الاكتئاب والقلق مضرّان بالصحة مثل التدخين والبدانة

الاكتئاب والقلق مضرّان بالصحة مثل التدخين والبدانة
TT

الاكتئاب والقلق مضرّان بالصحة مثل التدخين والبدانة

الاكتئاب والقلق مضرّان بالصحة مثل التدخين والبدانة

يشمل الفحص البدني السنوي عادة، قياس الوزن، وأسئلة في العادات غير الصّحية، مثل التدخين. ولكنّ دراسة جديدة في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو، تشير إلى أنّ مقدمي الرّعاية الصّحية قد يتغاضون عن سؤال مهم: هل أنت مكتئب أو قلق؟
وذكر موقع «ساينس ديلي» المعني بشؤون العلم، أنّ البحث الجديد أظهر أنّ القلق والاكتئاب ربما يكونان من العوامل الأساسية التي تنذر بحالات متباينة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدّم والتهاب المفاصل والصداع وآلام الظهر واضطرابات المعدة، كما أنّ لهما تأثيرات مشابهة كعوامل خطر على المدى الطويل، مثل التدخين والسّمنة.
وشملت الدراسة البيانات الصّحية لأكثر من 15 ألف شخص من كبار السن، على مدى أربع سنوات. وكان 16 في المائة من هؤلاء (2225 شخصاً) يعانون من مستويات عالية من القلق والاكتئاب، و31 في المائة (4737 شخصاً) يعانون من البدانة، و14 في المائة (2125 شخصاً) كانوا مدخنين حاليين، وفقاً للدراسة التي نشرت في دورية «هيلث سيكولوجي» في 17 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وخلصت الدراسة إلى أنّ هؤلاء الذين يعانون من مستويات عالية من القلق والاكتئاب، يرتفع احتمال إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 65 في المائة، ويزيد احتمال إصابتهم بالسكتة الدماغية بنسبة 64 في المائة، كما أنّهم معرضون للإصابة بارتفاع ضغط الدّم بشكل يزيد بنسبة 50 في المائة، وللإصابة بالتهاب المفاصل بزيادة قدرها 87 في المائة، مقارنة بمن لا يعانون من القلق والاكتئاب.
وقال أحد كبار الباحثين المشاركين في الدراسة، إنّ «هذه الزيادة في احتمالات الإصابة تشبه تلك الخاصة بالمدخنين أو الذين يعانون من السمنة. ومع ذلك، فإنّه بالنسبة لالتهاب المفاصل، يبدو أنّ القلق والاكتئاب الشّديدين يؤديان إلى مخاطر أعلى من تلك التي يسببها التدخين والسمنة».
ومن ناحية أخرى، فعلى عكس الأمراض الأخرى التي تناولها البحث، يمثل السرطان استثناء؛ حيث قال الباحثون إنّ ارتفاع مستويات الاكتئاب والقلق لا يسهم في الإصابة بالسرطان. ويأتي ذلك مؤكداً لنتائج دراسات سابقة، ولكنّه متناقض مع فكرة سائدة لدى كثير من المرضى، وفقاً للباحثين.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».