إندونيسيا توقع اتفاقية شراكة اقتصادية مع 4 دول أوروبية

TT

إندونيسيا توقع اتفاقية شراكة اقتصادية مع 4 دول أوروبية

أعلنت وزارة التجارة الإندونيسية في بيان أمس أن إندونيسيا وقعت اتفاقية شراكة اقتصادية مع سويسرا وليختنشتاين وآيسلندا والنرويج، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثمانية أعوام.
وذكرت وكالة بلومبرغ أن الاتفاق يتعلق بالتجارة في السلع والخدمات والاستثمار وحقوق الملكية الفكرية والمنافسة والمشتريات الحكومية بالإضافة إلى حركة العمال.
ويشار إلى أن حجم التجارة بين إندونيسيا وما يطلق عليها دول رابطة التجارة الحرة الأوروبية، التي تتضمن سويسرا وليختنشتاين وآيسلندا والنرويج، بلغ 2.4 مليار دولار عام 2017.
وبمقتضى الاتفاق الجديد سيتم تخفيض التعريفات والأعباء غير الجمركية على آلاف من السلع التي تتداول بين إندونيسيا ودول الرابطة.
ومن ضمن تدابير الاتفاق الجديد سيحظى زيت النخيل الإندونيسي بوصول كامل لأسواق آيسلندا والنرويج، مع استثناء منتجات النخيل الموجهة لتغذية الحيوانات بخلاف الأسماك. وستقدم سويسرا أيضا ضمانات لتيسير دخول زيت النخل، ولكن وفق حصص محددة، وفقا لما قالته سفارتها في جاكرتا في بيان.
وقال وزير التجارة الإندونيسي، إنجارتياستو لوكيتا، إن آليات دخول زيت النخيل كان من محاور النقاش الرئيسية خلال التفاوض على الاتفاق الذي عقدت أول جولة بشأنه في 2011.
وتعد إندونيسيا أكبر منتج في العالم لزيت النخيل، ويؤكد المصدرون الإندونيسيون لعملائهم على أن زيوت النخيل يتم إنتاجها في البلاد بشكل مستدام.
وتعرضت أكثر من 74 مليون هكتار من الغابات الإندونيسية إلى عوامل مثل الاحتراق أو التدهور خلال النصف قرن الأخير، ويلقي حقوقيون بيئيون اللوم على صناعات مثل زيوت النخيل والورق في حدوث هذا التدهور. بينما قال الوزير الإندونيسي أمس إن زيوت النخيل تتطلب مساحات مزروعة أقل مقارنة بزيوت الخضراوات، مما يجعل من غير العادل اتهام هذه الصناعة بالتسبب في إزالة الغابات في البلاد.
وتحت الاتفاق الجديد، ستحظى سلع تصديرية أخرى مثل الأسماك والقهوة والمنسوجات بمعاملة تفضيلية، في مقابل تيسير تجارة المنتجات الرئيسية لبلدان الرابطة مثل الذهب والأدوية ومنتجات الألبان.
وفي 2017 سجلت إندونيسيا فائضاً تجارياً مع دول الرابطة بـ212 مليون دولار. ووصلت قيمة الاستثمارات المباشرة لدول الرابطة في إندونيسيا خلال 2017 إلى 621 مليون دولار.



الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
TT

الشركات البريطانية تخفض التوظيف بأكبر وتيرة منذ الجائحة بسبب الضرائب

حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)
حي كناري وارف المالي في لندن (رويترز)

خفضت الشركات البريطانية أعداد موظفيها بأكبر وتيرة منذ جائحة «كوفيد - 19»، وسجلت أدنى مستوى من الثقة منذ فترات الإغلاق، وفقاً لنتائج مسحين ألقيا باللوم بشكل رئيس على الزيادات الضريبية التي فرضتها الحكومة الجديدة.

وأظهرت البيانات الصادرة عن مؤشر مديري المشتريات العالمي الأولي لشهر ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب استطلاع ربع سنوي أجرته هيئة التصنيع «ميك يو كيه»، مزيداً من الإشارات على تباطؤ الاقتصاد المرتبط بموازنة وزيرة المالية، راشيل ريفز، التي أُعلنت في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

وبالإضافة إلى الامتناع عن استبدال الموظفين الذين غادروا، قامت بعض الشركات بتقليص ساعات العمل، واستكمال عمليات إعادة الهيكلة المخطط لها مسبقاً. وباستثناء الوباء، يعد هذا أكبر انخفاض في التوظيف منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2009.

ورغم تراجع التوظيف، ارتفع مقياس مؤشر مديري المشتريات للأسعار التي تفرضها الشركات، مما قد يثير قلق لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، التي تراقب تأثير زيادات مساهمات الضمان الاجتماعي على أرباب العمل. وعقب نشر البيانات، شهد الجنيه الإسترليني زيادة مؤقتة، حيث ركز المستثمرون على الضغوط السعرية التي وردت في التقرير.

وقال توماس بوغ، الخبير الاقتصادي في شركة المحاسبة «آر إس إم يو كيه»: «تواجه لجنة السياسة النقدية الآن معادلة صعبة بين النمو البطيء وارتفاع التضخم، مما سيضطرها إلى خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي العام المقبل». وأضاف: «من غير المرجح أن يقدم بنك إنجلترا هدية عيد الميلاد المبكرة هذا الأسبوع»، في إشارة إلى قرار البنك بشأن أسعار الفائدة لشهر ديسمبر، الذي يُتوقع أن يبقي تكاليف الاقتراض ثابتة.

واستقر مؤشر مديري المشتريات الرئيس عند 50.5 متجاوزاً بقليل مستوى الـ50 الذي يشير إلى الاستقرار، لكنه جاء أقل من توقعات الخبراء التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 50.7.

وفيما يتعلق بالقطاعات، انخفض نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً، رغم تحسن قطاع الخدمات. ومع ذلك، تراجعت معدلات التوظيف في كلا القطاعين بأكبر قدر منذ يناير (كانون الثاني) 2021، وفي المقابل، شهدت الأسعار التي تفرضها الشركات أكبر زيادة خلال تسعة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكاليف المدخلات، بما في ذلك الأجور.

وقال كريس ويليامسون، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركتس إنتليجنس»: «لقد فقد الاقتصاد الزخم الذي شهده في وقت سابق من العام، حيث استجابت الشركات والأسر بشكل سلبي لسياسات حكومة حزب (العمال) المتشائمة».

من جانب آخر، أظهرت مسوحات «ميك يو كيه» انخفاضاً أشد في الثقة بين الشركات المصنعة منذ بداية الجائحة، حيث قال فاهين خان، كبير خبراء الاقتصاد في «ميك يو كيه»: «بعد مواجهة الارتفاع المستمر في التكاليف طوال العام، يواجه المصنعون الآن أزمة حقيقية في التكاليف».

بالإضافة إلى زيادة قدرها 25 مليار جنيه إسترليني (32 مليار دولار) في مساهمات الضمان الاجتماعي التي فرضها أصحاب العمل وفقاً لموازنة ريفز، من المقرر أن يرتفع الحد الأدنى للأجور في بريطانيا بحلول أبريل (نيسان) بنسبة 7 في المائة.

وأظهرت استطلاعات حديثة أيضاً انخفاضاً في نيات التوظيف من قبل أصحاب العمل، في حين أظهرت البيانات الرسمية الأسبوع الماضي انكماش الاقتصاد البريطاني في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، وهو أول انخفاض متتالٍ في الناتج منذ عام 2020.