مستشار النمسا يثني على جهود مصر في وقف الهجرة غير الشرعية

السيسي: لن نسمح بخروج لاجئين يكون مصيرهم الغرق في البحر

الرئيس المصري والمستشار النمساوي خلال مؤتمر صحافي في فيينا أمس (إ.ب.أ)
الرئيس المصري والمستشار النمساوي خلال مؤتمر صحافي في فيينا أمس (إ.ب.أ)
TT

مستشار النمسا يثني على جهود مصر في وقف الهجرة غير الشرعية

الرئيس المصري والمستشار النمساوي خلال مؤتمر صحافي في فيينا أمس (إ.ب.أ)
الرئيس المصري والمستشار النمساوي خلال مؤتمر صحافي في فيينا أمس (إ.ب.أ)

أثنى المستشار النمساوي سباستيان كورتز، على جهود مصر في مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، مشيراً عقب مباحثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في فيينا أمس، إلى أنه «لم يصل إلى إيطاليا المزيد من المهاجرين، ما يساعد على إرساء المزيد من الاستقرار في أوروبا».
فيما قال الرئيس السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار النمساوي، إن «مصر ملتزمة أخلاقيا وإنسانيا تجاه اللاجئين والمهاجرين»، مشيرا إلى أنه «يوجد في مصر نحو 5 ملايين شخص يعيشون وسط المصريين ويقدم لهم ما يقدم للمصريين، وليسوا في معسكرات ونعاملهم كمواطنين، ونتيح لهم فرص العمل». وأضاف السيسي: «لم يخرج قارب واحد من مصر في اتجاه أوروبا يحمل لاجئين، ولن نسمح بخروج لاجئين يكون مصيرهم هو التعرض للغرق في البحر»، لافتا إلى أن «هذا الموضوع كان أحد الموضوعات التي تم مناقشتها مع المستشار النمساوي»، منوها بأن مصر تبذل جهودا ضخمة في هذا الإطار.
وقال السيسي إنه تحدث مع مستشار النمسا عن الإرهاب وتأثيره المدمر على الاستقرار والأمن وشعوب المنطقة بالكامل. وأكد أن زيارته الحالية للنمسا وما جرى خلالها من مباحثات ستكون نقطة انطلاق لمزيد من التعميق وتوسيع نطاق العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أنه تم خلال المباحثات الاتفاق على عقد الدورة القادمة للجنة المصرية - النمساوية المشتركة خلال العام المقبل، بعد توقفها منذ عام 2010 لصياغة مجالات التعاون في قضايا مثل الصناعات الصغيرة والمتوسطة والبحث العلمي وتبادل الآراء بخصوص قضايا المنطقة.
ودعا الرئيس السيسي المستشار النمساوي إلى العمل سويا والتعاون لإعادة الاستقرار في المنطقة.
بدوره، قال المستشار النمساوي إن هناك أكثر من 600 شركة نمساوية تعمل في مصر، لافتا إلى أن مصر تعد واحدة من أهم الشركاء التجاريين لبلاده في أفريقيا والشرق الأوسط. وأضاف أنه «تم توقيع عشر مذكرات تفاهم في مجالات متعددة كالتعليم والبحوث والتقنية والتبادل العلمي»، ووجه المستشار النمساوي الشكر للرئيس السيسي على التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ووصف مباحثاته والرئيس السيسي بأنها كانت مكثفة وجيدة وإيجابية للغاية. وتابع كورتز قائلا: «أشكركم على التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية، فمصر والاتحاد الأوروبي كانت لديهما مباحثات جيدة للغاية في هذا الأمر». ودلّل كورتز على ذلك أنه «لم يصل إلى إيطاليا المزيد من المهاجرين، وهو ما يساعد على إرساء المزيد من الاستقرار في أوروبا وتدمير خطط مهربي البشر. كما يجعل حركة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا تنتهي في البحر المتوسط».
وبدأ الرئيس المصري الأحد زيارة رسمية إلى فيينا، تستغرق 4 أيام، يشارك خلالها في أعمال المنتدى رفيع المستوى بين أفريقيا وأوروبا لتعزيز الشراكة بينهما، إلى جانب عدد من القادة الأفارقة والأوروبيين، تلبية لدعوة كل من المستشار النمساوي سيباستيان كورتز الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس الرواندي بول كاغامي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وضمن زيارته التقى الرئيس السيسي، رئيس البرلمان النمساوي فولفانغ سوبوتكا بمقر البرلمان النمساوي بوسط فيينا. وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين مصر والنمسا. ومن المقرر أن يحضر الرئيس السيسي مأدبة عشاء يقيمها المستشار النمساوي سيباستيان كورتز على شرف الزعماء المشاركين بالمنتدى الأفريقي - الأوروبي عالي المستوى الذي سيُفتتح رسميا اليوم الثلاثاء.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.