عباس يعلن نيته حل «التشريعي» الفلسطيني قريباً

شكر لخادم الحرمين الشريفين التزامه الثابت تجاه القضية الفلسطينية

الرئيس محمود عباس في اجتماع المجلس الاستشاري لحركة «فتح» أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس محمود عباس في اجتماع المجلس الاستشاري لحركة «فتح» أمس (الشرق الأوسط)
TT

عباس يعلن نيته حل «التشريعي» الفلسطيني قريباً

الرئيس محمود عباس في اجتماع المجلس الاستشاري لحركة «فتح» أمس (الشرق الأوسط)
الرئيس محمود عباس في اجتماع المجلس الاستشاري لحركة «فتح» أمس (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه بصدد حل المجلس التشريعي الفلسطيني في وقت قريب، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.
وشكر عباس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على إعادة تأكيده أمس الأحد، خلال كلمته في افتتاح القمة الخليجية التاسعة والثلاثين، على موقف السعودية الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وقوله: «إن السعودية تواصل الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتنا، وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة؛ بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأطالب المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني».
وقال عباس أمام المؤتمر الدولي لتعزيز «دور القطاع الخاص في مكافحة الفساد»، في رام الله ان «هذا الموقف لجلالة خادم الحرمين الشريفين الذي نقدره ونحترمه ليس جديداً، حيث إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين هي السند الدائم والداعم للقضية الفلسطينية».
وأضاف عباس أمام المؤتمر: «نحن بشكل قانوني سنحل المجلس التشريعي، وهذا سيكون قريباً، هذا الكلام أول مرة أقوله أمامكم».
وكانت مسألة حل المجلس التشريعي نوقشت بشكل طارئ في الاجتماع الأخير للمجلس المركزي الفلسطيني في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كواحدة من بين خطوات ستتخذها السلطة ضد حركة «حماس»، بسبب عدم إنجاز المصالحة.
ودعت حركة «فتح» إلى حل المجلس الذي تسيطر عليه «حماس»، وهو معطل منذ 2007 بعدما سيطرت الحركة على قطاع غزة بقوة، كما دعت إلى انتخابات جديدة لهذا المجلس. وقال عباس إن على «حماس» أن تسلم الحكومة الفلسطينية كل شيء أو تتحمل كل شيء.
وأكد عباس أن هناك قرارات اتخذها «المركزي» ضد «حماس» بالتوازي مع قرارات أخرى ضد إسرائيل والولايات المتحدة. واشتكى عباس من أنه وقّع مع «حماس» أكثر من 20 اتفاقاً في 10 سنوات لم تنفذ الحركة أياً منها. وأضاف أن «آخرها كان الاتفاق الذي وقع برعاية مصرية في عام 2017، وعلى أساسه يتم تمكين حكومة الوفاق من ممارسة عملها كما تمارسه في الضفة الغربية وهي حكومة شكلت بالاتفاق بيننا وبينهم، ثم نذهب إلى الانتخابات ومن ينجح في الانتخابات يأخذ البلد، إذا هم نجحوا مبروك عليهم، إذا إحنا نجحنا مبروك علينا، واتفقنا معهم ووافقوا بحضور المصريين وكانت النتيجة أنهم وضعوا متفجرات لرئيس الوزراء ورئيس المخابرات، وفعلاً حصل انفجار، ونسينا الانفجارات وقلنا تعالوا نعيد العمل بالاتفاقات السابقة، وقلت للأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي إما أن نستلم كل شيء ونتحمل المسؤولية، وإما أن يستلموا كل شيء ويتحملوا المسؤولية».
وكرر عباس القول إنه سينفذ كل ما قرره «المركزي» بشأن العلاقة مع «حماس» وكذلك إسرائيل والولايات المتحدة.
وقال: «بالنسبة للعلاقة مع إسرائيل، الإسرائيليون خرقوا كل الاتفاقات، ونحن توجد لدينا قرارات المجلس المركزي، الذي قال إنه يجب أن نوقف التنسيق الأمني وأن نوقف العلاقات، لأن إسرائيل مستمرة في تنكرها للاتفاقات... نحن أبلغناهم أننا نريد أن نعدل اتفاق باريس أو أن يلغى، وقالوا نعطيكم الجواب بعد يومين، وبعد يومين استقال وزير الجيش الإسرائيلي الذي كنا نتكلم معه، والآن لا نعلم مع من نتحدث».
