اختتام منتدى الهجرة والتنمية في مراكش

عبّر مشاركون في المنتدى العالمي للهجرة والتنمية عن تمسكهم باستمرار المنتدى منصة لـ«التفكير المستقل» وتبادل التجارب والخبرات حول الهجرة في المستقبل، رغم التصديق على الميثاق العالمي للهجرة المرتقب اعتماده بداية الأسبوع المقبل في مراكش، والعمل على تطوير آليات اشتغاله واستدامتها.
وأكد ممثلو الوفود الدولية المشاركة في الدورة الـ11 من المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، الذي انتهت أشغاله مساء أمس الجمعة، بعد ثلاثة أيام من النقاش والتشاور، حول «الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات جميع المهاجرين لأجل التنمية»، على أهمية مواصلة التشاور وتنمية جهود التعاون من أجل الإسهام في تنزيل أهداف الميثاق العالمي للهجرة.
وشهدت ورشة التفكير في مستقبل المنتدى العالمي للهجرة والتنمية بعد تجربة 10 سنوات، تبايناً في وجهات نظر الأطراف المشاركة فيها، حيث ذهب بعض المتدخلين إلى الدفاع عن ضرورة تحديد مهام ومجالات تدخل المنتدى بعد اعتماد الميثاق، فيما تحفظ البعض الآخر عن ذلك، ودعا إلى ترك الأمر بيد رؤساء الدول للتقرير بشأنه أثناء مرحلة التصديق عليه مطلع الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، قال السفير الألماني بالمغرب، غوتر شميدت، الذي ترأس بلاده المنتدى بالمشاركة مع المملكة المغربية: «لا يمكننا أن نحدد تعريفاً واضحاً للمنتدى وأدواره اليوم، وإلا فإننا لن نحترم الرؤساء الذين سيوقعون على الميثاق العالمي للهجرة بعد يومين».
وجدد المتدخلون التأكيد على أن الخطابات السلبية حول الهجرة في بلدان الاستقبال، تشكل تحدياً كبيراً يستوجب على الجميع الانخراط في مواجهته وتصحيحه، حيث أفاد أحد المتدخلين بأنه «علينا أن نصحح ونحارب كل ما هو سلبي تجاه الهجرة، وعلى الدول الغربية التخلي عن الخطاب السلبي حول الظاهرة».
من جانبه، اعتبر خافيير تشافيز، رئيس وفد الإكوادور التي ستستضيف الدورة المقبلة من المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، أن بلاده منخرطة في إيجاد الحلول للمشكلات المتعلقة بالهجرة وتحدياتها المستقبلية.
وقال الحبيب نذير، الكاتب العام (وكيل) للوزارة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن المنتدى يشكل فرصة لتتبع ومناقشة أهداف الميثاق العالمي حول الهجرة، الذي سيتم اعتماده بعد يومين، مؤكداً أن كل الأطراف المعنية بالملف «حاضرة في مراكش، من أجل مناقشة سبل مساهمة المنتدى في تبادل وتقاسم التجارب بين كل الأطراف المعنية».
وسجل نذير في تصريح إلى «الشرق الأوسط»، أن الهدف الأساس من المنتدى «يبقى هو تنزيل الميثاق، وضمان هجرة منظمة وآمنة على مستوى العالم»، مشيراً إلى أنه يظل مفتوحاً على كل الأطراف المعنية بقضية الهجرة، من حكومات ومؤسسات دولية ومجتمع مدني.
كما أن النقاش الذي شهده المنتدى على مدى ثلاثة أيام «ساهم في تقريب وجهات النظر وتبادل التجارب الناجحة من أجل تعميمها»، موضحاً أن من بين الأهداف التي رسمها المنتدى خلال هذه الدورة «ضمان انطلاق شراكات متعددة الأطراف بين مختلف المؤسسات الدولية والحكومات، بالإضافة إلى مناقشة دور المنتدى في تنزيل الميثاق العالمي حول الهجرة».
في غضون ذلك، حث المشاركون في المنتدى الحكومات على التفكير في طرق تنفيذ التزاماتها بعد التوقيع على اتفاق الهجرة العالمي، وشجعوا على ضرورة اعتماد اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف من أجل الوصول إلى حكامة جيدة للهجرة تنسجم مع روح الميثاق العالمي وتراعي أهداف التنمية المستدامة.
وكان منتظراً أن يختتم المنتدى العالمي للهجرة والتنمية أشغاله مساء أمس الجمعة، بعرض التوصيات التي خلصت لها نقاشات السياسيين والخبراء وممثلي المنظمات الحقوقية والمدنية على مدار ثلاثة أيام بمدينة مراكش، وسط تطلعات العالم للحظة التوقيع على الميثاق من أجل ضمان هجرة آمنة ومنتظمة في العالم.