تونس: حزب الشاهد يُعلن «خلال 10 أيام»

كتلة «الائتلاف الوطني» عقدت اجتماعها الرسمي الأول

يوسف الشاهد ووزراء في حكومته خلال جلسة للبرلمان التونسي الشهر الماضي (إ.ب.أ)
يوسف الشاهد ووزراء في حكومته خلال جلسة للبرلمان التونسي الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

تونس: حزب الشاهد يُعلن «خلال 10 أيام»

يوسف الشاهد ووزراء في حكومته خلال جلسة للبرلمان التونسي الشهر الماضي (إ.ب.أ)
يوسف الشاهد ووزراء في حكومته خلال جلسة للبرلمان التونسي الشهر الماضي (إ.ب.أ)

عقدت كتلة «الائتلاف الوطني» البرلمانية المساندة ليوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، أول اجتماعاتها الرسمية لتحديد موعد الإعلان الرسمي عن تشكيل حزب سياسي جديد يمثلها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وخلافاً للموعد المبدئي الذي أعلن عنه قبل أيام والمحدد بمنتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، فقد أكدت زهرة إدريس القيادية السابقة في حزب «النداء» والملتحقة بكتلة «الائتلاف الوطني»، أن الإعلان عن الحزب السياسي الجديد سيكون في غضون الأيام العشرة المقبلة، متوقعة أن تكون رئاسته ليوسف الشاهد.
وكان الاجتماع الأول التحضيري للإعلان عن الحزب السياسي الممثل ليوسف الشاهد، قد عرف مشاركة سليم العزابي مدير الديوان الرئاسي المستقيل ومجموعة من القيادات السياسية المنتمية إلى عدد من الأحزاب السياسية التي شاركت في انتخابات 2014 ومن بينها حزب «النداء» وحزب «آفاق تونس»، علاوة على قيادات سياسية مستقلة تدعم المشروع السياسي نفسه.
وكان مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة «الائتلاف الوطني» البرلمانية المساندة للشاهد، قد أكد خلال مؤتمر صحافي عقد قبل أيام بمقر البرلمان، أن الكتلة ليست تابعة لرئيس الحكومة لكنها تدعم الاستقرار الحكومي واستقرار الدولة، وتلتقي مع رئيس الحكومة في هذه النقطة.
يذكر أن كتلة «الائتلاف الوطني» ممثلة في البرلمان الحالي بنحو 39 مقعداً، غير أن الكتلة الحرة لحركة «مشروع تونس» (14 مقعداً)، التي يتزعمها محسن مرزوق، تدرس إمكانية التحالف بين الطرفين، وهو ما يجعل كتلة «الائتلاف الوطني» تحتل المرتبة الثانية بـ53 مقعداً، وراء حركة «النهضة» التي تستحوذ على 69 مقعداً، وهذا ما يجعل كتلة حزب «النداء» تتراجع إلى المرتبة الثالثة بـ51 مقعداً (من بينها 12 مقعداً لحزب «الاتحاد الوطني الحر» المندمج حديثاً في حزب «النداء»).
في غضون ذلك، كشف أحدث سبر للآراء أن حركة «النهضة» قد قفزت على حزب «النداء» وتجاوزته في نيات التصويت المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة سنة 2019. واحتلت المرتبة الأولى وذلك بنسبة 36.1 في المائة لحركة «النهضة» من نيات التصويت، و29.8 في المائة لحزب «النداء»، فيما لم يحصل تحالف «الجبهة الشعبية» اليساري إلا على المرتبة الثالثة بنسبة 6.7 في المائة من نيات أصوات الناخبين.
على صعيد متصل بالإعداد لانتخابات 2019. من المنتظر أن يعقد البرلمان التونسي يوم 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، جلسة عامة برلمانية لانتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتجديد ثلاثة من أعضائها. وتعد هذه الخطوة مهمة في ضمان إنجاح المسار الانتخابي إثر تلميحات من قبل أحزاب عدة في المعارضة إلى صعوبة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.
