تقرير أميركي: مقابر «داعش» الجماعية لمسلمين سنة

تقرير أميركي: مقابر «داعش» الجماعية لمسلمين سنة
TT

تقرير أميركي: مقابر «داعش» الجماعية لمسلمين سنة

تقرير أميركي: مقابر «داعش» الجماعية لمسلمين سنة

قال تقرير أميركي، بعد أخبار، أول من أمس، عن العثور على سبع مقابر جماعية تابعة للدولة الإسلامية الداعشية في سوريا، إن هذه المقابر «تدل على حقيقتين: أن (داعش) تنظيم تخصص في إبادة الناس، وربما لم يشهد التاريخ مثله، حتى مع أفعال حكومات قاسية. وأن المسلمين هم أكثر ضحايا (داعش)، رغم تركيز الإعلام الغربي على قتل (داعش) لغربيين». وأشار التقرير، الذي نشرته أمس صحيفة «واشنطن اكزامينار»، إلى أن المقابر الجماعية السبع الأخيرة تقع بالقرب من البوكمال، في وادي نهر الفرات، على الحدود بين سوريا والعراق.
وقال التقرير: «يمكننا أن نقيم بثقة من أين جاء أولئك الذين دفنوا في هذه القبور. كانوا مواطنين محليين في المنطقة، وذبحوا لأنهم عارضوا تعصب (داعش) المتطرف. كما أن الغالبية العظمى من الذين قتلوا أو ذبحوا، ثم دفنوا في مقابر جماعية، هم من المسلمين السنة المحليين الذين ينتمون إلى القبائل العربية السنية في محافظة دير الزور».
وأشار التقرير إلى أن أكثر ضحايا «داعش» في العراق هم من الشيعة، لكن أكثر ضحايا «داعش» في سوريا هم من السنة. وسأل التقرير: «إذا كان هؤلاء الضحايا من المسلمين السنة، مثل مقاتلي (داعش) الذين هم أنفسهم من السنة، فلماذا قام هؤلاء بقتلهم بوحشية؟»، وأجاب التقرير: «لأنهم رفضوا الانحناء إلى رؤية (داعش) الهمجية. إن اختيار الحرية على الطغيان لا بد أن يكون لها ثمن. وهؤلاء القتلى دفعوا ثمنها، رغم أنهم بعيدين عنا هنا في الغرب».
وأضاف التقرير: «ليس القتلى سوى مجموعات من الرجال والأولاد من القبائل المحلية، عارضوا (داعش)، وتم ذبحهم بمزيج خيالي من وسائل القتل المتوحش، بما في ذلك قطع الرؤوس، والمسدسات، والبنادق، بل القنابل والصواريخ».
وقال التقرير: «يقود قادة (داعش) آيديولوجية تمزج بين التطرف الديني، والغرور، وكراهية الأجانب، والغضب القاتل على كل مسلم يعارضهم. وهكذا تعتقد الجماعة أن المسلمين الذين لا يرضخون لتعاليمها هم خونة للدين.
ولدى (داعش) كراهية خاصة للطوائف الشيعية والأقليات الإسلامية الأخرى، ولكن، تكرهه (داعش)، أيضا، السنة الذين لا يخضعون لرؤيتها المتطرفة العنيفة».
وأضاف التقرير: «علينا هنا في الغرب أن نحيي رجال وأولاد تلك القبائل البدوية الذين دفنوا في مقابر جماعية لأنهم اختاروا الحرية بدلا عن التعسف، ورفضوا الركوع».
أمس الخميس، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن أكثر من 100 جثة أخرجت من المقابر الجماعية، حتى مساء الأربعاء. وإن أكثرها «يحمل علامات تعذيب وضرب قبل الموت». وإن جثث ثماني نساء وجدت في واحدة من المقابر الجماعية.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.