روسيا تعلن معارضتها القطعية لانهيار معاهدة الصواريخ

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
TT

روسيا تعلن معارضتها القطعية لانهيار معاهدة الصواريخ

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

أعلنت الخارجية الروسية، معارضة موسكو القطعية لانهيار معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، مؤكدة سعيها الحثيث للحفاظ عليها، باستصدار قرار بشأنها من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم (الاثنين)، في مقابلة مباشرة على الهواء أجرتها معه إذاعة «كومسومولسكايا برافدا»: «نحن نؤيد الإبقاء على هذه المعاهدة، وقد اعترف المجتمع الدولي بأسره مراراً بأنها أحد الأركان الأساسية للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي. سنحاول للمرة الثانية على التوالي التوصل في الأمم المتحدة إلى قرار من الجمعية العامة يدعم الحفاظ على هذه المعاهدة».
وأضاف لافروف أن الولايات المتحدة تواصل التنصل من إجراء محادثات مهنية صريحة بشأن تنفيذ المعاهدة والإقلاع عن رمي التهم جزافاً بخرقها.
واعتبر وزير الخارجية الروسي أنه يجري حالياً ضخ توتر غير مسبوق في العالم.
وأشار لافروف في المقابلة الإذاعية، اليوم، إلى أن «السياسيين في البلدان الرئيسية لا ينبغي لهم ولا يمكنهم السماح بالانجرار لأي حرب كبيرة، لأن الرأي العام لن يسمح لهم بذلك، كما لن تسمح لهم شعوبهم بذلك».
وأضاف: «آمل أن تبدي البرلمانات في كل بلد غربي أقصى قدر من المسؤولية».
وأعلن وزير الخارجية الروسي أن «من ينظر إلى واشنطن يرَ بوضوح أن الولايات المتحدة تَعتبر روسيا منافساً لها».
وقال لافروف على هواء محطة إذاعة «كومسومولسكايا برافدا»: «ألاحظ أن هذا الرهاب الذي تتم إشاعته عن روسيا، مرتبط بطبيعة الحال بالصراع السياسي الداخلي (في الولايات المتحدة الأميركية)». ووفقاً له، فإن حملة الرهاب هذه التي تقودها الولايات المتحدة «لم تجلب أي شيء».
وأضاف وزير الخارجية الروسي: «لكننا سنكون دائماً مستعدين للحوار حتى في هذه الظروف. نحن لا نرفض أبداً المحادثات المهنية في المناطق التي يكون فيها شركاؤنا على استعداد للنظر في التهديدات والمشكلات القائمة على أساس متساوٍ ونزيه».
يُذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، تم التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي في عام 1987، ووُقِّعت في واشنطن من قِبل الرئيس الأميركي رونالد ريغان، ونظيره السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بموجبها بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كل منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000 و5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500 و1000 كيلومتر.
والأسبوع الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الأميركيين قرروا الخروج من هذه المعاهدة، وأن كل ما يقومون به الآن هو البحث عن حجة تكون مقنعة لحلفائهم الغربيين الذين يعتزمون نشر صواريخ أميركية على أراضيهم.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.