ووافق البرلمان التونسي في جلسة برلمانية عقدت الخميس، على ميزانية هيئة الانتخابات المقدرة بنحو 84 مليون دينار تونسي (نحو 28 مليون دولار)، وهو ما اعتبره محمد التليلي المنصري الرئيس المستقيل من الهيئة خطوة مهمة نحو الانطلاق الفعلي للإعداد للمحطة الانتخابية المقبلة، وأكد على أن هيئة الانتخابات جاهزة من كل النواحي لإجراء الانتخابات في موعدها المتفق عليه.
وصرح المنصري أمام أعضاء البرلمان التونسي بأن عهد تزوير الانتخابات قد ولى وانتهى وأن شبهة تدليس النتائج أصبحت غير ممكنة في ظل وجود ممثلين للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية وفتح الأبواب لممثلي الأحزاب السياسية وحضورهم في مكاتب الاقتراع علاوة على اعتماد الفرز اليدوي للتأكد من نتائج صناديق الاقتراع. وبشأن عدم تفعيل استقالته التي تعود إلى شهر يوليو (تموز) الماضي، قال المنصري بأنه اختار عدم تفعيلها حتى لا تتعطل أشغال الهيئة. ودعا نواب البرلمان إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد لهيئة الانتخابات وتجديد ثلث أعضائها «لتجاوز الأزمة التي طال أمدها.
على صعيد آخر، أصدر القضاء العسكري في تونس أمس الجمعة حكماً جديداً ضد نائب معارض بتهمة إهانة المؤسسة العسكرية على الرغم من دفعه ببراءته، بحسب تقرير أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
وأعلن النائب المستقل والممثل للجالية التونسية بألمانيا، ياسين العياري (37 عاماً)، أنه علم بصدور حكم نهائي ضده يقضي بسجنه لمدة شهرين. وصدر الحكم عن محكمة الاستئناف العسكرية بعد أن كانت مدة العقوبة ثلاثة أشهر في الحكم الابتدائي الذي صدر في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال العياري للوكالة الألمانية إن القضاء العسكري أصدر حكمه مستنداً إلى «تدوينة» له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» رغم أن الشرطة الفنية أثبتت أنها ملفقة ومزورة. وأضاف: «لا يمكن أن يصدر حكم ضدي بالسجن لو أحيلت الدعوى إلى المحاكم المدنية. القضية برمتها تصفية حسابات سياسية لهذا أحالوها على القضاء العسكري. يريدون أحكاماً تصدر عن تعليمات».
وهذا ليس الحكم الأول الذي يصدر من القضاء العسكري ضد النائب، إذ تتعلق به عقوبة أخرى مدتها ثلاثة أشهر بتهمة تحقير المؤسسة العسكرية.
كما سبق للنائب أن قضى عقوبة بالسجن عام 2014 لاتهامه بتحقير الجيش ونشر معلومات زائفة، واعتقل فور عودته من فرنسا في العام نفسه قبل أن يُفرج عنه في أبريل (نيسان) 2015 بعد أن قضى نصف العقوبة.
ولا يرى النائب المعارض طائلاً من الاعتراض على الأحكام لاعتقاده بوجود أسباب «سياسية» وراء سجنه، إما بسبب آرائه أو بعد فوزه المفاجئ بمقعد في البرلمان في انتخابات جزئية أجريت قبل عام، لسد شغور عن الدائرة الممثلة للجالية التونسية بألمانيا.
وقال العياري لوكالة الأنباء الألمانية: «أنا على ذمة القضاء متى أصدروا بطاقة إيداع بالسجن ضدي. تخليت عن حصانتي البرلمانية ومستعد لقضاء العقوبة». وعرف العياري، وهو نجل قيادي كبير في الجيش قُتل في هجوم إرهابي عام 2011، بصفته ناشطا ومدونا قبل اندلاع الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي في 2011 واشتهر أيضاً بانتقاده اللاذع للسلطة السياسية والمؤسسة العسكرية.
وتعترض منظمات حقوقية في تونس على استمرار الملاحقات القضائية المقيدة لحرية التعبير ضد مدونين وصحافيين بعد ثورة 2011 بسبب آرائهم أو مقالات وتدوينات، بحسب الوكالة الألمانية.



