الصومال: الجيش الأميركي يقتل 4 من «حركة الشباب» بغارة جوية

TT

الصومال: الجيش الأميركي يقتل 4 من «حركة الشباب» بغارة جوية

أعلن الجيش الأميركي مسؤوليته عن مقتل أربعة من مقاتلي حركة الشباب المتمردة في الصومال في أحدث غارة جوية من نوعها ضد المتطرفين هناك. وقالت قيادة القوات الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» في بيان لها مساء أول من أمس إن الهجوم الذي وقع في جنوبي الصومال جاء دفاعا عن النفس، لكنه لم يسفر عن إصابة أي مدنيين.
وأوضحت أفريكوم في بيان من مقرها في مدينة شتوتجارت الألمانية أنه تم تنفيذ الضربة الجوية بعد أن قام مقاتلو حركة الشباب بمهاجمة القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة، في إشارة إلى الجيش الصومالي.
وقالت أفريكوم بأنها ملتزمة إلى جانب شركائها الصوماليين والدوليين، بمنع حركة الشباب من الاستفادة من الملاذات الآمنة التي تستطيع من خلالها بناء القدرات ومهاجمة شعب الصومال، مشيرة إلى أن هذه الحركة تستخدم أجزاء من جنوب ووسط الصومال للتخطيط وتوجيه الهجمات الإرهابية، وسرقة المساعدات الإنسانية، وابتزاز السكان المحليين لتمويل عملياتها، وإيواء الإرهابيين المتطرفين.
واعتبرت أفريكوم أن الحالة النهائية المرغوبة في شرق أفريقيا هي الحالة التي لا تستطيع فيها المنظمات الإرهابية زعزعة استقرار الصومال والدول المجاورة له، ولا تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين في المنطقة.
وتعهدت بمواصلة العمل مع شركائها لنقل المسؤولية عن الأمن طويل الأجل في الصومال من بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال، إلى حكومته الفيدرالية، مشيرة إلى أن القوات الأميركية ستستخدم جميع الأساليب المناسبة لحماية الشعب الصومالي، بما في ذلك العمليات العسكرية المشتركة لمكافحة الإرهاب مع الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي وقوات الجيش الوطني الصومالي.
وتدعم الولايات المتحدة ونحو 22 ألف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام «أميصوم»، القوات الصومالية في قتالها ضد حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي الدولي، والتي تشن بدورها هجمات منتظمة داخل دولة الصومال المضطربة الواقعة بشرقي أفريقيا.
من جهة أخرى، بدا أمس أن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، يواجه محاولات من داخل مجلس الشعب (البرلمان) لعزله، بعدما قدم عشرات الأعضاء في البرلمان اقتراحا لرئيسه بمساءلة فرماجو، وحجب الثقة عنه.

وقال عبد الكريم بوح أمين عام مجلس الشعب الصومالي في بيان «قدمنا اقتراحا بالمساءلة ضد رئيس جمهورية الصومال الاتحادية»، لكن الأسس التي بني عليها اقتراح المساءلة غير واضحة.
وتظاهر أمس مؤيدون لفرماجو بالعاصمة مقديشو احتجاجا على مقترح عزله ورددوا في المقابل شعارات مناوئة لمعارضيه، فيما تحدث أعضاء في البرلمان عن وضع رئيسه محمد شيخ قيد الإقامة الجبرية بعد ساعات فقط من توقيع 92 نائبا على مذكرة خطية قدموها إليه لتحديد جلسة لاستجواب الرئيس في تهم تتعلق بالفساد المستشري في البلاد.
وألقى النائبان الأول والثاني لرئيس البرلمان بثقلهما الإداري والسياسي خلف الرئيس، حيث عبرا عن رفضهما لمناقشة مقترح عزله، وطلبا في بيان مشترك أصدراه من موظفي البرلمان الامتناع عن تنفيذ أي قرارات إدارية بالخصوص، كما قررا منع النواب المعارضين من عقد اجتماعات داخل مقر البرلمان.
وقبل يومين أمر رئيس البرلمان محمد مرسل شيخ لجنة الميزانية المالية والتخطيط ومحاسبة الحكومة بمواصلة مهامها لوضع ختام الميزانية المالية لعام 2017 قبل انتهاء العام الجاري، بعدما كان نائبه الأول عبد الولي مودي قد حل نهاية الشهر الماضي هذه اللجنة، وقال بحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، بأن خلافات أعضائها وصلت إلى مستوى سيئ بسبب انقسام البرلمان.
وكان فرماجو الذي يتولى السلطة منذ فبراير (شباط) من العام الماضي، قد نجا من عدة محاولات برلمانية لعزله، لكن المقترح الأخير يعكس تصاعد الخلافات بين الحكومة وبعض الأقاليم، في ظل اتهامات للحكومة بالسعي إلى فرض السيطرة على إدارات تلك الأقاليم.
ويتهم النواب فرماجو، بالتدخل المفرط في شؤون إدارة الأقاليم، ومحاولة إفشال حكوماتها المحلية، بالإضافة إلى إساءة استخدام صلاحياته بشأن التوقيع على اتفاقيات سرية مع دول أخرى لاستغلال موانئ الصومال، وتعيين وعزل قادة عسكريين دون اقتراح من الحكومة.
وتشمل لائحة الاتهامات الموجهة لفرماجو، أيضا قيامه بخرق القوانين والدستور بشأن تبادل المتهمين والمجرمين، وعدم احترام حقوق الإنسان، عبر استخدام القوة المفرطة لإقرار المتهم بجرم لم يقترفه.
وينص الدستور المؤقت في الصومال على أن يفقد الرئيس منصبه إذا ما صوت ضده ثلثا عدد أعضاء مجلسي الشعب والشيوخ (غرفتي البرلمان)، أي 217 نائبا من أصل 326.
كما ينص على ضرورة أن يوقع 92 عضوا في البرلمان على الاقتراح بعزل الرئيس أو استجوابه قبل تقديمه لرئيس المجلس، حيث يفترض أن يناقش البرلمان هذا الاقتراح بعد أسبوع.
ويبلغ إجمالي عدد أعضاء مجلس الشعب الصومالي 275 ويتعين موافقة ثلثي الأعضاء على اقتراح المساءلة لضمان نجاح هذا الإجراء.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.