الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق الصواريخ وإسرائيل تحصل على ذخيرة إضافية من واشنطن

مدير «الأونروا»: الفلسطينيون في غزة على حافة الهاوية

الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق الصواريخ  وإسرائيل تحصل على ذخيرة إضافية من واشنطن
TT

الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق الصواريخ وإسرائيل تحصل على ذخيرة إضافية من واشنطن

الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق الصواريخ  وإسرائيل تحصل على ذخيرة إضافية من واشنطن

قتلت إسرائيل في اليوم الـ24 للعدوان على غزة 65 فلسطينيا، وأصابت 238 جريحا، فيما واصلت فصائل فلسطينية إطلاق صواريخ على مدن إسرائيلية في محيط القطاع، وأدت إحداها إلى قتلى وجرحى بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، كما نفذت مجموعة من حماس عملية تسلل شرق غزة واشتبكت مع قوات إسرائيلية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، إن «حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الخميس حتى الساعة 20 بتوقيت فلسطين وصلت إلى 65 شهيدا و238 جريحا». وأَضاف «يرفع هذا حصيلة العدوان إلى 1423 شهيدا و8265 جريحا».
وجاء القصف الإسرائيلي بالأمس أقل حدة من اليومين السابقين، إذ قتلت إسرائيل الثلاثاء والأربعاء، فقط، نحو 250 فلسطينيا. وواصلت إسرائيل عمليتها في غزة بلا توقف، بعد قرار من المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بتوسيع هذه العملية، وهو ما اضطرهم لاستدعاء 18 ألف جندي احتياط آخر، ليبلغ عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم منذ بدء عملية الجرف الصامد 86 ألفا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن عملية «الجرف الصامد» لن تنتهي قبل عودة الهدوء والأمن إلى دولة إسرائيل. وأضاف «حركة حماس تكبدت خسائر فادحة لم يسبق لها مثيل».
وفي هذا الوقت، تواصلت الاشتباكات العنيفة داخل المدن الفلسطينية وحول الأنفاق التي تحاول إسرائيل السيطرة عليها. وأعرب مصدر عسكري كبير عن اعتقاده أن العملية العسكرية التي قام بها الجيش في القطاع أعادت حماس خمس سنوات إلى الوراء في ما يخص منظومة الأنفاق التي حفرتها في قطاع غزة. وأكد المصدر أنه سيتم إيجاد حل تكنولوجي لقضية الأنفاق في غضون عام أو عامين.
وتم استدعاء جنود الاحتياط فيما توجهت إسرائيل للولايات المتحدة من أجل سد حاجة الجيش من الذخيرة. وقال مصدر عسكري إسرائيلي «إن استدعاء المزيد من جنود الاحتياط والتوجه إلى الولايات المتحدة لسد احتياجات الجيش من الذخيرة يندرجان في إطار الاستعدادات لمواصلة المعركة في قطاع غزة». وأعلنت الولايات المتحدة أنها زودت إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر، وذلك بعيد ساعات من إدانتها بشدة قصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن الجيش الإسرائيلي طلب في 20 يوليو (تموز) الماضي إعادة إمداده بالذخائر بسبب انخفاض مخزوناته، مشيرة إلى أنها وافقت على بيعه هذه الذخائر بعد ثلاثة أيام من ذلك. وصرح المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، في بيان، بأن «الولايات المتحدة التزمت ضمان أمن إسرائيل، وإنه لأمر حاسم للمصالح القومية الأميركية مساعدة إسرائيل على أن تطور وتحافظ على قدرة قوية وفعالة في مجال الدفاع عن النفس». وأضاف أن صفقة «التسلح هذه تتناسب مع هذه الأهداف».
وأوضح البيان أن قسما من هذه الذخائر مصدره مخزون احتياطي يحتفظ به الجيش الأميركي على الأراضي الإسرائيلية لكي يستخدمه الجيش الإسرائيلي عند الضرورة، وهو بقيمة نحو مليار دولار. وأشار كيربي إلى أن هذه الذخائر مخزنة في إسرائيل «منذ سنوات عديدة، قبل وقت طويل من الأزمة الراهنة». وأضاف أن «قرار تسليم ذخائر من هذا المخزون هو قرار وزاري ولا يتطلب موافقة البيت الأبيض». لكن المتحدث لم يوضح ما إذا كان البيت الأبيض تدخل في قرار بيع القسم الآخر من الذخيرة التي سلمت لإسرائيل أم لا.
وطال القصف الإسرائيلي أمس كذلك محيط مدراس لـ«الأونروا» بعد يوم من قتل 20 كانوا احتموا في إحدى هذه المدارس في جباليا شمال القطاع. وقال مدير منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيار كرينبول، أمس الخميس، لمجلس الأمن الدولي، إن الفلسطينيين في قطاع غزة باتوا «على حافة الهاوية». وفي اتصال عبر الفيديو مع مجلس الأمن، دعا كرينبول الموجود في غزة المجتمع الدولي إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذا الوضع البالغ القسوة».
وأشار كرينبول إلى أنه مع وجود نحو 220 ألف فلسطيني في مراكز الأمم المتحدة في غزة «تزداد الأوضاع المعيشية في هذه الملاجئ سوءا أكثر فأكثر»، لافتا إلى مخاطر انتشار الأمراض. وأضاف أن «هناك آلاف النساء الحوامل اللاجئات في مدارسنا»، مبديا خشيته من موجة نزوح جديدة إلى مراكز الأمم المتحدة المكتظة أصلا بعدما دعت إسرائيل السكان لمغادرة منازلهم.
وطلب كرينبول من الأطراف جميعا احترام منشآت الأمم المتحدة، ودعا إلى «وقف إطلاق نار فوري ومن دون شروط»، كما إلى ضرورة «رفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة». وردت حماس والجهاد وفصائل أخرى بقصف بلدات إسرائيلية قريبة وتل أبيب البعيدة عن غزة. وأدى القصف إلى قتلى وجرحى بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وسقطت الصواريخ الفلسطينية في وقت متأخر أمس في منطقة «غوش دان» في تل أبيب، وأصاب أحدها شارعا، مما أدى إلى وقوع 3 إصابات واشتعال النار في السيارات والمحال القريبة، كما سقطت في أشكول مما أدى لإصابة 8 إسرائيليين، إضافة إلى سقوط صواريخ في عسقلان وأسدود وسديروت وسدوت هنيغف وحوف اشكلون.
وقتل في الجانب الإسرائيلي حتى الأمس 56 جنديا على الأقل منذ إطلاق العملية البرية في 17 يوليو الماضي.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».