وتابع: «بالنسبة لأميركا، بيننا وبينها اتفاقيات مكتوبة، وتوجد رسالة بيننا وبين الرئيس (الأميركي السابق باراك) أوباما بهذا الكلام، طبعا هذا الرئيس (دونالد) ترمب ليس فارقاً عنده أي أحد، حتى قرار 2334 لا يعترف به، رغم أننا اتفقنا مع أميركا عليه، وفعلاً هذا القرار بحياتنا لم نحصل عليه، ولم يعترفوا به أيضا، أميركا ترفض الاتفاقات وتنقضها».
وأضاف: «هناك 18 منظمة دولية، طلبوا عدم الانضمام إليها، ولكن بعد القرار الأميركي الخاص بالقدس قررنا أن نذهب إلى هذه المنظمات بالتدريج، وبالفعل ذهبنا إلى منظمة البريد الدولي، وكانت أولها، وسنواصل».
وأردف: «نحن نتحدث عن قضية وطن وقضية قدس ولن أتراجع عن قراري ولن أتنازل عن حقوقي وعن حقوق شعبنا».
وتصريح عباس حول حل المجلس التشريعي جاء بعد فشل جولة المباحثات الأخيرة في القاهرة حول المصالحة.
وأعلنت حركة «فتح» بعد فشل مباحثاتها مع المصريين أنها بصدد اتخاذ قرارات لتقويض سلطة «الانقلاب» في القطاع، وذلك رداً على ما اسمتها اشتراطات «حماس» بشأن المصالحة.
وكان المجلس المركزي في دورته الـ30 وضع قضية «حل المجلس التشريعي» بنداً طارئاً على جدول الأعمال، عقب توصية رفعها المجلس الثوري لحركة «فتح». واستندت «فتح» إلى أن المجلس المركزي قد أنشأ السلطة الوطنية عام 1993.
وأوصى المجلس الثوري بالإجماع «بأن يقوم المجلس المركزي بحل المجلس التشريعي والدعوة لإجراء انتخابات عامة خلال عام من تاريخه». ويحتاج عباس إلى اجتماع آخر للمجلس المركزي من أجل اتخاذ قرار بحل «التشريعي». وينتظر أن تفرغ لجنة مكلفة بتنفيذ قرارات «المركزي» من وضع آليات التنفيذ.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني وهو عضو في هذه اللجنة، إن مجموعة من اللجان تعمل في هذا الإطار أنجزت إلى حد كبير الكثير من التوصيات والخطوات، وهي مطروحة للمصادقة عليها «لأن الموضوع نضج كفاية للمضي قدماً وبشكل متوازٍ في هذه المواجهة مع أميركا وإسرائيل وحركة حماس التي ترفض تطبيق الاتفاقيات معها بشأن إنهاء الانقسام».
ويشكل حل «التشريعي» ضربة لـ«حماس» التي تسيطر على المجلس المعطل، وتقول كذلك إن القيادي في الحركة عزيز الدويك، بصفته «رئيس المجلس التشريعي»، سيخلف عباس في حال غيابه، وهو الأمر الذي ردت عليه «فتح» بقولها إن الدويك لم يعد على رأس المجلس المنعدم قانونياً.
وينص القانون الأساسي الفلسطيني، على أن يتسلم رئيس المجلس التشريعي رئاسة السلطة بشكل مؤقت، في حال أي غياب قهري للرئيس لمدة لا تزيد على 60 يوماً تجرى خلالها انتخابات رئاسية.
وفي عام 2004، حينما توفي الرئيس السابق ياسر عرفات، حلّ مكانه رئيس المجلس التشريعي آنذاك، روحي فتوح، قبل أن ينتخب الفلسطينيون محمود عباس رئيساً، لكن يوجد خلاف قانوني وسياسي اليوم بين حركتي «فتح» و«حماس» حول المجلس التشريعي المعطل ورئاسته.
وفي حين تقول «حماس» إن رئيس المجلس هو الدويك، تقول «فتح» إن فترة رئاسة المجلس انتهت، وإنه يجب انتخاب رئاسة جديدة بعد دعوة الرئيس محمود عباس للمجلس من أجل الانعقاد، ناهيك عن أن المجلس معطل منذ نحو 10 أعوام، ويجب البتّ في مصيره عبر المجلس المركزي الفلسطيني.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «المركزي» الذي أخذ صلاحيات المجلس الوطني يعد عملياً أعلى هيئة تشريعية فلسطينية، ويضم المجلس التشريعي، مضيفة: «إذا تم حل المجلس التشريعي أم لا، فإن رئيس المجلس الوطني و(المركزي)، وهو الآن سليم الزعنون، هو الذي سيخلف عباس في حال أي مكروه».
ورفضت «حماس» كل هذه السيناريوهات. وقال القيادي في الحركة أحمد بحر، إن المجلس التشريعي هو سيد نفسه. كما رفض نواب وفصائل فلسطينية حل المجلس باعتبار ذلك لن يساعد على إنهاء الانقسام.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.