تقدّم كبير لـ «سوريا الديمقراطية» في الجيب الأخير لـ «داعش» بسوريا

على وقع الاستعداد التركي لشن هجوم على القوات الكردية في سوريا وتحذير أميركي لأنقرة من مغبّة القيام بذلك، حققت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" اليوم (الخميس) تقدماً في هجين، أبرز البلدات الواقعة في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" في شرق البلاد.
وتشنّ هذه القوات المؤلفة من وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل عربية، منذ 10 سبتمبر (أيلول) هجوماً بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لطرد التنظيم من هذا الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية، فيما يدافع التنظيم عن مواقعه في المنطقة وأبرز بلداتها هجين والسوسة والشعفة.
وتمكنت "قسد" في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري من دخول بلدة هجين لتخوض معارك عنيفة مع المسلّحين فيها.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "تتقدم قوات سوريا الديمقراطية بشكل سريع داخل بلدة هجين"، مشيراً إلى أنها تمكنت "من كسر الخطوط الدفاعية لتنظيم داعش".
وتتركز الاشتباكات والغارات الجوية حالياً على القسم الشرقي من البلدة، وفق عبد الرحمن الذي أضاف أن "الألغام تشكل العائق الحقيقي أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية"، فضلاً عن الأنفاق التي يتوارى فيها عناصر التنظيم.
وكتب مدير المكتب الاعلامي لـ "قسد" مصطفى بالي على "تويتر" أمس (الأربعاء): "تم تحرير سوق بلدة هجين ومحيط الجامع الكبير في وسطها"، و"تم طرد إرهابيي داعش بعيداً عن وسط المدينة".
وصدت "قسد" هجمات مضادة لمسلحي "داعش" الذي أعلن عبر وكالة "أعماق" التابعة له أمس عن عملية انتحارية استهدفت تلك القوات في مستشفى هجين.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون ريان إن "خسائر تنظيم داعش مرتفعة جداً"، متحدّثاً عن تدمير عشرات الآليات فضلاً عن المواقع والمراكز القيادية للتنظيم خلال الأسبوعين الماضيين فقط.
وفتحت القوات المهاجمة "ممرات آمنة" خرج عبرها مئات المدنيين من منطقة هجين.
وخلال الفترة الماضية، استفاد "داعش" من سوء الأحوال الجوية ومن خلاياه النائمة في محيط الجيب ليشنّ هجمات مضادة ضد "قسد" ويجبرها على التراجع بعدما كانت قد أحرزت تقدماً ميدانياً. إلا أن الأخيرة أرسلت تعزيزات كبيرة في الأسابيع الماضية حتى بلغ عديد قواتها المشاركة في الهجوم نحو 17 ألفاً، وفق المرصد السوري.
ويقدر التحالف وجود نحو ألفي مسلّح لـ "داعش" في هذا الجيب. ويرجح أن العدد الأكبر منهم هم من غير السوريين وبينهم قادة من الصف الأول.
ومنذ بدء الهجوم في سبتمبر، قتل أكثر من 900 مسلّح من "داعش" و500 من "قسد"، وفق المرصد الذي وثّق أيضاً مقتل أكثر من 320 مدنياً، بينهم حوالى 115 طفلاً.

*واشنطن
في موازاة ذلك، حذّرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تركيا من أنّ أيّ هجوم قد تشنّه ضدّ حلفائها الأكراد في شمال سوريا "غير مقبول".
وقال المتحدث باسم وزارة "البنتاغون" الكابتن شون روبرتسون إنّ "إقدام أيّ طرف على عمل عسكري من جانب واحد في شمال شرقيّ سوريا وبالأخصّ في منطقة يحتمل وجود طواقم أميركية فيها، هو أمر مقلق للغاية". وأضاف أنّ "أيّ عمل من هذا القبيل سنعتبره غير مقبول".
وأتى التحذير الأميركي بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ بلاده ستنفذ في غضون أيام عملية جديدة في منطقة شرق الفرات بسوريا ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.
وردّت وحدات حماية الشعب الكردية على تهديدات الرئيس التركي بالقول إنّ أيّ عملية تركية ستؤثّر سلباً على المعركة ضد تنظيم "داعش". وقالت إن "التهديدات تتزامن للمرة الثالثة مع تقدّم قواتنا ضدّ الارهابيين، وهذه المرة مع دخول قواتنا الى هجين بدأ إردوغان تهديد مناطقنا".