الأمن السوداني يحرر 84 رهينة من قبضة تجار البشر

عناصر من قوات الأمن السودانية (أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن السودانية (أرشيفية)
TT

الأمن السوداني يحرر 84 رهينة من قبضة تجار البشر

عناصر من قوات الأمن السودانية (أرشيفية)
عناصر من قوات الأمن السودانية (أرشيفية)

تمكنت قوة مشتركة من جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، والقوات المسلحة، وقطاع العمليات بمدينة كسلا (شرق السودان) اليوم (الثلاثاء)، من تحرير 84 رهينة من الأجانب، منهم 51 فتاة كانوا محتجزين في قبضة تجار البشر.
وبحسب وكالة السودان للأنباء (سونا)، فقد جاء ذلك عقب معلومات دقيقة قامت على إثرها القوة بالتحرك صوب الموقع المحدد بغابة كراي درير، بمحلية ريفي غرب كسلا، وطوقت المنطقة، ودخلت في اشتباكات مع الخاطفين، قبل أن تتمكن من السيطرة على الوضع دون وقوع خسائر من الجانبين؛ حيث تمكنت القوة المشتركة من إلقاء القبض على عشرة من المتهمين، وتحرير الرهائن.
وأشار مدير جهاز الأمن والمخابرات بولاية كسلا، العميد علم الدين مشي؛ إلى أن هذه العملية جاءت والولاية تشهد حالة من استنفار الجهود الرسمية والشعبية نحو التنمية والإعمار والبناء، الأمر الذي يؤكد يقظة الأجهزة الأمنية والقوة المشتركة في حماية حدود الولاية وأمنها.
وأشار علم الدين إلى أن الرهائن البالغ عددهم 84 رهينة، لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً، مشيراً إلى أنهم كانوا في حالة إنسانية مزرية؛ حيث تعرضوا لتعذيب وانتهاكات بالغة.
وأضاف علم الدين أن الرهائن تفاوتت فترة احتجازهم ما بين شهرين إلى عشرة أيام، قبل أن تتمكن القوة من تحريرهم، مؤكداً أنهم كانوا محتجزين لحين دفع ذويهم فدية تتراوح ما بين 40 إلى 60 ألف نقفة إريترية.
وتابع مدير جهاز الأمن والمخابرات بأن كل الرهائن قادمون من دولة إريتريا، مبيناً أن عدداً من المحتجزين قد تم إطلاق سراحهم، بعد أن تم دفع الفدية المطلوبة من ذويهم.
ومن جهته، ثمَّن والي كسلا بالإنابة عبد الله آدم عباس، جهود الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وقال إن هذه العملية تؤكد تماسك القوات المشتركة ويقظتها في حماية الولاية، مشيداً بعملية التحرير التي تمت من دون أي خسائر.
وطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بدوره في تقديم الدعم اللوجستي لحكومة السودان وولاية كسلا، لجهودهما المستمرة في التصدي لمحاربة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.