علاء الشربيني: الطعام يعمق التقارب بين الشعوب

الشيف المصري يرى أن الحالة المزاجية للطباخ تؤثر على جودة أكلاته

يحب تجربة الأطباق كافة ولم يجرب الأكل الأفريقي بعد  -  الشيف الشربيني في مطبخه
يحب تجربة الأطباق كافة ولم يجرب الأكل الأفريقي بعد - الشيف الشربيني في مطبخه
TT

علاء الشربيني: الطعام يعمق التقارب بين الشعوب

يحب تجربة الأطباق كافة ولم يجرب الأكل الأفريقي بعد  -  الشيف الشربيني في مطبخه
يحب تجربة الأطباق كافة ولم يجرب الأكل الأفريقي بعد - الشيف الشربيني في مطبخه

قال الشيف المصري علاء الشربيني، إن الطعام بشكل عام يساهم في التقارب بين الشعوب، كما أن انتشار الأطباق من بلد لآخر يدفع في هذا الاتجاه، مشيراً إلى أنه تعلم كل شيء من والده الشيف الشربيني، لكن قال: «أنا جيل مختلف ومدرسة مختلفة، وأتمنى نقل خبرتي إلى ابني عندما يكبر».
وأضاف علاء في حوار إلى «الشرق الأوسط» أنه يؤمن جداً بالتجريب سواء في الأصناف المعروفة، أو ابتكار أطباق جديدة، لافتاً إلى أنه لم يجرب المطبخ الأفريقي حتى الآن، لكنه سيفعلها قريباً.
وتطرق علاء، الذي يقدم برنامج «أحلى أكلة» في فضائية «ONE» المصرية الخاصة، إلى كيفية تعامله مع المتصلين، متابعاً: «أتعامل مع أي متصلة كأنها أمي أو أختي، وتكون طريقة إجابتي بنفس الأسلوب الذي أتعامل به من أهلي في المنزل»... وإلى الحوار:
> بداية... حدثنا عن أبرز محطاتك في عالم الطهي؟
- بدأت التدرب على الطهي وعمري 14 عاماً، وورثت المهنة من والدي الشيف شربيني، وعملت في الفنادق وسافرت للتعرف على العديد من المطابخ ومنها الفرنسي والإيطالي واللبناني والخليجي والإنجليزي والتايلاندي، إلى أن عرفني الجمهور من خلال برامج الطبخ.
> هل لديك طقوس قبل البدء في الطبخ؟
- لدي استعدادات روحانية، حيث أستخدم كل شيء بحب، وأتعامل مع الأدوات والأواني والتجهيزات بدقة متناهية، ولا أحب الضجيج في المطبخ أو ازدحام الأدوات، فيجب أن تكون الأجواء هادئة.
> هل تؤثر الحالة المزاجية للطباخ على جودة الطعام؟
- بالطبع الحالة المزاجية للطباخ تؤثر على جودة الطعام كأي ربة منزل، فإذا كان الشيف في حالة مزاجية ليست جيدة ستكون النتيجة عكسية، وهو أمر ينطبق على أي شخص يقوم بتحضير الطعام.
> هل ما زلت تتحدث مع والدك عن أدائك؟ وما زلت تستشيره في تفاصيل مهنية؟
- ما زلت أستشيره دائما، ونتحدث طوال الوقت عن تفاصيل مهنية كثيرة، وأحاول أن أجتهد في مهنتي وأحافظ على تميزي، فحرصي على الإخلاص للمهنة يجنبني الأخطاء.
>من الطبيعي أن توجد أمور مهنية مشتركة مع والدك، لكن هل يوجد اختلاف؟
- تعلمت كل شيء من والدي، لكني جيل مختلف، ومدرسة مختلفة، فليس كل التلاميذ يتشابهون مع بعضهم البعض، ولا كل الطلاب يكبرون ليصبحوا مثل أستاذهم، فمسألة الجيل المختلف لها تأثير كبير على الشخصية، كما أنني أسعى إلى بناء شخصيتي المستقلة مهنيا.
> ورثت خبرة والدك الذي ورثها عن جدك... فهل تسعى إلى نقل المهنة لأولادك؟
- أتمنى أن أنقل خبرتي إلى ابني عندما يكبر، وأعلمه كما علمني والدي، كي تظل المهنة مستمرة في العائلة، لكن ما زال نجلي صغيرا، فلا يمكننا أن نعرف ما إذا كان سيحب الطبخ أم لا.
> هل تفكر على الهواء وترد على أسئلة المشاهدين كمذيع أم شيف أو تمزج بين الأمرين؟
- لا هذا ولا ذاك، فأنا أفكر وأرد على أسئلة المشاهدين كواحد منهم، وأتعامل مع أي متصلة كأنها أمي أو أختي، وتكون طريقة إجابتي بنفس الطريقة التي أجيب فيها على أي من أهلي في المنزل، حيث أتعامل ببساطة ولا أحب التعالي وفكرة الأستاذ والتلميذ، فالهدف من برامج الطبخ خدمة المشاهد.
> ما هو الطبق الذي لا تملّ من طهيه؟
