارها وورودها

TT

رحلة مع الفنان المصري أحمد عبد العزيز: أبهرني الشعب الألماني بنظامه وفيينا بمعمارها وورودها

أثرى الفنان المصري أحمد عبد العزيز الوجدان العربي من خلال أدواره الجادة في أعماله الفنية، ومن أشهرها مسلسلات «ذئاب الجبل» و«المال والبنون»، و«من الذي لا يحب فاطمة» و«الأب الروحي»، وفيلم «حارة برجوان» و«التحويلة» وغير ذلك. والسفر بالنسبة له إضافة حقيقية له على المستويين الإنساني والثقافي، كما يحمل له ذكريات طريفة. أما التسوق أثناء السفر فله معه حكايات يقول:

- أحب السفر، فهو فرصة للاستمتاع كما للترفيه والتعلم، من حيث خوض تجارب حياتية جديدة، وبالتالي فهو يضيف لي الكثير، على المستويين الإنساني والثقافي. لا توجد دولة معينة أريد أن أعيد الكرة إليها، لأني أفضل التغيير، واكتشاف وجهات جديدة في كل مرة. من الدول التي استمتعت بزيارتها كثيراً إنجلترا، حيث أحرص على ارتياد مسارحها وحضور عروضها المتنوعة، ألمانيا أيضاً كانت اكتشافاً على المستوى الإنساني. أعجبتني طباع شعبها، واحترامهم للنظام العام والنظافة والوقت، وتقديس العمل. من المدن التي لا أنساها «فيينا»، لأنها كانت بالنسبة لي بمثابة متحف مفتوح. انبهرت بالطراز المعماري الكلاسيكي، واستوقفتني علاقة الناس بمدينتهم، وحرصهم على تحقيق التنسيق الحضاري حتى عند اختيار الزهور التي يزينون بها الشرفات.
في فيينا قضيت أجمل الذكريات، أثناء تصوير مسلسل «ومن الذي لا يحب فاطمة». والحقيقة أن الرحلة كلها كانت ممتعة وطريفة، لأنها ضمت مجموعة مميزة من الفنانين مثل شيرين سيف النصر، وأحمد السقا وجيهان نصر. ولأول مرة سأروي ما تم في كواليس المسلسل: فقد فوجئنا في بداية الرحلة أن التصوير في فيينا لا بد أن ينتهي خلال أسبوع واحد بدلا من أسبوعين، لظروف إنتاجية، وهو ما نتج عنه حالة من الارتباك، وسبب استياء المخرج أحمد صقر. وهنا اقترحت عليه أن نطبق «أوردر مفتوح» للتصوير، بمعنى أن يستمر التصوير طوال اليوم!
وكان من نتيجة ذلك أن كل منا كان يحمل حقيبة على ظهره لتغيير ملابسه في الأماكن المختلفة، وكنا نصور هنا وهناك، إلى حد أنه أثناء تناولنا الطعام في مكان ما لو أعجبنا كنا نقرر التصوير فيه. وقد أدى ذلك إلى تكوين صداقات قوية بين فريق العمل الذين جمعت بينهم ذكريات جميلة وأجواء أسرية ساهمت في النجاح الكبير الذي حققه المسلسل. لكن كانت لي أيضا مواقف صعبة في رحلات أخرى، منها مثلا رحلة إلى العراق لتصوير مشاهد من فيلم «بابل حبيبتي». كان ذلك أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وتزامن حضوري فيها بضرب صاروخ على مدرسة ابتدائية، ورغم أنه لم يصب الأطفال لأنهم كانوا قد غادروا المدرسة قبلها بوقت قصير، فإن ذلك تسبب في قلق شديد في العراق، وبالطبع شعر فريق العمل، بالقلق من تجدد الهجمات الصاروخية. ولا أنكرك أننا عملنا في أجواء ترقب للأحداث. لكن الله سلم ولم يحدث وقتها شيء.
عندما أكون في مصر، فإني أحب السفر إلى شرم الشيخ ودهب ونويبع، ورأس محمد والغردقة، فهي وجهات سياحية رائعة بشواطئها وجبالها وهوائها النقي. ولكم يستهويني منظر النجوم التي يمكن رؤيتها بوضوح هناك. أيضا أحب الإسكندرية رغم ازدحامها، إلا أنها تبقى محتفظة بجمالها كواحدة من أجمل المدن الساحلية. في السفر تختلف عاداتي اليومية، حيث أحرص على المشي طويلا، وركوب المواصلات العامة، حتى أشاهد الأماكن المختلفة، كما أكون أكثر حرصا على الاستيقاظ والنوم في وقت مبكر. لكن ليس لدي «طول البال» ولا الطاقة للتسوق، وإن كنت أضطر إليه من أجل أسرتي. أخصص له بعض الوقت، وغالبا ما أستعين بصديق مقيم في الدولة التي أكون فيها ليرشدني إلى أفضل أماكن التسوق.
وقد وجدت في بانكوك على وجه التحديد، متعة في التسوق، نظرا للتنوع الواسع في أماكن التسوق، وهو ما يختصر الوقت والجهد. فكل شيء متاح أينما توجهتم، كل شارع تقريبا لا يخلو من بضائع مميزة، لا سيما فيما يتعلق بالمعدات الخاصة بالإصلاحات المنزلية، التي قد أضطر أحيانا إلى القيام بها بنفسي.
بالنسبة للأكل، فإني أفضل المطبخ الإيطالي في السفر، لأنه مضمون ومطاعمه متوفرة، كما أنني أحب كل أنواع الباستا من اللازانيا إلى كانيلوني والفيتوتشيني والرافيولي، بالإضافات المختلفة ودونها مثل الصوص والثوم والسبانخ والجبن. أضف إلى ذلك البيتزا. هذا لا يعني أني أمانع في تجريب مطابخ أخرى، مثل الطعام المحلي للبلد الذي أكون فيه، أو المطبخ الأفغاني الذي أعجبني مذاقه للغاية، لا سيما الخبز والمشويات.