«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
TT

«صحة غزة» تحذر من النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية بالقطاع

52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)
52 % من الأدوية الأساسية و71 % من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً» في مستشفيات غزة (إ.ب.أ)

حذَّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (الأحد)، من النقص الشديد في الأدوية والمستهلكات الطبية الذي وصفته بأنه عند «مستويات كارثية».

وأوضحت الوزارة، في بيان، أن 52 في المائة من الأدوية الأساسية و71 في المائة من المستهلكات الطبية بات رصيدها «صفراً»، كما أن 70 في المائة من المستهلكات اللازمة لتشغيل المختبرات بات رصيدها «صفراً» أيضاً.

وقالت الوزارة التي تديرها حركة «حماس»، في بيان، إن أقسام جراحة العظام، والغسل الكلوي، والعيون، والجراحة العامة، والعمليات، والعناية الفائقة، تواجه تحديات كارثية مع نقص المستهلكات الطبية، كما أن هناك نقصاً شديداً في الأدوية اللازمة للرعاية الأولية والسرطان وأمراض الدم.

وحذَّرت الوزارة من تصاعد الأزمة في ظل زيادة الحاجة إلى مزيد من التدخلات العلاجية للمرضى والجرحى، وطالبت بتعزيز الإمدادات الطبية العاجلة لتمكين الأطقم الطبية من أداء عملها.


الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار

رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
TT

الحوثيون ينفِّذون حملة تجنيد قسري في الحديدة وذمار

رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)
رغم الإغراءات والتهديد ترفض غالبية السكان الالتحاق بجبهات الحوثيين (إعلام محلي)

وسط تصاعد الغضب الشعبي من تدهور الأوضاع المعيشية واتساع رقعة الفقر، بدأت الجماعة الحوثية تنفيذ حملة تجنيد قسرية في مناطق سيطرتها بمحافظتي الحديدة وذمار، بعد فشل محاولاتها السابقة في استقطاب الفقراء للالتحاق بمعسكرات التدريب مقابل وعود برواتب شهرية.

ولجأت الجماعة المتحالفة مع إيران -حسبما ذكرته مصادر حكومية- إلى اعتقال عدد من وجهاء تلك المناطق بتهمة «التخاذل» في مسعى لإجبار السكان على إرسال أبنائهم للقتال.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين اعتقلوا عدداً من وجهاء مديرية «جبل راس» في الحديدة، بعد رفضهم إجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ضمن حملات التعبئة التي تزعم الجماعة أنها مخصصة لـ«تحرير فلسطين».

وقالت المصادر إن سكان المديريات الخاضعة للجماعة يواجهون حملة تضييق وعقوبات غير مسبوقة، بسبب رفضهم الانخراط في القتال، وإن الوجهاء لا يزالون رهن الاعتقال منذ أيام.

الحوثيون يرغمون الدعاة على قيادة حملات التجنيد (إعلام محلي)

وأوضحت السلطات المحلية الموالية للحكومة الشرعية، أن السكان -رغم الفقر المدقع الذي يعيشونه- رفضوا الانضمام لمعسكرات التدريب. وأشارت إلى أن القيادي الحوثي أحمد البشري، مسؤول ما تسمَّى «التعبئة العامة»، وعبد الله عطيف الذي عيَّنته الجماعة محافظاً للحديدة، أجبرا عدداً من الدعاة على مرافقتهم إلى تجمع أقيم في مدينة زبيد ضمن حملة التجنيد هناك. واعتبرت أن لجوء الجماعة إلى مثل هذا السلوك يعكس «حالة الإفلاس والتخبط» بعد فشلها في استقطاب أبناء تهامة.