- الأسماك بكل أنواعها تستهويني ولا أمَلّ من طهيها أبدا بسبب تنوعها وثرائها، وأيا كانت طريقة طهيها يكون دائما مجالا للإبداع وإضافة اللمسة الخاصة، إضافة إلى أن تنوعه يجعله مناسبا لكل الفئات.
> ارتفاع أسعار المواد الغذائية هل يمكنه أن يغير في مكونات بعض الأطباق؟
- يمكن فعلا لارتفاع أسعار المواد الغذائية أن يؤثر على بعض الأطباق ويؤدي إلى تغيير في مكوناتها في المطاعم والفنادق، لكن الناس في المنازل لديهم القدرة على تدبر أمورهم. فمثلا نحن كشعب عربي، وفي مصر يلجأ معظم الناس إلى ترشيد الكميات، بمعنى أنه إذا كان يحتاج إلى كيلوغرام من اللحم لصناعة أي طبق فإنه يكتفي بنصف كيلو فقط، لكنه لن يقبل طهي طبقه من دون اللحم، لذلك فالناس دائما يجدون الحلول طبقا لظروفهم.
> هل تؤمن بالتجريب وابتكار أصناف وأطباق جديدة؟
- أؤمن جدا بالتجريب سواء في الأصناف المعروفة أو ابتكار أطباق جديدة، وقد فعلت ذلك على الهواء مؤخرا، حيث قمت بطهي صينية عرق (فلتو) الذي يؤخذ من لحم العجل، لكن قمت بطهيها بطريقة البرجر، حيث أضفت لها الباذنجان المحمر والبطاطس والبصل.
> ما هو الطبق الذي يمكن أن يصنعه شخص محدود الدخل بمبلغ زهيد وبجودة عالية؟
- طبق المكرونة، ويكون أفضل كثيرا من نفس الطبق عندما يحتوي على إضافات مكلفة جدا، فيمكن أن يصنع بطريقة بسيطة وغير مكلفة ويحتوي أيضا على إضافات تتناسب مع بساطته وغير مكلفة مادياً، كإضافة الخضار أو الجبنة، بينما يمكن أن تكون الإضافات مكلفة كاللحوم وغيرها.
> هل يساهم انتشار الأطباق من بلد لآخر في التقارب الثقافي بين الشعوب؟
- الطعام بشكل عام يساهم في التقارب الثقافي بين الشعوب، وانتشار الأطباق من بلد لآخر يعمق هذا التقارب، فعلي سبيل المثال البيتزا صنف إيطالي ومن يذهب إلى إيطاليا يحرص على تجربتها، برغم أنها تصنع في معظم دول العالم بطرق مختلفة، لكن إذا جاء شخص إيطالي إلى مصر سيحرص على تجربة البيتزا المصري وهي (الفطير البلدي) وينبهر من طعمها وتميزها.
> كيف ترى انتشار المطاعم العربية في أوروبا؟ وهل يمكن أن نعتبرها ذات تأثير في التقارب الثقافي؟
- المطاعم الخاصة بأي بلد والتي يتم إنشاؤها في بلد آخر تستهدف الجالية المقيمة، لكنها مع الوقت تتجاوز هذا الدور نتيجة إقبال مواطني البلد المضيف على تجربة طعام بلد آخر فيتحولون إلى زبائن، وهو ما يجعلها تلعب دورا كبيرا في التقارب الثقافي بين الشعوب.
> هل تختلف مكونات الطبق معين عند إعداده في فصل الشتاء عنها في الصيف؟
- أطباق الشتاء يجب أن تحتوي على سعرات حرارية أكثر، بينما في الصيف تكون خفيفة لتجنب تأثير ارتفاع درجة الحرارة، ونتجنب الأصناف «المسبكة» والتقليل من استخدام الصلصة.
> هل يمكن أن تؤثر مخاوف انتشار السمنة في العالم على مكونات بعض الأطباق؟
- لن تؤثر المخاوف من السمنة بشكل عام على مكونات الأطباق، لأن الناس في كل العالم يحبون الطعام، ويختار كل منهم ما يأكله طبقا لظروفه ورغبته، ويجد طريقته الخاصة في تجنب السمنة.
> ما هو مطبخ البلد الذي لم تجربه حتى الآن وتسعى إلى تحقيق ذلك؟
- جربت الكثير من المطابخ منها الفرنسي والإيطالي والإنجليزي والتايلاندي، لكن المطبخ الأفريقي لم أجربه حتى الآن، وأسعى إلى تجربته في الفترة المقبلة.
> هل يوجد طبق ما يمكن أن نقول إنه جمع بين العديد من مطابخ بلاد متعددة؟
- الطبق الذي جمع بين عدد كبير من مطابخ العالم هو المكرونة بأنواعها المختلفة، فيمكنك أن تأكلها باللحمة في بعض البلاد، وفي باريس تُقدم «مسلوقة» مع التونة، وفي أميركا مع سوس الجبنة، وهكذا في كل بلد برغم أنه الطبق نفسه.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.