مقالات ذات صلة

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

الاقتصاد بلغ عدد الغرف الفندقية المتوفرة في دبي بنهاية نوفمبر 153.3 ألف غرفة ضمن 828 منشأة (وام)

دبي تستقبل 16.79 مليون سائح دولي خلال 11 شهراً

قالت دبي إنها استقبلت 16.79 مليون سائح دولي خلال الفترة الممتدة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بزيادة بلغت 9 في المائة.

«الشرق الأوسط» (دبي)
سفر وسياحة كازينو مونتي كارلو يلبس حلة العيد (الشرق الأوسط)

7 أسباب تجعل موناكو وجهة تستقبل فيها العام الجديد

لنبدأ بخيارات الوصول إلى إمارة موناكو، أقرب مطار إليها هو «نيس كوت دازور»، واسمه فقط يدخلك إلى عالم الرفاهية، لأن هذا القسم من فرنسا معروف كونه مرتعاً للأغنياء

جوسلين إيليا (مونتي كارلو)
يوميات الشرق تنقسم الآراء بشأن إمالة المقعد في الطائرة (شركة ليزي بوي)

حق أم مصدر إزعاج؟... عريضة لحظر الاستلقاء على مقعد الطائرة

«لا ترجع إلى الخلف عندما تسافر بالطائرة» عنوان حملة ساخرة أطلقتها شركة الأثاث «ليزي بوي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق افتتاح تلفريك جديد في جبال الألب (إ.ب.أ)

سويسرا تفتتح أشد عربات التلفريك انحداراً في العالم

افتُتح تلفريك جديد مذهل في جبال الألب البرنية السويسرية. ينقل تلفريك «شيلثورن» الركاب إلى مطعم دوار على قمة الجبل اشتهر في فيلم جيمس بوند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سياح يتجولون في أحد شوارع طوكيو (إ.ب.أ)

33 مليون زائر هذا العام... وجهة شهيرة تحطم رقماً قياسياً في عدد السياح

يسافر الزوار من كل حدب وصوب إلى اليابان، مما أدى إلى تحطيم البلاد لرقم قياسي جديد في قطاع السياحة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«المعمورة»... شاطئ «الزمن الجميل» في مصر

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)
شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)
TT

«المعمورة»... شاطئ «الزمن الجميل» في مصر

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)
شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

بفضل نسمات البحر اللطيفة والمناظر الطبيعية الخلابة، تقدم المدن الساحلية بمصر صيغة رابحة للاستمتاع والاسترخاء عبر شواطئها الممتدة، وتُعد الإسكندرية (شمال البلاد)، أو كما يطلق عليها «عروس البحر المتوسط»، إحدى هذه الوجهات التي تحقق لك ما تبحث عنه؛ سواء كنت ترغب في الاسترخاء على شاطئ من الرمال البيضاء، أو الانغماس في التاريخ والثقافة، أو السباحة في مياهها، ستجد ضالتك في بعض هذه الشواطئ، وعلى رأسها شاطئ «المعمورة».

على الرغم من أن ثمة أمكنة أخرى في مصر باتت تنافس المدينة المصرية العتيقة بشراسة، وتجتذب منها الكثير من روادها، فإنها لا تزال تملك الكثير لعشاقها؛ وواحدة من مميزاتها هي إشباعها للإحساس بالحنين للماضي وذكرياته، وكأنها تؤسس لنوع جديد من السياحة هو «سياحة النوستالجيا» التي تستهوي المولعين بزيارة أمكنة قضوا فيها لحظات عزيزة، ونادرة من العمر، لا يمكن تعويضها حتى في أكثر المقاصد السياحية رفاهيةً وفخامةً؛ لأنها جزء من الطفولة، شاركهم فيها أشخاص فرّقتهم الحياة.

