أماكن سياحية عريقة في مصر تفتح أبوابها لإقامة «حفلات أسطورية»

قائمة تضم قصوراً ملكية ومساجد أثرية

قصر البارون
قصر البارون
TT

أماكن سياحية عريقة في مصر تفتح أبوابها لإقامة «حفلات أسطورية»

قصر البارون
قصر البارون

مع ما تزخر به من قصور وآثار تعد تحفاً معمارية، ومع محاولة إيجاد بدائل غير تقليدية للترويج السياحي، تتيح مصر استضافة الحفلات والمناسبات الاجتماعية، لا سيما الزفاف في عدد من المناطق الأثرية، إلى جانب استضافتها فعاليات ثقافية واجتماعية للأفراد والشركات والمؤسسات. ونظراً لأهمية هذا الأمر، تضع وزارة الآثار المصرية شروطاً وأسعاراً وإجراءات تضبط إقامة هذه الحفلات بما يضمن الحفاظ على الآثار وعدم العبث بها، مثل عدم استخدام شموع أو ألعاب نارية، وعدم استخدام المناطق الأثرية في أي نشاط عقائدي أو سياسي أو أي نشاط مخالف.
«الشرق الأوسط» تستعرض أبرز المناطق الأثرية المسموح بإقامة الاحتفالات الاجتماعية الخاصة فيها:

قصر البارون
أمام الزخارف والطرز الشرقية والهندية التي يحملها هذا القصر الكائن بضاحية مصر الجديدة، يمكن إقامة حفل زفاف أو غيره من المناسبات، حيث يضم القصر حديقة أمامية غنية بالزهور والنباتات النادرة، إلى جانب مجموعة من التماثيل تُضفي مشهداً أسطورياً على المناسبة أو الاحتفالية.
ويعد القصر من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق، وسمي باسم «قصر البارون» نسبة إلى صاحبه المليونير البلجيكي «البارون إدوارد إمبان»، الذي جاء إلى مصر قادماً من الهند في نهاية القرن 19 بعد شهور قليلة من افتتاح قناة السويس، وقام بتشييده عام 1852 ميلادية، واستلهم البارون تصميم القصر من معبد «أنكور وات» في كمبوديا ومعابد «أوريسا» الهندوسية.
يتكلف الحفل الواحد في حديقة قصر البارون مبلغ 60 ألف جنيه مصري (نحو 3.3 ألف دولار) لـ300 فرد، ويضاف عن كل 100 فرد بعد العدد المذكور 30 ألف جنيه (نحو 1.6 ألف دولار).

قصر محمد علي
على ضفاف نهر النيل، يقع قصر الأمير محمد علي توفيق المعروف بـ«قصر المنيل»، الذي يجمع معماره بين الفن الإسلامي القديم والفن الأوروبي الحديث. والقصر مُقام على مساحة 14 فداناً، وكان حديقة يملكها أحد النبلاء الفرنسيين، قبل أن يشتريها الأمير منه لبناء القصر منذ عام 1903 إلى 1934.
أمام الراغبين في إقامة زفافهم في هذا الطقس الملكي خياران؛ الأول إقامته في حديقة القصر، وهي من أشهر الحدائق التاريخية، بمساحة تبلغ 34 ألف متر مربع، وتضم 55 نوعاً من النباتات النادرة التي جمعها صاحب القصر خلال زياراته وجولاته في أنحاء العالم. أما الخيار الثاني فيتمثل في القاعة الذهبية، وسبب تسميتها بذلك يعود إلى أن جدرانها وسقفها مزخرفة بالذهب، بينما صُممت أعمدتها على شكل أشجار النخيل لإعطائها لمسة مصرية.
ولإقامة عرس أو مناسبة خاصة بقصر محمد علي، فإن التكلفة تبلغ 60 ألف جنيه مصري (3.3 ألف دولار) لعدد 300 فرد، ويضاف عن كل 100 فرد بعد هذا العدد مبلغ 30 ألف جنيه.

