دمشق: أحكام غيابية بالإعدام ضد40 شخصاً بينهم الجولاني

TT

دمشق: أحكام غيابية بالإعدام ضد40 شخصاً بينهم الجولاني

أصدرت محكمة الجنايات في دمشق أحكاماً غيابية بالإعدام على زعيم تنظيم «هيئة تحرير الشام» التي كانت تضم «جبهة النصرة» سابقاً، محمد حسين الشرع الملقب بـ«أبو محمد الجولاني»، وعلى قائد «جيش الإسلام» عصام بويضاني، وقائد «فيلق الرحمن» عبد الناصر الشمير.
والثلاثة ضمن قائمة حُكمت بالإعدام تضم أربعين اسماً، معظمهم من الغوطة الشرقية بريف دمشق، على خلفية تجريمهم «بقصف بعض أحياء دمشق بالقذائف» التي أدت إلى مقتل «مدنيين وإصابة آخرين من بينهم نساء وأطفال» واقتناء «مواد متفجرة بقصد نشر الذعر وارتكاب جناية ضد الدولة، ما أدى إلى تعدد جرائمهم وشكل خطورة على الدولة والمجتمع»، وفق ما ذكرته صحيفة «الوطن» القريبة من النظام، لافتة إلى أن الأحكام بالإعدام الصادرة عن محكمة الجنايات بدمشق، أخذت «الصفة الوجاهية العلنية، وأنها قابلة للإلغاء، وبتهم مختلفة» وأنها «جاءت نتيجة ادعاءات شخصية من متضررين إضافة إلى الحق العام».
وأبو محمد الجولاني المنحدر من منطقة الجولان السورية، انضوى في تنظيم القاعدة بالعراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، ثم جاء إلى سوريا في أغسطس (آب) 2011، وفي عام 2012 أعلن تشكيل «جبهة النصرة لأهل الشام»، ثم فك ارتباط «النصرة» بتنظيم «القاعدة»، ليشكل «جبهة فتح الشام» التي اندمجت عام 2017 مع عدة فصائل إسلامية في محافظة إدلب، وشكلوا «هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها الجولاني.
كما يُشار إلى أن «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» كانا يسيطران على معظم غوطة دمشق الشرقية، وتم إبعاد قيادتهما وعناصرهما إلى شمال سوريا، في فبراير (شباط) الماضي، بموجب اتفاق بإشراف روسيا، وذلك بعد هجوم عنيف شنته قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي على الغوطة الشرقية، سبقه حصار لأكثر من أربع سنوات. وبموجب الاتفاق سلم «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» جميع أسلحتهم الثقيلة، بينها مدرعات ودبابات وراجمات صواريخ، إلى الشرطة العسكرية الروسية.
ونص القرار بالحكم على أكثر من 40 متهماً، معظمهم من غوطة دمشق الشرقية، وتضمنت لائحة الاتهامات المدرجة في قرار الحكم أيضاً، اقتناء المحكومين «مواد متفجرة بقصد نشر الذعر وارتكاب جناية ضد الدولة، ما أدى إلى تعدد جرائمهم وشكل خطورة على الدولة والمجتمع». وألزم قرار الحكم كل واحد من المحكومين بدفع مبالغ مالية كبيرة لكل مصاب، وبنفقات العلاج، إضافة إلى تجريدهم وحجرهم مدنياً.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.