وقالت السلطات إن مسؤول التعبئة الحوثي أبلغ الدعاة خلال الاجتماع أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أبدى استياءه الشديد من المجتمع التهامي، بسبب رفض أبنائه الالتحاق بالتجنيد، وعدم التجاوب مع دعوات التعبئة، رغم أن الحديدة تعد من أكثر المحافظات معاناة من انعدام الأمن الغذائي والفقر.

ضغوط على الدعاة

وطبقاً لما نقلته السلطات المحلية، وجَّه القيادي الحوثي أحمد البشري تهديداً مباشراً للدعاة، وأمرهم باستخدام نفوذهم ومنابر المساجد للضغط على الأهالي لإرسال أبنائهم إلى معسكرات التجنيد والجبهات، وإصدار فتاوى بوجوب حمل السلاح. كما هدد بإلحاق الدعاة وأُسرهم قسراً بالدورات الطائفية والعسكرية في حال رفضهم تنفيذ التعليمات.

وحذَّرت السلطات المحلية من أن الجماعة الحوثية تعمل على تحويل الدعاة وزعماء القبائل إلى أدوات لشرعنة التجنيد القسري، وتهدد كل من يتأخر أو يرفض بالاتهام بالولاء للحكومة الشرعية.

بينما يعاني اليمنيون من انعدام الغذاء يستمر الحوثيون في الإنفاق على التجنيد (إعلام محلي)

واستغلت الجماعة حالة الفقر الشديد، وانقطاع المرتبات، وانعدام الوظائف، لإغراء الأهالي برواتب شهرية، ووعدت بإدراج أبنائهم في قوائم المستحقين للمساعدات الغذائية عند استئناف توزيعها. وفق المصادر ذاتها.

إلى ذلك، واصلت الجماعة الحوثية التضييق على سكان محافظة ذمار (مائة كيلومتر جنوب صنعاء) إذ أجبرت الأهالي في عدد من المديريات على الخروج في وقفات تحت شعار «النفير والتعبئة العامة»، وألزمت المشاركين برفع شعاراتها، في حين قام عناصرها بتصوير الحشود لتقديمها كدليل على وجود «حاضنة شعبية».

وقالت مصادر محلية إن مشرفي الحوثيين أبلغوا مسؤولي القرى والعزل بضرورة الحضور الإجباري لهذه الفعاليات، والاستعداد لـ«النفير العام» تحت غطاء دعم فلسطين، رغم توقف الحرب في غزة منذ مدة. كما ألزمت نساءً وفتيات بتسجيل أسمائهن كمتطوعات، ولوَّحت بعقوبات لمن يرفض، في خطوة تهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن للفعالية التي دعت إليها الجماعة في صنعاء.

أزمة هي الأشد عالمياً

تأتي هذه الممارسات الحوثية -وفق مراقبين- في وقت تؤكد فيه الأمم المتحدة أن اليمن لا يزال يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم؛ إذ يحتاج أكثر من 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية هذا العام، بسبب النزاع المستمر، والانهيار الاقتصادي، وتداعيات تغير المناخ.

يمنيون نازحون في صنعاء يدفئون أنفسهم تحت أشعة الشمس في مخيم مؤقت وسط طقس بارد (إ.ب.أ)

ووفق مفوضية شؤون اللاجئين، فإن نحو 4.8 مليون يمني ما زالوا نازحين داخلياً، بينما استقبلت البلاد أكثر من 62 ألف لاجئ وطالب لجوء، معظمهم من الصومال وإثيوبيا. وتوضح المفوضية أنها تعمل في معظم محافظات البلاد بالتنسيق مع السلطات والشركاء المحليين، لتوفير الحماية والمساعدات للفئات الأكثر تضرراً.

