محافظ تعز: إنهاء حصار المدينة اختبار لجدية الحوثيين

محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود
محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود
TT

محافظ تعز: إنهاء حصار المدينة اختبار لجدية الحوثيين

محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود
محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود

دعا محافظ تعز الدكتور أمين أحمد محمود، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، إلى إنهاء معاناة سكان المحافظة الواقعة تحت حصار الميليشيات الحوثية، من خلال الضغط على الجماعة للانسحاب من المحافظة، كما دعا وفد الحكومة المفاوض في السويد إلى جعل «ملف تعز» في مقدمة أولوياتهم على طاولة المشاورات.
وقال محمود لـ«الشرق الأوسط»: إن «أبناء تعز شعروا بالخذلان خلال أربع سنوات من الحرب والقتل والتدمير دون أن تجد معاناتهم أي استجابة من المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة». وأكد محافظ تعز أن قضية إنهاء الحصار على تعز «محطة اختبار حقيقية للميليشيات الحوثية إذا كانت ترغب في السلام». داعياً الوفد الحكومي إلى الإصرار على سحب الميليشيات الحوثية من تعز، وإنهاء الحصار، وفتح الطرقات أمام أبناء سكان المحافظة، وإنهاء العبث الحوثي على حدود المدينة والقيام بقصفها بشكل مستمر. وأشار إلى أن ملف محافظة تعز هو المحك الرئيسي الذي سيثبت جدية الحوثيين من عدمها نحو السلام خلال هذه المشاورات المنعقدة في السويد، مؤكداً أن لدى قيادة المحافظة وسكانها أمل كبير في أن يتحقق لهم السلام، على الرغم من أن سلوك الميليشيات أفقد الناس كل آمالهم. وقال محمود: «على قادة الميليشيات الحوثية أن يستوعبوا -بعد مرور أربع سنوات من القتل والتدمير الممنهج لتعز- استحالة أن يقبل اليمنيون بمشروعهم الطائفي السلالي الرامي إلى حكم اليمن بالقوة». مشيراً إلى أن ما شاهدته الميليشيات الحوثية من إصرار أبناء محافظة تعز على مواجهة مشروع الجماعة المتخلف والرجعي، رسالة واضحة على أنه لا يمكن القبول بحكم الإمامة مجدداً في اليمن.
وكان وفد الحكومة الشرعية في مفاوضات السويد قد أدرج ملف مدينة تعز ضمن أعمال المشاورات الجارية مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة، غير أن وفد الجماعة لا يزال يطرح الكثير من العقبات أمام التوصل إلى اتفاق يضمن انسحاب الميليشيات، وفك الحصار عن المدينة، وفتح الطرق الرئيسة أمام تنقلات المواطنين في أنحاء المحافظة، وإعادة تشغيل مطار المحافظة للأغراض الإنسانية.
إلى ذلك دعا محافظ تعز، كل القوى والأحزاب الوطنية في المحافظة إلى الترفع عما وصفه بـ«المصالح الذاتية»، وقال: «نحن في مرحلة حساسة ومصيرية يجب أن نقدم فيها مصلحة الوطن ومصلحة تعز على المصالح الحزبية الضيقة». محذراً من تكرار ما حدث في 2012 من خلافات أدت إلى تمكين الحوثي من احتلال مناطق واسعة من اليمن. وأوضح محمود أن «الميليشيات الحوثية وجدت في خلافات القوى السياسية عندما غلبت مصالحها على مصالح الوطن ثغرة واسعة مكّنتها من السيطرة على البلاد»، متهماً أطرافاً وقوى حزبية -لم يسمِّها- بأنها تسعى إلى تغليب مصالحها الشخصية والحزبية على حساب استكمال تحرير محافظة تعز من الميليشيات الحوثية، معتبراً أن ذلك «خطأ جسيم».
وناشد محافظ تعز، القوى السياسية «الالتفاف حول المشروع الوطني»، وقال: «نحن نريد إعادة بناء الدولة الشرعية، دولة النظام والقانون لا دولة الأحزاب التي يجب عليها أن تتنافس تنافساً شريفاً بعد دحر مشروع الميليشيات الإيرانية واستعادة الدولة والجمهورية وعودة الحياة إلى طبيعتها، حيث يكون صندوق الانتخابات هو الفيصل من أجل الوصول إلى الحكم».
كان الرئيس عبد ربه منصور هادي، قد أصدر قبل نحو عام قراراً قضى بتعيين الدكتور أمين أحمد محمود محافظاً لتعز، في سياق مساعيه لإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والسياسية والإدارية في المناطق المحررة من المحافظة، بما في ذلك أغلب أحياء مدينة تعز. ويواصل الحوثيون للسنة الرابعة على التوالي حصار المدينة من ثلاث جهات، كما أنهم لا يزالون يستولون على الأجزاء الشرقية من المدينة المتمثلة في منطقة الحوبان مع استمرارهم في قصف المدينة وأحيائها السكنية بمختلف أنواع القذائف، وهو ما تسبب في سقوط المئات من المدنيين.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».