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

«المعمورة» هي إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في المدينة التي توقظ الحنين للماضي، يقع الشاطئ على بُعد نحو 1 كم شرق حدائق المنتزه الملكية، بعيداً عن الطريق الرئيسي، مما جعل له مكانة خاصة منذ القدم بوصفه مكاناً منعزلاً هادئاً مناسباً للاسترخاء والاستمتاع بأشعة الشمس، وفي الوقت نفسه هو مقصد حيوي للغاية، يلبي احتياجات رواده.

ولطالما كانت المعمورة هي الاختيار الأول للمصطافين بمختلف فئاتهم على مدار عقود ماضية، حتى كان من الأمور المعتادة أن ترى الفنانين والمشاهير جنباً إلى جنب المصطافين من أهالي الإسكندرية أو القاهرة، لا أحد يزعج الآخر، أو يعكر عليه صفو استجمامه، أو يلح لالتقاط صور معه.

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

«المعمورة هو المعنى الحقيقي للذكريات»، هكذا يصف المرشد السياحي يحيى محمود، الشاطئ المصري العريق، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع له ذكريات مع المعمورة؛ فقد كان مصيف العائلات من مصر ومختلف الدول العربية».

ويتابع: «أيضاً كانت المعمورة مصيفاً لمعظم الفنانين، ومن يقم بزيارتها فسيستمع إلى الحكايات المتداولة عنهم، ومنها حكايات شادية وتحية كاريوكا ومديحة يسري، ومريم فخر الدين، ونيللي، ووحش الشاشة فريد شوقي، وفؤاد المهندس، وحسن يوسف، فضلاً عن رجال السياسة والمجتمع».

ولذلك، ستجد هناك من يشير إلى مكان ما، ويروي لك علاقته بالمشاهير، ففي هذه الكابينة كان يقضي فريد شوقي أياماً من عطلته الصيفية مع زوجته هدى سلطان وابنتيه، وتلك الفيلا التي تقبع في أعلى مكان في المعمورة اشترتها مريم فخر الدين وكانت تتردد عليها مع ابنتها، وتشاركها إطلاق الطائرات الورقية التي يصنعها زوجها الفنان محمود ذو الفقار، بينما كانت كابينة تحية كاريوكا ملتقى الفنانين، وغير ذلك من ذكريات.

وستجد أهل المكان يفتخرون بأن المعمورة اجتذبت الفنانين للعمل أيضاً؛ فهنا تم تصوير الكثير من الأعمال الفنية الشهيرة مثل «أبي فوق الشجرة»، و«أين عقلي»، و«أجازة صيف»، وهنا أقيم الكثير من الحفلات الغنائية والموسيقية لأشهر الفنانين قبل أن تنتقل إلى الساحل الشمالي والعلمين، وكان الاستمتاع بجلسة غداء مع العائلة ولعب الطاولة والكوتشينة والشطرنج في إحدى الكبائن أو تحت الشمسية، من طقوس زائريها من مختلف الفئات في ذلك الوقت.

ولا يزال شاطئ المعمورة يحتضن محبيه، ويقدم لهم خدماته؛ فبسبب هدوئه النسبي مقارنة بشواطئ الإسكندرية الأخرى لا يزال رواده يستطيعون الاستمتاع بالسباحة، والاستلقاء على رمال الشاطئ، وقراءة الكتاب المفضل، وركوب الدراجات، أو ممارسة صيد السنارة، والتجول في الممشى السياحي بأسواقها الداخلية، وتناول الطعام والمشروبات والآيس كريم من أكشاك الأكل السريع المنتشرة هناك.

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

ويزين المكان بعض من أفضل المطاعم في مصر، والتي ستمنح الجميع متعة شهية؛ حيث تقدم المطاعم بعضاً من أجمل الأطباق اللذيذة التي تعطي مذاقاً يدوم طويلاً، كما تتوفر في «المعمورة» ملاهٍ ومنطقة الألعاب للأطفال وصالات السينما ومراكز التسوق المختلفة.

وتستطيع زيارة «المعمورة» في مختلف شهور السنة؛ حيث تتمتع بطقس رائع طوال العام، لكن بالتأكيد إذا كانت زيارتك لها بغرض نزول البحر والاستمتاع بالشاطئ نفسه، فعليك زيارتها في الصيف، وفي كل الأوقات تستمتع بالألعاب الشاطئية المتنوعة التي تتيحها لك؛ مثل الكرة الطائرة وكرة القدم الشاطئية وكرة التنس، وركوب قوارب الموز والتزلج على الماء، والغوص، فضلاً عن الاسترخاء في أثناء الاستمتاع بحمامات الشمس تحت أشعة الشمس.

يجتذب الشاطئ هواة المشي لمسافات طويلة مع التمتع بجمال الطبيعة؛ إذ يتميز المكان بتصميم هندسي يوفر مسارات ويجعل الكورنيش ساحة مفتوحة للتنزه، في أمان ونظام، وخلال السير يمكنك تناول الآيس كريم أو الجيلاتي الإسكندراني، وغيرهما من المرطبات التي تشتهر بها المدينة.