وعلى الرغم من هذه المعاناة الواسعة، تواصل الجماعة الحوثية إنفاق الموارد على التجنيد وحملات الحشد الطائفي والعسكري، بدلاً من توجيهها لتخفيف الكارثة الإنسانية، حسبما تؤكده مصادر حكومية ومنظمات محلية.


مصر وقطر تدعوان إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة

رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في منتدى الدوحة السبت (الخارجية القطرية)
رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في منتدى الدوحة السبت (الخارجية القطرية)
TT

مصر وقطر تدعوان إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة

رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في منتدى الدوحة السبت (الخارجية القطرية)
رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في منتدى الدوحة السبت (الخارجية القطرية)

دعت مصر وقطر، السبت، إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية وتمكينها من أداء ولايتها في قطاع غزة.

وخلال لقاء عقده رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على هامش انعقاد «منتدى الدوحة»، في العاصمة القطرية، السبت، أكد المسئولان أهمية مواصلة الجهود الرامية لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام بمراحله كافة، وتثبيت وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات، إلى جانب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2803، فضلاً عن سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية وتمكينها من أداء ولايتها.

كما شدد الوزيران على أهمية ضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، ودعم خطوات التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وفي كلمته خلال افتتاح «منتدى الدوحة»، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن اتفاق غزة لم يطبَّق بالكامل، مشيراً إلى استمرار التفاوض لرسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية.

وقال آل ثاني إن التحديات التي تشهدها المنطقة ليست معزولة عمَّا يشهده العالم من تراجع احترام القانون الدولي.

وأضاف أن «العدالة باتت في كثير من الأحوال غائبة عن مسار القانون الدولي»، مشيراً إلى أن الحلول العادلة وحدها هي التي تصنع السلام المستدام في العالم.

ولفت إلى أن «العالم لا يحتاج إلى مزيد من الوعود، بل يحتاج إلى عادلة تترجم الأقوال إلى أفعال»، مؤكداً أن «غياب المساءلة أحد أخطر مظاهر الاختلال في النظام الدولي الحالي».

وفي حديثه عن الوساطة، شدد على أنها ليست رفاهية سياسية، بل منهج راسخ لدولة قطر، معرباً عن إيمان الدوحة بأن العدالة ليست غاية سياسية فحسب، بل ركيزة أساسية لصون القانون الدولي.

معبر رفح وتهجير الفلسطينيين

وخلال مشاركته في جلسة بعنوان «محاسبة غزة: إعادة تقييم المسؤوليات العالمية والمسارات نحو السلام»، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، التزام بلاده بمواصلة جهودها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتثبيت وقف إطلاق النار، ودعم مسار يُفضي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية قائمة على مرجعيات الشرعية الدولية، وبما يحقق الأمن والاستقرار ويحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وقال عبد العاطي إن «تثبيت وقف إطلاق النار يمثل أولوية قصوى، بوصفه المدخل الضروري للانتقال المنظَّم إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترمب للسلام». وأوضح أن هذه المرحلة تتطلب إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ودون عوائق، والبدء في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار، بما يخفف من حدة المعاناة ويعيد الأمل لسكان القطاع.

وشدد الوزير عبد العاطي على أن معبر رفح يعمل بشكل متواصل من الجانب المصري، وأن المشكلة تكمن على الجانب الإسرائيلي الذي يغلق المعبر من جانبه، فضلاً عن تحكمه في خمسة معابر أخرى تربطه بقطاع غزة، يتحمل مسؤولية فتحها.

ولفت إلى أن خطة الرئيس ترمب تنص على إعادة فتح معبر رفح في الاتجاهين، وليس استخدامه في اتجاه واحد، أو استخدامه بوابةً لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو ربطه بأي ترتيبات تمس الوجود الفلسطيني في القطاع.