حديقة رُكن فاروق
تقع استراحة ركن فاروق، نسبة إلى الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية، على النيل مباشرة بمحاذاة الطريق الرئيسية الواصلة من القاهرة إلى حلوان (جنوب القاهرة).
تتكون الاستراحة من 3 أداور، تطل من جهتين على النيل، بالإضافة إلى حديقة كبيرة تضم أنواعاً مختلفة من النباتات النادرة، ومحددة بسور من الحجر، وهي مؤهلة لاحتضان المناسبات الاجتماعية المختلفة، حيث تضم نافورة عليها تماثيل من المرمر الأبيض، ويطلق عليها «نافورة نهر الحب» نسبة للفيلم السينمائي الذي قامت ببطولته فاتن حمامة وعمر الشريف، وقاما خلاله بالرقص بجوار النافورة رقصة الحياة.
ويتكلف الحفل بحديقة رُكن فاروق مبلغ 50 ألف جنيه مصري (نحو 2.8 ألف دولار) لـ300 فرد، ويضاف عن كل 100 فرد بعد العدد المذكور 30 ألف جنيه.

قصر المانسترلي
للاحتفال بليلة لا تنسى، يكون قصر المانسترلي بضاحية المنيل هو الخيار الأمثل. فالقصر الذي أنشأه حسن فؤاد باشا المانسترلي يعد تحفة معمارية تُغطي مساحة ألف متر مربع، وظل مملوكاً للأسرة العلوية الأولى إلى أن ضمته هيئة الآثار المصرية عام 1951، باعتباره أثراً تاريخياً. بعدها قامت بتجديده وترميمه واستخدامه في استضافة الحفلات، لا سيما الموسيقية في عام 2009.
ومن بين قاعات القصر التي تزين أسقفها بزخارف هندسية ونباتية رائعة، تخصص قاعة «البيانو» لإقامة الحفلات الخاصة والموسيقية، وهي تتكلف مبلغ 50 ألف جنيه مصري (نحو 2.8 ألف دولار) لعدد 300 فرد، ويضاف عن كل 100 فرد بعد العدد المذكور 30 ألف جنيه.
وهي نفسها التكلفة التي تتطلبها إقامة حفل في حديقة القصر، التي تتميز بالمشهد الواسع للنيل.

قلعة قايتباي
بعيداً عن القاهرة، وفي الإسكندرية (شمال)، يمكن إقامة حفل كبير داخل أسوار «قلعة قايتباي»، بكل ما تمثله هذه القلعة من قيمة كأحد أهم الآثار الإسلامية بالإسكندرية. ويعود الفضل في إنشائها إلى السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 882 ه/ 1477 م مكان منارة الإسكندرية القديمة.
في فناء القلعة، يمكن إقامة حفل مميز أمام البرج الرئيسي الذي يُشرف على الساحة الداخلية، بينما يحيط بالحضور السور الداخلي بما يشمله من غرف متجاورة كانت تمثل ثكنات الجند ومخازن السلاح.
وتحتضن القلعة الحفلات الاجتماعية والفعاليات العامة بمبلغ 20 ألف جنيه مصري (نحو 1.1 ألف دولار)، فيما يسمح بحضور 300 فرد.

مساجد عقد القران
وتمتد الحفلات الاجتماعية إلى عقد القران أيضاً، وحددت وزارة الآثار المصرية 5 مساجد تاريخية، يمكن إجراء مراسم عقد القران فيها، أبرزها مسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين، ومسجد الرفاعي، ومسجد أحمد بن طولون، ومسجد الحاكم بأمر الله، ومسجد السلطان حسن.
ويفضل كثيرون عقد حفلات عقد القران في هذه المساجد رغبة في تخليد ذكرياتهم وسط ما تتسم به هذه المساجد من طرز معمارية، وموقع مميز، وطقس روحاني. ويحدد سعر عقد القران بين 10 و20 ألف جنيه في هذه المساجد. لكن يشترط فيها عدم السماح بارتداء فستان الزفاف.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».