مساعٍ مصرية لاحتواء التصعيد

رئيس الحكومة الإسرائيلية يبعث برسائل تحذيرية للأطراف الفلسطينية

TT

مساعٍ مصرية لاحتواء التصعيد

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل، في محاولة لتجنب تصعيد أكبر في الضفة الغربية.
وأكدت المصادر أن وفداً مصرياً زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، في مقره في رام الله، وناقش ضرورة الحفاظ على السلطة الفلسطينية والمكتسبات الفلسطينية، وتعزيزها بإتمام مصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، تنهي الانقسام، وتمنع أي استفراد إسرائيلي في الضفة أو القطاع.
وبحسب المصادر، فإن مصر تريد الحفاظ على هدوء في الضفة على غرار قطاع غزة، وإنجاز مصالحة تعيد السلطة إلى القطاع، ما يساعد في إطلاق عملية سلام تفضي لإقامة دولة فلسطينية.
وكان عباس قد استقبل الخميس بمقر الرئاسة في رام الله، وفداً من جهاز المخابرات المصرية، نقل له رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات المصرية العامة، الوزير اللواء عباس كامل، تحمل دعماً وتأييداً للرئيس عباس، وإدانة للتحريض الذي يتعرض له.
وأكد الوفد استعداد مصر لبذل كافة الجهود لدعم الاستقرار والهدوء في المناطق الفلسطينية كافة، حفاظاً على السلطة الفلسطينية، ومكتسبات ومقدرات الشعب الفلسطيني.
وشدد الوفد - بحسب بيان نشر على الوكالة الرسمية الفلسطينية - على أن المتغيرات الحالية تفرض على مصر وفلسطين التحرك السريع والتنسيق المشترك، للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وعبَّر الوفد عن دعم ومساندة القيادة السياسية المصرية، لما تراه قيادة الشعب الفلسطيني كافة، ممثلة بالرئيس محمود عباس، مناسباً للحفاظ على المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ورد عباس بشكر وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، والوزير عباس كامل، وجمهورية مصر العربية، على كل الجهود المباركة والمشكورة في دعم الشعب الفلسطيني وقيادته.
وجاءت المحاولات المصرية في وقت أرسل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسائل لعباس وكذلك لـ«حماس» حول التصعيد في الضفة الغربية.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن نتنياهو نقل رسالة عبر مصر، مفادها: «إذا لم يسد الهدوء في الضفة، فلن يكون هناك هدوء في غزة». وأضاف: «نتنياهو نقل رسائل لحركة حماس في قطاع غزة، عبر مصر وقنوات تواصل أخرى، في أعقاب التصعيد الأمني في الضفة الغربية، مفادها أن إسرائيل لن تقبل بوضع يوجد فيه وقف إطلاق نار في غزة، وبالمقابل اشتعال للأوضاع في الضفة. وأنه إذا لم يسد الهدوء في الضفة فلن يكون هناك هدوء في غزة».
وتابع المسؤول الإسرائيلي بأن نتنياهو نقل كذلك رسائل إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عبر منسق نشاطات الحكومة في الأراضي الفلسطينية، طالب فيها أجهزة الأمن الفلسطينية «بالعمل ضد العمليات من الضفة، والتصدي لأي تصعيد مرتقب». وأردف: «أوضحنا لمسؤولي السلطة أن الوضع القائم ليس مقبولاً، ولن نسمح باستمراره».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.