وبعد لقاء بين وزيري خارجية قطر ومصر على هامش «حوار الدوحة»، ذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية تميم خلاف، في بيان صحافي، أن الوزير عبد العاطي أكد الحرص على مواصلة التنسيق الوثيق مع دولة قطر في مختلف القضايا الإقليمية، والبناء على العلاقات الثنائية المتنامية بما يخدم مصالح الشعبين ويدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وانطلقت في العاصمة القطرية، النسخة الـ23 لـ«منتدى الدوحة 2025» بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومشاركة رؤساء دول وخبراء ودبلوماسيين وحضور رفيع المستوى من مختلف أنحاء العالم. وتقام جلسات المنتدى تحت شعار: «ترسيخ العدالة... من الوعود إلى الواقع الملموس».

اتفاق غزة لم يطبَّق

وخلال مشاركته في إحدى جلسات المنتدى، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إنه لا يمكن اعتبار أن «هناك وقفاً كاملاً لإطلاق النار في غزة إلا بانسحاب إسرائيل من القطاع»، مؤكداً «استمرار التفاوض لرسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية».

ولفت إلى أن الجهود التي بُذلت للتوصل إلى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مطلوبة لمرحلتي الاستقرار وتأسيس دولة فلسطين، قائلاً: «نحن في مرحلة مفصلية ولم يطبَّق الاتفاق بشأن غزة فيها بالكامل».

وأضاف أن بلاده تؤمن بأن لديها دوراً في استقرار المنطقة والعالم، وتطمح لحل النزاعات بالوساطة.

فوارق الوساطة

أوضح رئيس الوزراء القطري أنه لا يمكن مقارنة جهود الوساطة بين الولايات المتحدة وأفغانستان بالوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس»، مبيناً أن التحدي في جهود الوساطة الأخيرة يتمثل في أن الولايات المتحدة الأميركية بصفتها أحد الوسطاء، كانت تتحدث فقط مع طرف واحد وهو الطرف الإسرائيلي، غير أنها بدأت بعد ذلك الانخراط بالتحدث إلى الجانبين، وهو ما ساعد على إحداث اختراق في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال: «لكننا لا نعدّه وقفاً كاملاً لإطلاق النار، إلا إذا انسحبت القوات الإسرائيلية بشكل كامل وتحقق الاستقرار في القطاع، وأصبح بإمكان الناس الدخول والخروج دون عوائق على أرض الواقع».

ونبه رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري إلى أن الصراع لا ينحصر في قطاع غزة وحده بل يمتد ليشمل الضفة الغربية، وتطلعات الشعب الفلسطيني لبناء دولته، معرباً عن أمله في تعاون الحكومة الإسرائيلية على تحقيق ذلك.

وحذر الوزير القطري من عودة التطرف في غياب المحاسبة، وقال: «ما لمسناه وجرَّبناه على مر العامين الماضيين، هو أنه في حال غياب المحاسبة وفي حال غياب الإنفاذ، فإن الأمور ستبقى على حالها، وسوف نبقى رهائن في أيدي المتطرفين، وهذا ما نريد أن نتفاداه، وقد شهدنا ولاحظنا أن الجهود التي بذلناها جميعاً لكي نتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار كانت ضرورية ومطلوبة أيضاً للمرحلة الثانية، لإرساء الاستقرار، بينما تكون المرحلة الثالثة هي تأسيس الدولة الفلسطينية».

وحذر من أنه «في حال تمكنت هذه الأجندة المتطرفة من أن تكون لها الغلبة على جهودنا الجماعية في المجتمع الدولي فعلى الجميع أن يقر بأن هناك خطأ ما في الهيكلية أو البنية التي نعمل معها»، معرباً عن اعتقاده بأن الدور الأميركي هو دور رئيسي في هذا السياق، لأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الإنفاذ لكي تضع هذا الحل على المسار الصحيح.

ودعا في إجابة عن سؤال، إلى البناء على المصالح المشتركة لأطراف النزاع كأساس لأي مفاوضات لإرساء السلام والاستقرار، مع أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في هذا السياق، لإحداث الازدهار والرخاء الاقتصادي أيضاً.