«شباب المصالحات» يعجِّلون بتسريح عناصر النظام

TT

«شباب المصالحات» يعجِّلون بتسريح عناصر النظام

أصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا أمراً إدارياً يُنهي الاحتفاظ بالضباط المجندين عناصر الدورة 248 وما قبلها، الذين يتمّون خمس سنوات احتفاظ في بداية العام المقبل، مستفيدةً من تجنيد شباب من مناطق سيطر عليها النظام في الأشهر الماضية.
وقال موقع «روسيا اليوم»، أمس، إن «الأمر الإداري يُنهي الاحتفاظ للضباط المجندين عناصر الدورة 249، الذين يتمون خمس سنوات احتفاظ حتى 1 يناير (كانون الثاني) المقبل».
وينهي الاستدعاء للضباط الاحتياطيين الملتحقين خلال عام 2013 الذين يتمون خمس سنوات بالخدمة الاحتياطية.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قيادة جيش النظام أصدرت تعميماً بتسريح كل من يستكمل في الأول من يناير من العام المقبل 2018، خمس سنوات من الاحتفاظ، في صفوف قوات النظام، حيث يشكل هذا التسريح آلاف العناصر من الدورة 248 الملتحقة بقوات النظام، ومَن استكمل من بقية العناصر 5 سنوات من الاحتفاظ، على أن يُزال اسمه من لوائح الاستدعاء لخدمة الاحتياط، حيث نظمت قوات النظام قوائم اسمية بمئات آلاف الشبان والرجال الذين يجري استدعاؤهم للاحتياط في صفوف النظام».
وكان «المرصد» قد أشار إلى أن «السلطات العسكرية للنظام السوري تجري تحضيرات لعملية تسريح دورتين جديدتين في صفوف قوات جيشها مع مجموعات أخرى من قوات الاحتياط... وعملية التسريح للدورتين 103 و104 ودورة الاحتياط في صفوف قوات النظام، والتي سبقتها بأشهر عملية تسريح الدورة 102، جاءت على خلفية تمكن قوات النظام بدعمٍ من القوات الروسية والإيرانية والميليشيات السورية والإيرانية والعراقية والأفغانية واللبنانية والآسيوية والفلسطينية وجنسيات أخرى، من السيطرة على أكثر من 61% من مساحة الأراضي السورية، في منطقة ممتدة من كامل الجنوب السوري إلى حدود المنطقة العازلة منزوعة السلاح، وصولاً إلى معظم شرق الفرات إلى ريف منبج، باستثناء منطقة الطبقة وجيبين لتنظيم داعش وكامل الشريط المتصل مع مناطق سيطرة درع الفرات وقوات عملية غصن الزيتون في الشمال السوري مع جزء من شرق الفرات مقابل لمدينة دير الزور».
وأضاف: «تأتي عملية التسريح بعد الفائض الذي حصل عليه النظام في الخزان البشري، عقب سيطرته على كل المناطق آنفة الذكر، وبالتزامن مع الاعتقالات التي تجري في المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في عمليات عسكرية أو من خلال (مصالحات وتسوية أوضاع)، والتي تهدف إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، ومع اقتراب انتهاء مواعيد بنود الاتفاقات المتعلقة بتأجيل الخدمة الإلزامية في مناطق (التسويات والمصالحات)».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».